حكايات تفرضها الغربة: جديد نمر سلمون

27 شباط 2012

يتابع الفنان السوري الدكتور نمر سلمون حكاياته المستمدة من حكايات داريو الأندلسي، فبعد «حكايات عاشق مبتدئ» و«لا تخش شيئاً فالموت إلى جانبك»، ها هو يعرض واحدة أخرى تحت عنوان «حكايات تفرضها الغربة»، وذلك أمس الأحد 26 شباط 2012 في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق (أوبرا دمشق)، حيث جسد فيها عذابات الغربة عن الوطن.

كعادته صنع سلمون ممثلين من الحضور مستفيداً من نظرية الجمهور الخلاق التي شكلت مضمون رسالة الدكتوراه التي أنجزها، وهكذا رأينا طفلة لا تتجاوز ستة أشهر من عمرها معه على الخشبة طيلة مدة العرض، تارة تلعب بشعره وتارة تمسك بالعصا الموجودة بيد سلمون وكأنها ممثلة بارعة لا تخاف المسرح ولا المتلقي، واستمر سلمون بجر بعض الحضور إلى المسرح ليشاركونه العرض ورهبة الخشبة.


نمر سلمون في عرض حكايات تفرضها الغربة

وحكايات داريو الأندلسي العربي الأصل الإسباني الجنسية تقارن دائماً ما بين نشأته العربية وثقافته الغربية المكتسبة من خلال قصص إنسانية بسيطة يلتقطها من هنا وهناك بانياً عليها أفكاره ورؤاه حول المفارقات التي يعيشها المغترب.

يذكر أن المسرحي السوري نمر سلمون يدير فرقة مسرح الجمهور الخلاق التي قدم من خلالها أكثر من أربعين عملاً مسرحياً داخل وخارج سورية وجميعها عروض مونودرامية من تأليفه وارتجاله.


نمر سلمون في عرض حكايات تفرضها الغربة

يقول د. سلمون عن الاستماع إلى الحكاية: «لكل منا أسبابه الخاصة للاستماع إليها، الحكايات تصل إلى الجميع، وقد أخطأنا في فترة من الفترات حين اعتقدنا أن الفن لا يفهمه الجميع، وأنه لفئة من الناس، نخبة تقرأ وتكتب، غاصت في تاريخ الفن والمسرح، فصرنا نقدم أعمالنا لهؤلاء. أنا ضد النخبة في هذه المسألة، النخبة هي الشعب من أصغر الناس فكرياً إلى أكبرهم».

ويقول أيضاً: «في أي حكاية تلاحظ تشويقاً على نحو ما. نحن، مثلاً، لا نصبر على المسلسلات التلفزيونية إلا من أجل الحكاية، نريد أن نعرف ما حدث للشخصية وكيف تطورت، وبالتالي انجذابنا إليها مصدره التشويق في حكايتها، والتي تتسم غالباً بفلسفتها الخاصة البسيطة التي تصل إلى الجميع».

وينهي حديثه بالقول: «من المهم أن يكون للعمل المسرحي أو الأدبي فلسفته الخاصة، ولا أعني هنا التعقيد، وإنما أن يكون له فكره الخاص الذي يميزه عن الحكاية الأخرى، حتى الحكايات التي هدفها الضحك، إن لم يكن الضحك فيها تهريجاً، فهو فلسفة بحد ذاتها، وبالتالي فمسألة إعطاء الحكاية بعداً فلسفياً أمرٌ مهم جداً».


من عرض حكايات تفرضها الغربة

بقي أن نذكر أن الدكتور نمر سلمون تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989 وتابع دراسته في المسرح بجامعة السوربون بفرنسا مقدماً بحثين عن عفوية الممثل والدور الإبداعي للجمهور المسرحي فحصل بفضلهما على شهادتي الماجستير عام 1992 ودبلوم الدراسات المعمقة في فنون العرض المسرحي عام 1994 كما أنه حائز على إجازة في الأدب العربي عام 1995 وهو صاحب أطروحة «الوجه المستتر للمسرح السوري المحتمل» التي نال عليها شهادة الدكتوراه بدرجة الشرف في إسبانيا ليصير بعدها عضواً في المجمع الإسباني العام للمؤلفين والناشرين الأسبان.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من مسرحية حكايات تفرضها الغربة لنمر سلمون

من مسرحية حكايات تفرضها الغربة لنمر سلمون

من مسرحية حكايات تفرضها الغربة لنمر سلمون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق