أحلام مهجورة: إضاءة على المسرح السوري في مراحله المختلفة

20 كانون الثاني 2011

في خطوة هامة يقوم كل من الأستاذ عناد شيخاني -صاحب شركة فيلم للإنتاج والتوزيع الفني- منتجاً ومشرفاً فنياً، والفنان صالح برو معداً ومخرجاً، بتصوير فيلم تسجيلي تحت عنوان «أحلام مهجورة» يلقي الضوء على مراحل مختلفة من تاريخ المسرح السوري عبر حوارات يتم إعدادها بطريقة فنية مع عدد من الأشخاص والفنانين الذين لهم علاقة بالمسرح السوري ولهم بصماتهم على الساحة الفنية، أمثال د.نبيل الحفار، د.عجاج سليم، د.محمد قارصلي، د.حمدي موصللي، د.حنان قصاب حسن، الأستاذ عبد الفتاح قلعجي، الناقد والكاتب جوان جان، الفنانة جيانا عيد، الفنان أيمن زيدان، الفنان فايز قزق، الفنانة مي اسكاف، المخرج وليد عمر، والعديد من الأسماء الأخرى من الفنانين والعاملين في وزارة الثقافة ومديرية المسارح، وقد قطع الفيلم شوطاً كبيراً إلى الآن.

يعتمد الفيلم على مراجع تاريخية موثقة وعدد من الدراسات والمقالات المنشورة التي تناولت أزمة المسرح في سورية وأسبابها, لنخبة من كبار كتاب المسرح وعدد من النقاد منهم: سعد الله ونوس، د.رياض عصمت، د.محمد نديم، د.علي الراعي، د.محمد قارصلي، د. فواز الساجر، د.عبد الله أبو هيف، علي عقلة عرسان، د.ماري إلياس، عبد الناصر حسو، عبدالله شقرون، جان ألكسان، فرحان بلبل، وآخرون.

«اكتشف سورية» رافق طاقم الفيلم في عدد من أماكن التصوير، وكان هذا اللقاء مع المخرج صالح برو حيث قال: «لا شك أن من تابع الحركة المسرحية في سورية وقف حائراً أمام ما توصل إليه المسرح السوري في السنوات الأخيرة من تراجع وانتكاسات وإخفاقات على كافة الأصعدة, حيث غابت الأعمال الجادة والمهمة التي تلامس بنية المجتمع السوري وتعاظمت المشهديات البصرية على حساب القيم الروحية كما يقول البعض».

وتابع المخرج برو: «لم ترتق هذه الرؤية الفكرية إلى مصاف الإبداع الإنساني، حيث وقعت العروض التي قدمت على الخشبات طوال هذه السنوات تحت سيطرة الاقتباس والإعداد من القصص والروايات والقصائد الشعرية وحتى الإعداد عن المقالات الصحفية تحت مسميات مختلفة (مسرحة الشعر, مسرحة الرواية, مسرحة الحادثة) من دون أن يجد لنفسه أهدافاً معينة, ولم تخلُ عملية الإخراج من الرؤى الساذجة والأشكال المجترة، وهنا من المفترض أن نقدم بل ونناقش هذه المسألة ليبقى مسرحنا نهضوياً, وتنويرياً, ومسرحياً, واجتماعياً لنرقى بهذا الفن الراقي إلى مستوى يساوي ما وصلت إليه الدراما التلفزيونية».

وأنهى حديثه قائلاً: «نقوم بهذه المحاولة لإلقاء الضوء على العديد من الأسئلة التي تراود الساحة المسرحية التي أصبح كل من فيها يلقي اللوم على الآخر, لنتبين أن المسرح يمر بأزمة، وهنا نجيد أن المفيد توضيح بعض الأسباب ووضع اليد على الجرح، وذلك من خلال مجموعة أسئلة مكثفة تدور بين كتاب المسرح والمخرجين والممثلين والفنيين من جهة، والمؤسسات المعنية بفن المسرح من جهة أخرى لإيجاد الحلول الجذرية من خلال حوارات متبادلة وبناءة لإعادة العلاقة التي انعدمت بين المسرحيين، وإقامة علاقات متنوعة مع المتلقي وبالتالي خلق فضاء مسرحي جديد يتطلع إلى المستقبل برؤية مغايرة».

بدوره قال المشرف الفني عن الفيلم عناد شيخاني لـ «اكتشف سورية»: «الكاتب المسرحي هو حصيلة مجتمع معين له أسسه السياسية وقوانينه التاريخية وعاداته الاجتماعية، وأي تخلخل في بنية المجتمع يؤدي إلى تخلخل العنصر الفني فيه لكن هذا التخلخل يمكن أن يكون أحياناً عنصراً خلاقاً ما يجعل الكاتب يبحث عن نفسه ضمن هذه الأطر الاجتماعية المتشابكة أو أن تتسم كتاباته بنوع من شمولية الفكر وعولمة أشكال العلاقات الممكنة».

وأضاف: «بإحصائية بسيطة نلاحظ أن النصوص المسرحية في الأعوام الأخيرة لا تتعدى عدة مسرحيات لا رابط بينها ولا إستراتيجية تجمعها، إلا أن أصحابها يحملون هاجساً مسرحياً ويرغبون في استمرارية هذا الفن، ولا تشكل هذه النصوص حركة مسرحية واعدة، فهي حتى هذه المرحلة لم تفرز كاتباً مسرحياً واعداً، وغالبية هذه النصوص لا تصلح للعرض، هذا ما نعرضه في الفيلم بالإضافة إلى علاقة الممثل بالمخرج والكاتب وما قدمه بعض المعنيين إلى مسرحنا».

وأنهى حديثه بالقول: «ما نريده هو أن يكون مسرحنا متألقاً كما تألقت لدينا الدراما التلفزيونية، ونأمل أن يكون ما نقوم به خطوة نحو مسرح جميل يعيد مسرحنا إلى ما كان عليه من ألق».

أحلام مهجورة:
- فيلم تسجيلي عن المسرح السوري.
- إعداد وإخراج: صالح برو.
- إنتاج وإشراف فني: عناد شيخاني.
- مدير التصوير: أحمد جميل.
- تصوير: يوسف الهزيم.
- تعاون فني: المخرج سمير مللي.
- مكياج: دينا الغضبان.
- مدير الإنتاج: شادي شيخاني، عمار سراقبي.

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

من كواليس الفيلم التسجيلي أحلام مهجورة	تحضير د.قارصلي للتصوير في كواليس الفيلم التسجيلي أحلام مهجورة	المنتج عناد شيخاني مع الفنان فواز محمود

بقية الصور..