السلوقيون
بعد وفاة الإسكندر الكبير المقدوني سنة 323 ق.م. اقتسم قواد جيشه امبراطوريته الضخمة فيما بينهم، فكانت سورية من نصيب ليوميدون سنة 323 ق.م. ثم أنظيغونه سنة 321 ق.م إلى أن تولى الحكم فيها سلوقوس الأول سنة 312 ق.م. وقد حمل لقب نيكاتور أي الظافر، فأسس سلالة حاكمة استمرت خلال السنوات 312 ـ 64 ق.م. وعرفت باسم السلالة الملكية السلوقية.
تلقى سلوقوس الأول حصته من الامبراطورية المقدونية المجزأة عند تسلم ولاية بابل الفارسية المعروفة باسم المرزبانة سنة 312 ق.م. ومنها انطلق في فتوحاته شرقاً حتى وصل إلى نهر الهندوس في الهند سنة 302 ق.م.، وبعد انتصاره في معركة ابسوس سنة 301 ق.م على الملك المقدوني أنطيغونه الأول صارت سورية والجزء الشرقي من آسيا الصغرى تركيا من ضمن ممتلكاته. واستمر في الحكم حتى وفاته سنة 280 ق.م.
أسس سلوقوس الأول نيكاتور مدينة أنطاكية في الشمال الغربي من سورية، وأطلق عليها هذه التسمية نسبة لاسم أبيه أنطيوخوس الذي كان أحد قواد جيش فيليبس المقدوني والد الإسكندر الكبير، وصارت هذه المدينة عاصمة لمملكته، كما أوجد مدناً أخرى تحمل التسمية نفسها ومن أشهرها سلوقية على نهر دجلة التي كانت عاصمة للمرزبانات الشرقية (الولايات الفارسية الشرقية)، ومن هذه المدن بدء المثقفون السوريون يتعلمون اللغة اليونانية لفظاً وكتابة، بينما بقي سكان الريف المجاور لها محافظين على تقاليدهم ولغتهم الأصلية.
وقد اعتبرت سنة 312 ق.م. تاريخ ولادة المملكة السلوقية في سورية وبدء التقويم السلوقي فيها، كما اعتبرت سنة 301 ق.م. سنة هيمنة هذه المملكة واستقرار سيطرتها على الجزء الشمالي من سورية بصفة خاصة.
وفي سنة 64 ق.م. غزا الرومان سورية وقضوا على دولة السلوقيين فيها.
مواضيع ذات صلة: