0

الفنان التشكيلي ميشيل كرشة واحد من جيل الرواد في الحركة التشكيلية السورية، وأحد أبرز ممثليه، وقد درس فن التصوير في البوزار في باريس وفن الحفر والطباعة في مدرسة «أستين» بين عام 1923 و1925، وهناك تأثر بالانطباعية الفرنسية، وكان أول من عمل وبشر بها في سورية منتهكاً حصن الكلاسيكية المتداولة في ثورة على الاتجاهات التقليدية السائدة.

لقد وفر له عمله وفق منهج الانطباعية الحرية التي حلم بها في رسم المناظر الطبيعية والبيوت القديمة وريف دمشق وشخصيات من ذلك الزمان، فسيطر على أعماله الانبهار باللون والضوء اللذين نقلهما بحساسية عالية وقدرة فائقة دون أن يتقيد حرفياً بما يرسمه بل ترك لنفسه التأثر المباشر، وأيضاً حرية الحذف والإضافة ليخدم موضوعه بغض النظر عن القوانين الصارمة التي حكمت الرؤية التسجيلية.

هذا الاتجاه في الفن جاء تعبيراً عن أسلوب تفكير ميشيل كرشة وحياته، وكتب عن تلك الفترة من حياته: «نشأت في بيت متواضع بحي الخمارات وأزيد عليها، وأحذف منها كل ما لا يعجبني، كنت فناناً بالفطرة طليقاً من كل قيد. أكره التقيد بالقواعد والعادات، وكل شيء في نظري ممكن».

لقد شكّلت الانطباعية بصفتها اتجاهاً تمردياً في ذلك الزمن أرضية مناسبة لنظرته إلى نفسه والحرية التي يتوق إليها على الرغم من المتاعب التي نشأت أثناء العمل، وفي سخرية الزملاء واستغراب الناس ونظرتهم لفنان يرسم عن الطبيعة مباشرة في الأحياء والحقول والقرى.

رحل ميشيل كرشة عام 1973 بعد أن قدّم أمثولة في تحدي السائد، والإقدام على السير في دروب جديدة مجهولة ومثيرة لاكتشاف عالم من الجمال ألقى عليه ضوءاً وانسحب.


الفنان في سطور
ـ ولد في دمشق عام 1900
ـ اهتم بالرسم منذ الطفولة، ودرس الفن في البوزاز في باريس ومدرسة «أستين» للطباعة والحفر بين عام 1923-1925
ـ عمل مدرساً للتربية الفنية منذ عام 1925 حتى عام 1949
ـ مُنح وسام الاستحقاق العربي السوري عام 1933 لخدماته في الفنون التشكيلية
ـ صمم الطوابع البريدية، ونال عليها عدداً من الجوائز
ـ أعماله موزعة في المجمع العلمي العربي والقصر الجمهوري وقصر الضيافة والمتحف الوطني وغيرها
ـ رحل عام 1973.



موضوع ذو صلة
سيرة الفنان ولوحاته