قدمت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع معهد ثربانتس بدمشق أمسية موسيقية أحياها عازف الغيتار السوري أيمن جرجور مساء الخميس 3 حزيران 2010 على مسرح الدراما.
خصص جرجور جزءاً كبيراً من برنامجه لمؤلفات الموسيقي الأسباني إسحاق ألبينيث، بالتزامن مع احتفالات إسبانيا هذه الأيام بعيد ميلاده المئة والخمسين، حيث عزف له خمس مقطوعات وهي: «همسات الشاطئ»، «أستورياس»، «غرناطة»، «قادش»، «سهرة غرناطية». وعزف جرجور أيضاً «رقصة إسبانية رقم 2» للمؤلف إنريكي غرانادوس، وقصة موت هذا الموسيقي معروفة عند أغلب المهتمين بالموسيقى، حيث كان على متن إحدى السفن عندما تعرض لقصف مفاجئ ووقعت زوجته في البحر وحاول غرانادوس إنقاذها ومات غرقاً.
وقدم جرجور في حفلته أيضاً مقطوعة للمؤلف دي لا ماثا عنوانها « ثاباتيادو»، وهي إحدى أشكال رقصة التانغو المعروفة، والمؤلف أستاذ لجرجور وله مؤلفات عديدة.
كما قدم لزميل دراسته في أمريكا الموسيقي جوليانو بيلوتي معزوفة بعنوان «المنارة» ويقصد بها منارة السفينة، ومن ثم قدم عملاً بعنوان «أغنية راقصة» لأنتونيو رويث بيبو، بالإضافة إلى الحركة الثالثة من عمل بعنوان «ليبرا سوناتا» للمؤلف رولان دينس، وعمل آخر عنوانه «كويونبابا» للمؤلف كارلو كومينيكوني، وأنهى أمسيته بعمل جاء تحت عنوان «خوتا» للمؤلف فرانثيسكو تاريغا.
من الملاحظ أن جرجور حاول أن يقدم الموسيقى الإسبانية عبر رحلة في أعمال ألبينيث، هذه الموسيقى التي امتزجت بشكل أو بآخر بالموسيقى الشرقية وخاصة العربية منها، كما عزف مقطوعات لمؤلفين تأثروا بالموسيقى العربية بشكل واضح، ومنهم رولان دينس، هذا الفرنسي المولود في تونس وفي مقطوعته التي عزفت «ليبرا سوناتينا» ظهرت إيقاعات عربية واضحة بالإضافة إلى الشدة والعنف حيث كتب هذا العمل بعد نوبة قلبية كان قد أصابته، ولذلك ما رأيناه في هذه المقطوعة من حالة نفسية مضطربة كان أمراً طبيعياً لشخص خرج من دائرة الموت للتو. كما بيّن الطابع الشرقي بشكل ملحوظ في عمل كارلو كومينيكوني «كويونبابا» وهو عمل لم يكن بعيداً عن تيمات تركية حتى وصل بنا الأمر أحياناً وكأننا نسمع صوت البزق لا أوتار الغيتار، وفي بعض الأحيان كانت النغمات قريبة من صوت العود، هذا لأن الموسيقي عاش فترة في تركيا وتأثر بموسيقاها.
هكذا استمع الحضور إلى مجموعة معزوفات على آلة الغيتار من موسيقي سوري يمتلك تكنيكاً عالياً وذي خبرة كبيرة، حيث وضع الحضور في حالة استماع بتمعن ودون ملل ما يقارب الساعة والنصف، وهذا ليس بالأمر السهل، فغالباً ما يصاب المتلقي بالملل أمام عازف واحد وآلة واحدة، ولكن جرجور شد الجمهور حتى آخر دقيقة.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية