المماليك


مئذنة قايتباي في الجامع الأموي
من الآثار المملوكية في دمشق

في عام 1239 بدأ الأيوبيون تشكيل فرقة عسكرية ضاربة وخاصة بالملك لحمايته وحماية ملكه في القاهرة، فقاموا بشراء ألف عبد من أصل تركي وشركسي وقام بتدريبهم ووضعهم في مقدمة رجال بلاطه.
بعد عشر سنوات تقريباً من تشكيل هذه الفرقة من العبيد، تم اغتيال الملك الشرعي ووريث الحكم الأيوبي توران شاه ووضعوا أمه شجرة الدر سلطانة بدلاً عنه، ثم استبدلوها في نفس العام بمملوك هو المعز عز الدين أيبك، ومنه بدأ حكم المماليك الذي سيطر على بلاد الشام عام 1259 في عهد الملك المظفر قطز الذي قام بدحر المغول عن بلاد الشام وأصبح والياً عليها، ومنذ ذلك الوقت أصبحت سورية ولاية مملوكية حتى الحكم العثماني لسورية عام 1516 بعد معركة مرج دابق بقيادة السلطان العثماني سليم الأول.

استمر حكم المماليك الأتراك من عام 1250 لغاية 1382 واستلم بعدهم المماليك من الأصل الشركسي واستمر حكمهم من عام 1382 حتى عام 1516، حكم أكثرهم مدداً قصيرة كانت تنتهي أغلبها بالاغتيال.

ورغم الفوضى السياسية التي اشتهر بها عهد المماليك إلاّ أنهم تركوا في مصر وسورية تراثاً معمارياً يعتبر ثروة أثرية ونقلة نوعية في تاريخ العمارة الاسلامية.

وأهم أثر لذلك العصر تم المحافظة عليه في دمشق رغم نوائب الزمن هو مئذنة قايتباي في الجامع الأموي في دمشق.

وقايتباي هو الملك الأشرف أبي النصر قايتباي، سلطان مصر وسورية،وهو من المماليك الشراكسة، حكم من عام 1468 لغاية عام 1496، ويعتبر ضريحه من أعظم المدافن المملوكية شهرة، وهو في الصحراء الشرقية بالقاهرة، يتميز بقبته المنقوشة برسوم هندسية ونباتية مميزة...

كان قايتباي محباً للعمارة والإنشاء والفنون ترك آثاراً عديدة في مصر أما أثره الخالد في دمشق هو مئذنته الجميلة في الجامع الأموي بدمشق.