بالصور: طلاب سورية أثناء عملهم التطوعي بحي باب توما

باب توما يتحول إلى حي ثقافي جميل على يد طلاب سورية

للوهلة الأولى، قد تعتقد نفسك في مكان آخر، إلا أن الملامح العريقة لواحد من أكثر الأماكن قدماً في الشرق الأوسط ستعرب عن نفسها فوراً لتذكرك بالموقع الذي أنت فيه، باب توما، واحد من أبواب دمشق السبعة، بناه الرومان على أنقاض باب سبقه، ربما كان يونانياً على الأغلب، وهؤلاء بنوه على باب سبقه، هو باب آرامي من كل بد، فكأنك تعانق استمرار التاريخ في نقطة واحدة لم تزل واقفة في مكانها منذ أربعة آلاف سنة.

الجديد في الأمر، هو ما يقوم به حشد من طلاب الجامعات والمعاهد، الفنية والعلمية والصناعية، والذين أضفوا بعملهم التطوعي الرائع على المكان ألقاً جديداً، بعد أن ران عليه الشيب تحت عقود من الإهمال، فإذا به يعود فجأة إلى وضعه الطبيعي، وإذا بنا مرة أخرى أمام حي يجمع بين التاريخ والفن والتراث والجمال دفعة واحدة، بحديقته وضريحه وبابه وبيوته البديعة، كل ذلك تحت ضربات فراشي الشباب الممتلئ حماساً بمناسبة السنة العالمية للتطوع.

لم يعد الحي حياً، بل ورشة عمل معمارية ترميمية ثقافية فنية في آن واحد، ما بين العاملين على تنظيف المكان مما علق به من أوساخ، وطلاب كلية الفنون بمراسمهم وفراشيهم، والطلاب الممعنين بجدران البيوت دهناً وطرشاً، كي تستعيد نضارتها القديمة من جديد.

شكراً جزيلاً لكل من ساهم بهذه الورشة الجميلة فكرة وإدارة وعملاً، علها تنسحب على أماكن أخرى جميلة في دمشقنا القديمة، ويكفي أن تشاهد هذه الصور حتى توافقنا على ذلك.

اكتشف سورية