قصر الزهراوي في حمص

06/كانون الأول/2008


يُعدّ قصر الزهراوي من المعالم المهمة في مدينة حمص، والتي تَزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعودُ لعصورٍ مختلفة، منها الحمامات، والسيباطات، والكنائس، والقصور، والتلال، والإيقونات، التي مازالت حتى اليوم تجري فيها أعمال التنقيب والبحث الأثري لاكتشاف المزيد من الكنوز الأثرية.

ويقع قصر الزهراوي وسط مدينة حمص القديمة ويحمل طابعاً فريداً من نوعه في سورية، من حيث خصوصية البناء في العهد المملوكي، الذي تَركَ أثراً ضخماً يَمتاز ُبزخرفةٍ فنية عالية المهارة.

يُقسم القصر إلى خمسة أقسام دلت عليها التحريات الأثرية التي أُجريت للقصر عام 1990، وأسفرت عن وجود مدفن بيزنطي تحت الأقبية في الجناح الجنوبي من القصر، كما يوجد قبوان تحت الأرض وفوقها قبوان آخران في الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية بناؤهما بيزنطي.

أما القسم الثاني من القصر فهو بناءٌ أيوبي، وأوائل العهد المملوكي حيث تم بناء الأجنحة الثلاثة المطلة على الفناء الداخلي، والقسم الثالث أُنشئ للحاكم، والرابع كان زاوية للشيخ موسى الزهراوي قبل عام 855 هجري، أما القسم الخامس والأخير فهو القصر الغربي العثماني الذي اسّتعمله الشيخ المناضل عبد الحميد الزهراوي كمركز للتوعية الحضارية والعلمية والسياسية ضد العثمانيين في أوائل القرن العشرين.

وعند الولوج إلى داخل القصر عبر ممر يؤدي إلى فسحة سماوية ترى الأجنحة الموزعة على مدار القصر، والطابقين السفلي والعلوي، أما الجناح العثماني الذي يتألف من باحة وسطية وجناحين شمالي وجنوبي فقد هُدم منه الجناح الجنوبي ولم يبق منه شيء.

وتميزت مباني القصر بصغر حجمها مع وجود فناء، وفي عام 1990 كَشفت دائرة آثار حمص صهريجاً مائياً طوله 4 أمتار وعرضه 4 أمتار وعمقه أيضاً 4 أمتار لحفظ المياه، حيث قامت الدائرة ببناء البركة المائية الحالية المثمنة الشكل من الحجر البازلتي، ويجد الزائر أن القصر تزينه الضفائر والأشرطة بما فيها كتابات حجرية مزخرفة ومنقوشة على الحجر الأبيض والأسود، كما اُسّتعمل الخشب بطريقة الحفر مع استعمال الرسوم الهندسية المدهونة بالأصبغة في السقوف والجسور والعوارض.

واعتبر الاختصاصيون الآثاريون والسياح الأجانب الذين زاروا القصر وجالوا فيه بأن القصر يعتبر مدرسة تمثل روعة وجمالية عمل المهندس المملوكي.

وأشار المهندس فريد جبور -مدير دائرة الآثار والمتاحف في حمص- إلى أهمية هذا القصر في مدينة حمص والذي يؤمه السياح بشكل كبير لمشاهدة روعة بنائه وزخرفاته مؤكداً أنَّ المديرية أنهت حالياً بعض أعمال الترميم والتأهيل للقصر من أجل تأهيله ليكوّن متحفاً للتقاليد الشعبية في المدينة.



مثال جمول


سانا


مواضيع ذات صلة
- أورانيوس أنطونينوس الحمصي: إمبراطور روماني من المدينة المجاورة لتدمر والعملة التي سكها
- طرق القوافل التدمرية
- تدمر وحمص أو حمص دون تدمر

تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 
 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر