«الطلاب الأجانب هم سفراء لبلادهم في الجامعات التي يدرسون فيها وسفراء لثقافات البلدان التي يدرسون فيها عند عودتهم لأوطانهم»، قد تكون هذه المقولة معروفة بالنسبة لكثيرين ولكن القيام برصد الرؤى المختلفة حول بلد ما من خلال وجهات نظر طلاب درسوا فيه في فترت زمنية مختلفة هو الأمر اللافت، لأنه يعكس التطور والاختلاف الذي طرأ على ذلك البلد.
المركز الثقافي العربي السوري في طهران عقد ندوة يوم الأحد 7 تشرين الثاني 2010 طغت عليها الأجواء السورية والدمشقية. وقد استضاف المركز في هذه الندوة الدكتور عبد الهادي نيكخواه (أطرقجي) والدكتور محمد رضا خضري اللذين تحدثا فيها عن ذكرياتهما في سورية، وعن الفترة التي قضياها على مقاعد الدراسة في جامعة دمشق، وعن زياراتهما وتنقلاتهما في المحافظات السورية، واحتكاكهما بالشعب السوري، وعن العادات والتقاليد السائدة هناك.
ولفت كلاس إلى أن استضافة المركز لإيرانيين تخرجوا من جامعة دمشق بأوقات زمنية متباعدة، وبفروع مختلفة، يهدف إلى نقل صورة واقع سورية الثقافي والعلمي والأكاديمي والاجتماعي إلى الشعب الإيراني بلسان أبناء هذا الشعب الصديق، وقال: «نقوم بنشاطات عديدة إلا أن هذه الندوة لها طابع حميمي خاص».
الدكتور أطرقجي عاد بالحضور إلى أواخر العقد الرابع من القرن الماضي، يوم كان يدرس في كلية العلوم في جامعة دمشق، ومن ثم في كلية طب الأسنان حيث تخرج من الجامعة عام 1951، يقول د. أطرقجي: «لا زلت أذكر اليوم الأول للاحتفال باستقلال سورية عام 1946، حيث كنت من بين الجماهير التي شاهدت العرض العسكري في ذلك الوقت»، ويضيف: «كونت خلال الفترة التي كنت فيها في سورية صداقات عديدة لا زلت أحتفظ بالبعض منها، كما أني زرت أماكن عديدة في سورية».
ولفت خضري إلى أنه ذهب إلى دمشق طالباً للعلم من جامعتها العريقة فوجد يداً كريمة رعته وقلباً كبيراً، مما ذلل أمامه كل الصعاب وهون عليه غربته.
وأثنى الدكتور نيكخواه والدكتور خضري في ختام الندوة على المواقف النبيلة للمسؤولين السوريين في احتضان الطلبة الجامعيين الإيرانيين الذين قضوا جزءاً من دراساتهم في الجامعات السورية وتقديم كافة أنواع الدعم لهم.
حضر الندوة مسؤولون من منظمة العلاقات الثقافية والإسلامية الإيرانية وعدد من الدبلوماسيين وجمهور غفير من المثقفين والمهتمين وعدد كبير من طلاب الجامعات الإيرانية.
حازم كلاس - طهران
اكتشف سورية