سورية في العصر العباسي

استاء العرب عامة، وعرب بلاد الشام خاصة، من سياسة بعض الخلفاء العباسيين في اعتمادهم على العناصر الأعجمية، كاعتماد المأمون على الفرس، واعتماد المعتصم على الترك. وكان من نتائج هذه السياسة اشتعال عدد من الثورات منها ثورة «نصر بن شبث العقيلي» وغيرها في أنحاء بلاد الشام المختلفة. كان اهتمام معظم الخلفاء العباسيين متجهاً نحو بلاد العراق عامة، ونحو بغداد بصورة خاصة، مما جعلهم يهملون بلاد الشام، التي خسرت مركزها المتميز، الذي كان لها في العصر الأموي، كما خسرت دمشق مركزها كعاصمة، وفقدت مزاياها، حيث كان يقصدها الكثيرون من أنحاء دولة الخلافة، ويرد غليها الخراج من الولايات المختلفة، وينعكس كل ذلك رخاء على المدينة وسكانها. وجاءت الصراعات القبلية والثورات المتوالية في العصر العباسي لتزيد في تأخر بلاد الشام اقتصادياً وعمرانياً.


عهد أبو العباس السفاح لعمه عبد الله بن علي بولاية الشام، ثم أشرك معه عمه الآخر «صالح بن علي»؛ فأعطاه ولاية فلسطين، وأعطى ولاية الجزيرة الفراتية لأخيه عبد الله بن محمد، الذي اشتهر بلقب أبي جعفر المنصور. واعتمد في إدارة البلاد على رجال معظمهم من البيت العباسي.


عمل العباسيون على محاولة طمس آثار الأمويين في بلاد الشام، وذكرت أخبار أبي جعفر المنصور، أنه أمر بقلع الصفائح الذهبية والفضية، التي كانت على أبواب المسجد الأقصى وضربها دنانير ودراهم، أنفقت في أصلاحه بعد أن أثرت الزلازل فيه.
 

مواضيع ذات صلة: