انطلاق مؤتمر التراث والتنمية الدولي في مدينة حلب
اليوم الأول: إحياء التراث العمراني، التراث والتنمية المستدامة، التراث والتطور العمراني
انطلقت صباح يوم الأحد 23 أيار 2010 فعاليات اليوم الأول من مؤتمر «التراث والتنمية» والذي يقام من قبل كل من جامعة حلب ومعهد التراث العلمي العربي بحلب ومجلس مدينة حلب ومؤسسة «مخططون بلا حدود»، بالإضافة إلى مشاركة كل من نقابة المهندسين- فرع حلب، وكلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب. ويهدف المؤتمر المستمر حتى الخامس والعشرين من شهر أيار الجاري إلى التوعية بموضوع الحفاظ على التراث العمراني باعتباره أحد المكونات الأساسية للهوية القومية والمعبّر المادي عن حضارة هذه الأمة وثقافتها. كما يهدف المؤتمر أيضاً إلى الاستفادة من هذا الموروث الحضاري والثقافي في دعم عملية التنمية الاقتصادية من خلال صيانته وإعادة تأهيله وتوظيفه ودمجه في حياة المدينة عمرانياً واجتماعياً وثقافياً.
وقد احتوى المؤتمر على عدد من الأوراق البحثية المهمة ضمن جلسات علمية وطاولات مستديرة، حيث تم عرض بعض التجارب المحلية خلال اليوم الأول في مجال الحفاظ على التراث العمراني. وعن ذلك يقول الدكتور علاء الدين لولح عميد معهد التراث العربي أن أهمية المؤتمر تكمن في تسليطه الضوء على عملية اقتران التراث بمفهوم التنمية، مضيفاً بأن المؤتمر سيتطرق إلى فكرة مهمة للغاية وهي وجوب اقتران عملية التنمية مع موضوع التراث ضمن المدن التاريخية كي يكون لها عائد اقتصادي يساهم في تطويرها. ويتابع بأن هذا المفهوم متبع في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تطوير المراكز التاريخية عن طريق الصيانة وإعادة التأهيل والاستخدام والتوظيف بطريقة يتم فيها تقديم الفعاليات التي تحتاجها المدينة القديمة بواسطة الاستفادة من المعالم التاريخية الموجودة في المدينة مثل تحويل الخان إلى مركز بحثي مثلاً، وتحويل المدرسة الأثرية إلى مركز ثقافي وغير ذلك، ويضيف: «يُعرّف التراث العمراني بأنه المنتج المادي للأمم والشعب، وهو سجل تاريخي عامر بالثقافات والتقاليد وجزء من ثقافة الأمة. ولقد أدرك العالم بعد طول عناء أهمية الحفاظ على التراث كمظهر مادي للنشاطات الاجتماعية والثقافية، حيث تم وضع عدد من الاتفاقيات الدولية التي قامت بتنظيم وحماية وصون التراث الثقافي المادي وإعادة تأهيله لمواجهة المتطلبات المتجددة للإنسان».
الدكتور علاء الدين لولح في كلمته أمام المؤتمر
ويقول الدكتور لولح بأن أهمية المؤتمر تكمن في أن التراث والتنمية رديفان متكاملان ومتلازمان ولا يمكن الفصل بينهما حيث يشكلان سوية وحدة ثقافية اقتصادية، ولأجل هذا السبب عقد هذا المؤتمر بالتعاون مع مجلس مدينة حلب ومؤسسة «مخططون بلا حدود» وكلية الهندسة المعمارية ونقابة المهندسين السوريين من أجل الحفاظ على هذا التراث وإعادة تأهيله: «سنعمد إلى الإطلاع على التجارب العربية والسورية فيما يتعلق بموضوع الحفاظ على التراث العمراني، حيث سيشارك في هذه الندوة ما يقارب 20 باحثاً ومتخصصاً من عرب وأجانب ينتمون إلى مراكز متعددة موجودة في كل من فرنسا، سويسرا، لبنان، والأردن إضافة إلى عدد من الباحثين السوريين».
ويتابع الدكتور لولح منوهاً بقيام عدد من المؤتمرات التي تتحدث عن التراث العمراني خلال الفترة الماضية، والتي قامت بتشخيص حاجات المدينة القديمة، كما تم فيها الاطلاع على الحلول المتبعة في البلاد الأخرى العربية والأجنبية. ولكن من ناحية ثانية فإن ميزة هذا المؤتمر تكمن في أنه يسلط الضوء على الجانب الاقتصادي والفكرة التي تجمع ما بين تقدير الأهمية التاريخية لمبنى ما مع استثماره وتوظيفه اقتصادياً في نفس الوقت، لكي لا يكون الأمر عبارة عن «عملية حفاظ على الجدران». ويختم بالقول بأن المؤتمر يتطرق بشكل رئيسي إلى مفهوم السياحة الثقافية والتي غدت ركناً أساسياً من أركان السياحة وذات مردود اقتصادي جيد.
وتقول السيدة ماجي غزال من مؤسسة «مخططون بلا حدود» بأن المؤسسة قامت باقتراح فكرة المؤتمر انطلاقاً من هدف الحفاظ على التراث والتنمية المستدامة، مضيفة بأن المدينة القديمة ليست فقط مجرد متحف إنما تتضمن أيضاً فعاليات وتنمية، ويجب على عملية الترميم ضمن المدينة القديمة ألا تكون فقط عملية ترميم فيزيائي، بل ترميماً وتنمية اقتصادية واجتماعية للناس وهو الهدف الأساسي لعقد مثل هذا المؤتمر: «سبق لنا أن قمنا بالعمل في مدينة حلب مع مجلس مدينة حلب منذ ثلاث سنوات تقريباً، حيث عملنا في مجالات تتعلق بتنمية المدينة ودراسة حركة المواصلات ومعالجة مشاكل مناطق السكن المخالف. أما بالنسبة للمحاور التي نأمل تسليط الضوء عليها ضمن هذا المؤتمر فهي على سبيل المثال كيفية الحفاظ على التراث اللامادي من موسيقى وكتب وأغانٍ، إضافة إلى الحفاظ على التراث المادي. كما أننا سنحاول الاستفادة من التوصيات التي ستصدر في هذا المؤتمر لرسم الآفاق المستقبلية لعملية التعاون بيننا وبين مجلس مدينة حلب والجهات الأخرى التي تعمل في مدينة حلب».
معرض الكتاب الذي أقيم على هامش المؤتمر
والخاص بمكتبة معهد التراث العلمي العربي بحلب
ومؤسسة «مخططون بلا حدود» مؤسسة فرنسية تعمل على إحياء المناطق الأثرية في المدن، وتهدف المؤسسة كما تقول السيدة ماجي إلى المشاركة من باب التكافل في الجهود الدولية العاملة في مجالات تخطيط المدن والبيئة والتخطيط العمراني والتنمية المحلية حيث تعمل المؤسسة بصفة «منظمة غير حكومية» في هذه المشاركات بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما تشارك المؤسسة في تبادل المعرفة والخبرة بين الجامعات والعاملين في مجال تخطيط المدن والتخطيط الإقليمي بكل مجالاتها وفي مجال البناء وتعزيز الخبرات الموجودة محلياً وفي دعم عملية التنمية المستدامة.
أما عن فدور نقابة المهندسين فالتقى «اكتشف سورية» المهندس خير الدين الرفاعي – رئيس لجنة التراث في نقابة المهندسين السوريين - الذي قال: «نقابة مهندسي سورية أول نقابة عربية تحدث لجنة الحفاظ على التراث، فقد كانت نقابة المهندسين السوريين أول نقابة مهندسين على مستوى العالم العربي تقوم بتشكيل لجنة مركزية للتراث مع فروع عنها ضمن المحافظات السورية، وكان الهدف من هذه اللجنة هو العمل على تعميق مفهوم التراث بين صفوف المهندسين، وتدريب المهندسين على حسن التعامل معه إضافة إلى قيامها بعدد من الدورات والمحاضرات التخصصية، علاوة على قيامها أيضاً بعمليات متابعة ميدانية وتقديم المبادرات والمشورة الفنية». ويتابع المهندس الرفاعي: «يتمثل التراث في العديد من المواقع الأحياء والمدن المنتشرة في
سورية حيث يعبر عن عمق الجذور الحضارية الموجودة في هذا البلد ويروي قصة الإنسان مذ بدأ يحبو على سلم الحضارة. هذا التراث هو عامل هام من عوامل التنمية المستدامة إن أحسنّا التعامل معه وإبراز معالمه بشكل معاصر ولا سيما في إطار السياحة الثقافية. وقد أدركت النقابة أهمية التراث والمحافظة عليه فكان أن قامت بتأسيس لجنة التراث والتي تقوم بعدة نشاطات إضافة إلى قيامها بالتخطيط لعدد من المشاريع الهامة مع وزارتي الثقافة والتعليم العالي بما يتعلق بمفهوم الحفاظ على التراث».
الدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب
يترأس الطاولة المستديرة رقم 1 في مؤتمر التراث والتنمية الدولي
كما التقى «اكتشف سورية» الدكتور معن الشبلي- رئيس مجلس مدينة حلب – الذي يقول بأن مجلس المدينة كان أحد الجهات المنظمة والراعية للمؤتمر انطلاقاً من دوره الرائد في هذا المجال، ويضيف بأن الهدف من هذا المؤتمر هو تسليط الضوء على التجربة التي يقوم بها مجلس مدينة حلب ممثلاً بمديرية المدينة القديمة في المحافظة على التراث للزوار من خبراء وباحثين، إضافة إلى التعرف على تجارب الدول الأخرى، حيث أن مدينة حلب قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وأصبحت مثالاً يحتذى به في مجال إدارة المناطق التاريخية من خلال استراتيجية تنمية المدينة القديمة التي يقوم بها، وهي ومن الاستراتيجيات الفريدة التي تطبق في مناطق التراث المعماري. ومن جهة ثانية يؤكد الدكتور الشبلي أن نجاح تجربة إحياء المدينة القديمة في حلب لا يمنع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى كمنهجية عمل أو كتجربة: «تطرح على جميع الأصعدة المحلية والعالمية فكرة التنمية المستدامة مع إبراز الوجه الثقافي للمدينة والذي يشكل أحد أبواب التنمية المستدامة، حيث تتبارز المدن في إبراز قوتها الثقافية لاستقطاب الزوار والسياح لما في هذه العوامل من قيمة، كما يفيد مفهوم الاستدامة في تحسين نوعية الحياة في المدينة ما يجعل الناس يشعرون بالارتياح للإقامة فيها ويؤثر على نوعية عملهم المستقبلي. وفي كل المدن القديمة تأتي أهمية المركز التاريخي في المدينة كونه يتجه نحو الإنسان ويوفر له بيئة تليق بإنسانيته. تعتبر مدينة حلب إحدى كبريات المدن القديمة في المنطقة ولأجل هذا كان تأهيل المدينة القديمة مطلباً تنموياً لأهميتها حيث قام مجلس مدينة حلب بوضع برنامج عملي للمحافظة على مدينة حلب حيث نفذ وينفذ برنامجاً لإحياء المدينة القديمة وهو أول برنامج إدارة عمرانية على مستوى المدن التاريخية في المنطقة بعملية اهتمام شملت الحجر والبشر. ويشكل برنامج العمل الجوانب العمرانية والمعمارية والبيئية والمرور والبنى التحتية والمشاركة السكانية. المحافظة على التراث والتنمية تتم في حلب القديمة عبر تسويق التطوير كمكون ديناميكي. كما تعتبر استراتيجية المحافظة المدينة القديمة جزءاً من برنامج مدينتنا الذي ينفذه مجلس مدينة حلب بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتنمية GTZ، ومنظمة تحالف المدن».
طاولات مستديرة وجلسات علمية، مشروع إحياء حلب القديمة نموذجاً:
بعد كلمات الترحيب، تم التجول ضمن أرجاء معهد التراث العربي حيث اطلع المشاركون على أقسام المعهد الوحيد عربياً وعالمياً في مجال الاهتمام بالتراث العربي ومساهمة العرب في التراث والحضارة الإنسانية حيث شملت الزيارة تفقد قاعات الكتب والدراسات والميكروفيلم وغيرها من القاعات، إضافة إلى زيارة معرض صور عن مشروع «إحياء مدينة حلب القديمة» ومعرض كتب وأوراق بحثية من إصدار المعهد. ثم انتقل المشاركون إلى قاعة المؤتمر لتبدأ فعاليات المؤتمر رسمياً والتي بدأت مع «الطاولة المستديرة (1)» والتي كان موضوعها «طرق التمويل وأمثلة عن إحياء التراث العمراني» شارك فيها عدد من الباحثين، حيث تم عرض بعض التجارب، ومن ضمنها تجربة «إحياء مدينة حلب القديمة» والتي قدمها (+(بنك:المهندس عمار غزال=عمار غزال» - مدير مديرية حلب القديمة - والذي تحدث لنا عن هذا الموضوع قائلاً: «قام المؤتمر بطرح موضوع إشكالي كبير وهو العلاقة بين التنمية والتراث وكيفية الاستفادة من التراث لصالح موضوع التنمية، واستعمال هذا المخزون من التراث ليكون بيئة تطلق عملية التنمية من خلال السياحة الثقافية، ومن خلال تطوير الاقتصاد المحلي في المدينة القديمة. قدمنا نحن مشروع "إحياء حلب القديمة" والذي قام على أكثر من تدخل ضمن الجزء القديم من مدينة حلب وفي أكثر من مجال. على سبيل المثال وبالنسبة للجانب التخطيطي، فقد قام المشروع بوضع عدد من المعايير التخطيطية للمدينة القديمة تمثلت في مخطط استعمالات الأراضي ومخطط استراتيجي للتطور العمراني في المدينة القديمة، إضافة إلى نظام ضابطة البناء الذي تم تصديقه واعتماده كمرجع لأي عمل يتم ضمن المدينة القديمة. أما على صعيد جانب البنى التحتية في المدينة القديمة، فقد قمنا باستبدال 90% من هذه البنى التحتية حيث تأتي أهمية هذه العملية من أن البنى التحتية تشكل البيئة التي ستحتضن أي أعمال ستتم ضمن المدينة القديمة، أو أي استخدام حالي ضمنها. أما في المجال الاقتصادي، فقد تمثل التدخل في مجال دعم حواضن ضمن المدينة القديمة مثل حاضنة دعم النسيج أو حاضنة الحرف التقليدية أو حاضنة الخدمات السياحية أو دعم الخدمة السياحية الموجودة ضمن المدينة. وفيما يتعلق بموضوع المجال السياحي فقد تتضمن تحديد مناطق مخصصة للسياح وهي مناطق "محيط القلعة" ومنطقة "الجدَيْدَة" حيث يأتي الهدف من هذا التخصيص إلى تركيز الفعاليات السياحية ضمن هاتين المنطقتين فحسب، ما يؤدي إلى حماية باقي مناطق المدينة القديمة من التأثر بالهجوم السياحي. نحن نريد السياحة ولكنها وسيلة وليست هدفاً، هي وسيلة لتحسين دخل المواطن ولكنها ليست هدفاً بحد ذاته. أما على صعيد الجانب الاجتماعي فقد كان هناك تدخلات نوعية من خلال معاجلة ما يحتاجه السكان ضمن هذه المنطقة حيث تم مثلاً تأمين روضة أطفال في منطقة الجلوم لتغطي احتياجات المنطقة، وتأسيس مركزين صحيين في منطقتي الجلوم وساحة التنانير لتقديم الخدمات الصحية للسكان من رعاية صحية وقبالة ونظام تحديد النسل والأمومة وغير ذلك».
المهندس عمار غزال مدير المدينة القديمة
يقدم شرحاً عن تجربة مشروع إحياء حلب القديمة
ومنطقة «المدينة القديمة» هي منطقة تقع في قلب مدينة حلب مساحتها 365 هكتاراً مربعاً، فيها 240 آبدة أثرية مسجلة فيها عدا القلعة التي هي كنز كبير لا يقدر بثمن من ناحية القيمة والحضارة، كما أن فيها ما يقارب 120 ألف ساكن، ويأتيها يوميا 500 ألف زائر وتشمل المنطقة داخل سور المدينة القديم وخارجه أيضاً. ويقول الأستاذ عمار بأنه يعمل ضمن المدينة القديمة عدد من المؤسسات التي تشارك في عملية الإحياء مثل مؤسسة «الأغا خان للثقافة» و«الوكالة الألمانية للتعاون التقنيGTZ» و«الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي» إضافة إلى عدد من المؤسسات الحكومية والخدمية كمديرية الأوقاف ومديرية الآثار والمتاحف إضافة إلى السكان والذين يعتبرهم الأستاذ عمار أكبر شريك في عملية التنمية المستدامة.
من حديقة جامع الأزهر إلى حديقة باب قنسرين:
كما تضمنت الطاولة المستديرة (1) عرضاً تقديمياً قدمته شبكة الأغا خان في حلب حيث يقول السيد علي إسماعيل- المدير التنفيذي لشبكة الآغا خان في سورية- بأن مشاركة المؤسسة في المعرض كان بناء على دعوة من عميد معهد التراث الدكتور علاء الدين لولح بهدف تسليط الضوء على تجارب مؤسسة الآغا خان دولياً، والموجودة في عدد من دول العالم: «اخترنا أن نستعرض تجربة المؤسسة في مصر والتي هي حديقة الأزهر وتحديداً الموجودة في مدينة القاهرة، وذلك لعدة أسباب منها أن مصر بلد عربي وبالتالي قد يوجد هناك بعض التقاطعات ونقاط التشابه مع مدينة حلب، في حين يعود السبب الآخر الذي دفعنا لتقديم هذه التجربة هو أنها تجربة متقدمة بالنسبة للعنصر الزمني حيث بدأت في بداية عام 2000 وانتهي منها عام 2005 وبالتالي كان لدينا فترة مقدارها 5 سنوات للحكم على هذه التجربة».
عرض عن تجربة مؤسسة الآغا خان
ويضيف السيد إسماعيل بأن تقديم مثل هذه التجارب يؤدي إلى استعراض واقعي مبني على حقائق موجودة على الأرض مضيفاً بأن المؤسسة تحاول بناء نموذج تنموي حيث عمل المؤسسة لا يتمثل بإطلاق مبادرة أو مشروع محدد بإطار جغرافي أو زمني بل الانطلاق من عملية التنمية بشكل عام والتي هي عملية مستدامة وطويلة. ويتابع القول بأنه سيتم الاستفادة من التجارب والمقترحات التي يتم تقديمها ضمن مشروع المؤسسة في حديقة باب قنسرين الذي يجري العمل عليه حالياً: «من المعروف عنا السعي للحصول على أكبر كم ممكن من التعليقات والتي تدل على أننا مهتمون. وسيقدم مثل هذا المؤتمر توصيات سيتم النظر لها بجدية ضمن البرامج التي تعمل عليها المؤسسة سواء أكانت مع أو ضد مشاريعها. في نفس الوقت، لا يمكن أن تتواجد في تجمع من هذا النوع دون أن تستفيد من الخبرة التراكمية للمشاركين فيه والتي ستصب في صالح المشاريع التي تجري في حلب. وتعمل مؤسسة الآغا خان في سورية منذ العام 2000 تقريباً حيث تهدف المؤسسة إلى العمل على تنمية المجتمع المحلي في الأمكنة والمدن التي تتواجد ضمنها برامج المؤسسة. وفي حلب، فقد بدأت المؤسسة العمل على إعادة تأهيل الآثار القديمة الموجودة في منطقة حلب القديمة وأبرزها
قلعة حلب إضافة إلى مشروعها الحالي وهو إنشاء حديقة باب قنسرين في منطقة تلة السودا». كما قامت المؤسسة في الوقت ذاته ـ كما يقول الأستاذ علي ـ بالعمل على إعادة التخطيط العمراني لمنطقة المدينة القديمة من خلال مشروع إحياء حلب القديمة الذي يهدف إلى تحقيق تكامل مع مشاريع الترميم التي تمت والتي تتم. كما قامت المؤسسة بالعمل مع أهالي عدد من أحياء منطقة حلب القديمة الذين هم على تماس وتواصل مع كل من السياح من جهة، والمشاريع التي تعمل عليها المؤسسة من جهة أخرى حيث قامت كل المشاريع في البداية على التشاور مع الجهات الرسمية والمجتمع المحلي بغرض تحقيق التكامل ما بين البرامج التنموية المطروحة وعدم الوصول إلى ازدواجية في تقديم الخدمات بحيث تكون كمكمل لما تقوم به الجهات الأخرى، وكتلبية لحاجات المجتمع المحلي.
ويختم السيد علي كلامه بأن لمؤسسة الآغا خان عدداً من البرامج المتنوعة ضمن المدينة القديمة يعمل كل منها في جانب معين يسد احتياجات الأهالي وتطلعاتهم، مضيفاً بأن للمؤسسة عدة هيئات تندرج تحت نشاطها مثل «مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية/التعليمية/الصحية» وغيرها، وتلك الهيئات تعمل بشكل منهجي ومخطط ومدروس.
يذكر بأن المؤتمر مستمر حتى الخامس والعشرين من شهر أيار الحالي، حيث سيقدم أيضاً عدداً من حلقات البحث المتنوعة المهمة التي تتحدث عن مفهوم التراث والتنمية.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية