التلفزيون السوري يحتفل بعيده الذهبي

د. بلال: التلفزيون السوري يستعد للدخول إلى تقنية البث الرقمي
المهندس حيدر: الإعلام المرئي لم يعد يقاس بالساعات

تحت رعاية السيد الرئيس بشار الأسد وبحضور عدد من قيادات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء في القيادة القطرية للحزب، وعدد من أعضاء مجلس الشعب وشخصيات سياسية وإعلامية لبنانية وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين بدمشق وفعاليات اقتصادية وثقافية وإعلامية وفنية واجتماعية ودينية وحشد من المدعوين، أقامت وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مساء أمس 24 تموز 2010 احتفالاً كبيراً بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس التلفزيون العربي السوري (العيد الذهبي)، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.


جانب من معرض الصور في بهو دار الأوبرا

بدأ الحفل بافتتاح معرض في بهو الدار جسد ذكريات فترة البدايات في حياة التلفزيون، حيث علقت صور للرئيس الخالد حافظ الأسد، وصور لفنانين كبار تأسس التلفزيون على عاتقهم أمثال: صلاح قصاص، عدنان بركات، نهاد قلعي، وآخرون.

ومن ثم بدأ الحفل الفني على مسرح الأوبرا بعرض رائع قدمته فرقة سمة للرقص المعاصر، وتحركت الفنانة يارا عيد وزملاؤها بخفة ومرونة كالفراشات عندما تنتقل من زهرة إلى أخرى.

بعد هذا العرض ألقى المهندس معن حيدر المدير العام للإذاعة والتلفزيون كلمة أشار فيها إلى تطور مسيرة التلفزيون من قناة واحدة تبث ساعة ونصف فقط إلى انطلاق خمس قنوات ومنها من تبث على مدار الساعة، وقال: «إن الإعلام المرئي لم يعد يقاس بالساعات كما لم يعد جهاز التلفزيون محلياً يعكس صورة المجتمع المحلي الذي هو فيه، وإنما أضحى النافذة الواسعة على العالم الرحب وعلى القرية الكونية الكبرى، وانطلاقاً من ذلك نتمسك بهوية التلفزيون العربي السوري الذي ظل وفياً لعروبته منذ التأسيس إلى جانب محافظته على هويته الاجتماعية والثقافية».

وفي نهاية كلمته شكر حيدر كل الرواد وكل من يعمل على تطوير التلفزيون السوري من المذيعين إلى المعدين والفنيين وكل العاملين في السلك الإعلامي.

الدكتور محسن بلال وزير الإعلام يلقي كلمته
وإلى جانبه الإعلامية عزة الشرع

ومن ثم ألقى ممثل السيد الرئيس راعي الاحتفال الدكتور محسن بلال وزير الإعلام كلمة حمل فيها شكر السيد الرئيس بشار الأسد للعاملين في التلفزيون والحضور وتابع حديثه بالقول: «إن التلفزيون العربي السوري الذي تأسس في عهد الوحدة وانطلق في وقت واحد مع التلفزيون المصري واكب أحداث حقبة غالية عاشتها سورية والمنطقة وتفاعل مع نبض الشارع السوري والعربي وتمكن على مدار خمسين عاماً من أن يكون محط اهتمام الجمهور السوري وأن يدخل إلى البيوت ويحتل مكانة بارزة في قائمة التلفزيونات العربية من خلال اهتمامه بقضايا الجمهور وحاجاته وبيئته ليكون مرآة صادقة تعكس تفاصيل الحياة اليومية».

وتابع السيد الوزير كلمته قائلاً: «إن التلفزيون السوري واكب ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية المجيدة التي قادها الخالد حافظ الأسد، تلك الحركة التي وضعت سورية في مكانة متقدمة ونقلتها نحو التطوير والتحديث والبناء كما واكب انتصار حرب تشرين التحريرية، وإن التلفزيون السوري وكل وسائل الإعلام في سورية كانت خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006 وغزة 2008-2009 إعلام مقاومة بحق، فبث صوت الحق والقضية العادلة واستطاع أن يكون عنصراً مهماً في استقطاب الرأي العام العربي والعالمي».

كما أضاف: «إن التلفزيون السوري حرص ومنذ تأسيسه على تقديم كل صنوف الفن الراقي والرفيع واحتضن أهم الفنانين السوريين والعرب وقدمهم للجمهور العربي ليتحولوا بعد ذلك إلى نجوم الفن في الوطن العربي الكبير بدءاً من فيروز ووديع الصافي وصباح فخري وفايزة أحمد وميادة الحناوي وسواهم من الفنانين والملحنين وكتاب الأغنية الراقية».

وقال الوزير بلال أيضاً: «إن التطور الذي شهده التلفزيون السوري منذ انطلاقته قبل خمسين عاماً بالأبيض والأسود وبساعات بث محدودة ساعة ونصف ساعة وبطاقة كيلو ونصف الكيلو واط ساعي بينما أصبح اليوم للتلفزيون خمس قنوات مؤدياً دوراً كبيراً كأداة للتنشئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وحاضناً للقيم والمبادئ العربية الأصيلة إضافة إلى دوره في دعم وتعزيز ثقافة المقاومة والصمود في وجه المخططات العدوانية التي تستهدف العرب في حاضرهم ومستقبلهم ووجودهم ،كما إن للتلفزيون السوري دوراً في تعريف الرأي العام العالمي بحقيقة وعدالة القضايا العربية وموقف سورية المتمسك بالسلام العادل والشامل الذي يعيد الأرض والحقوق الكاملة بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران 1967 بما فيها الجولان السوري المحتل وضمان حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم ووطنهم فلسطين».

وتابع السيد الوزير: «إن التلفزيون السوري يستعد للدخول إلى تقنية البث الرقمي خلال العام القادم لينتقل فيما بعد إلى تقنيات التلفزيون العالي الدقة والانتقال إلى البث الرقمي الأرضي الذي يعتبر فاتحة للتقنيات الرقمية في مجال الإنتاج والإرسال التلفزيوني المتعددة، كما إن التلفزيون يعمل بالمقابل على تطوير أدائه المهني ورسالته الإعلامية والارتقاء بكفاءة الكوادر الوطنية التي وصلت إلى الكثير من المحطات الفضائية العربية والعالمية».

وأشار السيد الوزير في نهاية كلمته إلى بعض وسائل الإعلام العالمي التي تشيد بشجاعة وثقافة وسرعة بديهة السيد الرئيس بشار الأسد راعي هذا الاحتفال وراعي كل الإعلاميين في سورية.

المكرمون في العيد الذهبي للتلفزيون العربي السوري:
بعد الكلمات قام وزير الإعلام والمدير العام للهيئة للإذاعة والتلفزيون باسم العاملين في الهيئة بتقديم الدروع التذكارية لبعض الرواد العمل التلفزيوني وهم: صباح القباني (أول مدير للتلفزيون)، مروان شاهين (أول مذيع قدم نشرة الأخبار)، ناديا الغزي (مقدمة أول برنامج للأسرة)، خلدون المالح (من أوائل المخرجين)، هيام الطباع (من أوائل المذيعات)، جميل ولاية (من المخرجين)، غادة مردم بك (من المذيعات)، حسن بحبوح، سمير سمارة (من أوائل المصورين)، محمد زياد العطار، رياض ديار بكرلي (من أوائل المخرجين)، دريد لحام (من أوائل الفنانين).

الدكتور محسن بلال يتسلم درع الاحتفالية الذهبي
المقدمة للسيد الرئيس بشار الأسد

كما قدم المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون درع الاحتفالية الذهبي المهداة للسيد الرئيس بشار الأسد تسلمها وزير الإعلام ممثل راعي الاحتفال.

وقدم مدير تلفزيون قطر السيد محمد عبد الرحمن الكواري درع تلفزيون دولة قطر إلى وزير الإعلام الدكتور محسن بلال.

وقدم الوزير بلال بهذه المناسبة درعين لكل من الدكتور سعد الله آغا القلعة وزير السياحة والدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة تكريماً لدورهما في بدايات التلفزيون.

وكما ابتدأ الاحتفال تم في القسم الأخير منه تقديم بعض الرقصات والاسكتشات تجسد أيام البدايات في التلفزيون مترافقة مع شاشة تعرض اللقطات الأساسية من تلك الأيام، والعرض كان من فكرة وإخراج أيمن زيدان وإعداد خالد مجر وعماد نداف ود. ماهر الخولي، أما التأليف الموسيقي فكان للموسيقي السوري سمير كويفاتي، وتصميم الرقصات للفنان علاء كريميد، وقامت بتدريب الرقصات الفنانة يارا عيدن، أما الإخراج التلفزيوني فنفذه المخرج أمجد الحسن.

مع اكتشف سورية:
وكان لـ «اكتشف سورية» عدة لقاءات بهذه المناسبة بدأت مع الفنان أيمن زيدان مخرج العمل حيث قال: «انطلقت فيما تم تقديمه من ضرورة الاحتفاء بواحد من أهم التلفزيونات العربية وحاولنا أن يكون العرض وفياً لجهد الرواد الرواد الذين عملوا بكل وفاء وجهد حتى نصل اليوم إلى ما نحن عليه الآن».

السيد وزير الإعلام مع المحتفى بهم

ناديا الغزي: «رغم عملي القصير في التلفزيون، ولكن استطعت أن أترك أثراً كبيراً انعكس على المتلقي من البرنامج الاجتماعي (البيت السعيد) الذي كنت أعده واستطعنا أن نشكل نوعاً من المحبة التي استفدت منها كثيراً وصنعت عندي أساسا قوياً».

غادة مردم بك: «هذا التكريم بادرة جميلة وأنا سعيدة به لأني كنت شاهدة على انطلاق البث الأول للتلفزيون وبعد ذلك عملت في مجالات كثيرة ضمن إطار الإعلام».

سمير سمارة: «إن هذا التكريم مهم بالنسبة لي ولكن الأهم في حياتي أني شاهدت هذا التطور الذي يشهده التلفزيون السوري وخاصةً في مجال الدراما».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية