دمشق في العهد العثماني


التكية السليمانية ونهر بردى
في بدايات القرن العشرين

طويت صفحة المماليك في بلاد الشام بانتصار السلطان العثماني سليم الأول في معركة مرج دابق عام 922هـ/1516م، وتبدأ دمشق صفحة جديدة من تاريخها، حيث أصبحت جزءاً من الدولة العثمانية. وكان قبول أبنائها للحكم الجديد يعود إلى ما أصابهم من ظلم وما رأوه من فساد وسوء أوضاع في آخر عهد المماليك، فبنوا آمالاً على سلاطين الدّولة الجديدة، بداعي الرّابطة الدّينية بينهم وبين الأتراك.

وإذا كانت دمشق قد شعرت بالاستقرار والأمن في ظلّ دولة قوية تحميها من خطر الغزاة الأجانب – كـ الفرنج والمغول- فلقد بقيت على صلة بالعالم الخارجي عن طريق التجارة التي ازدهرت لشهرتها ببعض الصناعات.

ومن أهم أحداث دمشق خلال القرن التاسع عشر، فتح محمد علي باشا والي مصر لبلاد الشام على يد ابنه إبراهيم باشا، وامتدّت فترة هذا الحكم من 1831م حتى عام 1840م. وكانت دمشق مركزاً أو عاصمةً لبلاد الشام خلال الحكم المصري الذي عُرف بالانفتاح، فنشطت الحركة العلميّة وكثر قدوم الأجانب من تجار وسيّاح، وأنشئت في دمشق بعض القنصليّات، كانت أوّلها القنصلية البريطانية.

ولقد حظيت دمشق أثناء فترة التّنظيمات الخيريّة (1839-1908م) ببعض الولاة المصلحين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من أمثال: الوالي ناظم باشا والوالي مدحت باشا، وعاشت نشاطاً عُمرانياً مميزاً، وفي عام 1908م قامت جماعة الإتحاد والترقّي التركيّة التي اتصفت بالعصبيّة والعُنصريّة بانقلاب على السّلطان عبد الحميد الثاني، وتسلّمت الحكم بنفسها واتّبعت سياسة التّتريك والقمع ضد الشعب العربي، فكانت اليقظة العربية وأخذ العرب يسعون إلى حكم لا مركزي في بداية الأمر، ثم تطور الأمل إلى مطالبتهم بالاستقلال الكامل وانفصالهم عن حكم الاتحاديين الأتراك.

وجاءت الحرب العالمية الأولى عام 1914م لتكون مُنعطفا كبيراً وحاسماً في تاريخ المنطقة، وخلالها شهدت ساحة الشهداء في دمشق إعدام عدد من قادة الحركة القومية العربية في 6/5/1916م. وفي 10/6/1916م تفجّرت الثورة العربية الكبرى ودخل جنودها دمشق في مطلع تشرين أول عام 1918م وارتفع العلم العربي -علم الثورة العربية الكبرى- فوق مدينة دمشق.

مواضيع ذات صلة: