الدكتور رياض نعسان آغا يقيم حفلاً تكريمياً للأديب الكبير حنا مينه

بماسبة حصوله على جائزة محمد زفزاف للرواية العربية

بمناسبة حصول الأديب والروائي السوري الكبير حنا مينه على جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، والتي منحها إياه منتدى أصيلة بالمملكة المغربية كتتويج لمجمل أعماله، أقام الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة مساء أمس الأربعاء 4 آب 2010، حفلاً تكريمياً للروائي الكبير.

وشارك في الحفل – بالإضافة إلى الأديب المكرم والسيد وزير الثقافة – كل من الدكتور محمد الأخصاصي سفير المغرب في سورية، والشاعرة المغربية وفاء العمراني الملحقة الثقافية في السفارة المغربية في دمشق، والأديب عبد الإله عبد القادر المدير التنفيذي في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة.

ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء العربية السورية – سانا - فقد أكد الدكتور رياض نعسان آغا في كلمته خلال الحفل، أن حنا مينه كاتب للعالم كله وليس للوطن العربي فحسب، حيث تأتي الجائزة لتؤكد التواصل بين جناحي الأمة العربية وخاصة في مجال الرواية التي أصبحت الآن ديوان الأمة، وهي تتجاوز ذلك لتصل العالمية مع أدباء عرب كبار من وزن حنا مينه.


الدكتور رياض نعسان آغا يلقي كلمة
في حفل تكريم الأديب الكبير حنا مينه

وأعرب السيد وزير الثقافة عن سعادته البالغة بأن يكرم شيخ الكتاب والروائيين العرب في المغرب لما لهذا الأمر من دلالات في أن أدبنا العربي يقرأ في كل بقاع الوطن بنفس الروح، فالأديب مينه هو صوت إنساننا الحقيقي حين يرعف بمداد قلم رشيق العبارة رفيع الأدب.

كما ألقى سعادة السفير المغربي، والملحقة الثقافية في السفارة المغربية والمدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كلمات أعربوا فيها عن سعادتهم بفوز الأديب الكبير بهذه الجائزة التي تعبر عن التواصل الحق بين أنحاء الأمة العربية من خلال الأدب والفن.

وفي الختام ألقى الأديب المكرم حنا مينه كلمة أظهرت مدى تاثره بنيل هذه الجائزة معرباً عن إيمانه بالوطن العربي كوحدة ثقافية متكاملة وقال مينه: «لقد كرمتني سورية وما زالت، ولعل أفضل تكريم نلته في حياتي هو الوسام الذي أعتز به أكثر من كل الأوسمة التي نلتها في حياتي والذي منحني إياه السيد الرئيس بشار الأسد فأنا من تراب هذا الوطن والوطن العربي الكبير في إبداعاته».


جانب من حفل تكريم الروائي الكبير حنا مينه

حنا مينه وتاريخ طويل في عالم الأدب:
مما لا شك فيه أن حنا مينه هو علامة بارزة مضيئة في سماء الأدب السوري والأدب العربي عموماً، حيث تشكل أعماله الأدبية تراثاً فنياً وأدبياً عالي المستوى نقل هذا الأديب إلى مصاف العالمية، حيث ترجم عدد كبير من رواياته إلى الكثير من لغات العالم.

وتشكل روايات حنا مينه توثيقاً أدبياً فنياً رفيع المستوى لحقبة هامة من تاريخ سورية، هي حقبة التشكل الوطني للمجتمع السوري وللدولة السورية الحديثة، وتغطي مرحلة زمنية تسبق تاريخ التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي وتواكبه، وصولاً إلى ما عاشته سورية من أحداث تاريخية وسياسية هامة منذ النصف الثاني من القرن العشرين.

ألف حنا مينه أكثر من ثلاثين رواية هي: المصابيح الزرق(1954)، الشراع والعاصفة (1966)، الثلج يأتي من النافذة (1969)، الشمس في يوم غائم (1973)، الياطر (1975)، بقايا صور(1975)، المستنقع (1977)، المرصد (1980)، حكاية بحار (1981)، الدَّقل (1982)، المرفأ البعيد (1983)، الربيع والخريف (1984)، مأساة ديميتريو (1985)، القطاف (1986)، حمامة زرقاء في السحب (1988)، نهاية رجل شجاع (1989)، الولاعة (1990)، فوق الجبل وتحت الثلج (1991)، الرحيل عند الغروب (1992)، النجوم تحاكم القمر (1993)، القمر في المحاق (1994)، حدث في بياتخو (1995)، المرأة ذات الثوب الأسود (1996)، عروس الموجة السوداء (1996)، المغامرة الأخيرة (1996)، الرجل الذي يكره نفسه (1998)، الفم الكرزي (1999)، حارة الشحادين (2000)، صراع امرأتين (2001)، البحر والسفينة وهي (2002)، حين مات النهد (2003)، شرف قاطع طريق (2004)، الذئب الأسود (2005)، الأرقش والغجرية (2006). بالإضافة إلى مجموعة قصصية وعدد من الدراسات الأدبية والنقدية.

الجائزة السادسة في رصيد حنا مينه:
وتعتبر جائزة محمد زفزاف للرواية العربية الجائزة السادسة التي يحصل عليها الكاتب الكبير محمد مينه وقد سبقتها عدة جوائز هي: جائزة المجلس الأعلى للثقافة والآداب والعلوم بدمشق عن رواية «الشراع والعاصفة» (1968)، جائزة سلطان العويس – الدورة الأولى على عطائه الروائي (1991)، جائزة المجلس الثقافي لجنوب إيطاليا عن رواية «الشراع والعاصفة» كأفضل رواية ترجمت إلى الإيطالية (1993)، جائزة الكاتب العربي التي منحها له اتحاد الكتاب المصريين بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه اعترافاً بموقعه المميز على خريطة الرواية العربية.

وفي العام 2002 منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة بتاريخ 28 أيار 2002، وهو أعلى وسام يحصل عليه مواطن مدني سوري.

موسم منتدى أصيلة يحتفي بحنا مينه:
وكان منتدى موسم أصيلة الثقافي الدولي قد منح درع جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها الرابعة لسنة 2010، للروائي مينه مساء الخميس 15 تموز 2010، في حفل حضره حشد من المفكرين العرب وذلك تتويجاً لمجموع أعماله وتقديراً لمجمل إبداعاته التي طبعت عقوداً من زمن الرواية بشكل خاص والمشهد الأدبي العربي بشكل عام. وقد حالت ظروف الروائي الكبير الصحية دون حضوره لتسلم الجائزة شخصياً، وتسلمته عنه الشاعرة وفاء عمراني الملحقة الثقافية بسفارة المغرب في دمشق. وبمناسبة هذا الحفل ألقى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة السيد محمد بن عيسى كلمة قال فيها أن هذه الجائزة تكرم أحد رموز الإبداع العربي وتحتفي بإنتاجه الروائي، مضيفاً أن ثمة وشائج خاصة ومشتركة بين الأديب السوري ومدينة أصيلة، تتمثل في المكانة الخاصة التي يحظى بها البحر لديهما. وعرض في الحفل شريط وجه فيه الأديب المتوج الشكر إلى لجنة التحكيم التي اختارته لجائزة هذا العام.

جائزة محمد زفزاف للرواية العربية:
ويذكر أن جائزة محمد زفزاف للرواية العربية تحمل اسم الأديب المغربي الراحل محمد زفزاف، وتمنح كل ثلاث سنوات بالتناوب مع جائزتي تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي وبلند الحيدري للشعراء الشباب، وتبلغ قيمتها النقدية عشرة آلاف دولار مقدمة من مؤسسة منتدى أصيلة. وتوكل صلاحية منح الجائزة إلى لجنة تحكيم يختارها مجلس أمناء مؤسسة منتدى أصيلة وأمينها العام، وتتألف من سبعة من النقاد والباحثين العرب يراعى في اختيارهم تمثيل المناطق الجغرافية وتنوع التيارات والمدارس الأدبية والفكرية، وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالفضاء الروائي العربي والتركيز على إسهاماته المميزة في مسيرة الثقافة الإنسانية وتعطي الأولوية عند الاختيار للروائيين الذين يضعون إبداعهم في خدمة التعددية والتفاهم وتثبيت قيم الحرية والعدالة الإنسانية.

اكتشف سورية