أمسية عزف بيانو في مكتبة الأسد بدمشق

قدم المعهد العالي للموسيقى بدمشق بالتعاون مع جمعية صدى للثقافة الموسيقية أمسية عزف بيانو أحياها طلاب المعهد العالي للموسيقى بدمشق مساء الاثنين 17 أيار 2010 على المسرح الكبير في مكتبة الأسد، وشارك فيها ثمانية طلاب من المعهد المذكور.

جاءت هذه الحفلة بعد أن دعيت الموسيقية الفرنسية ماري كاترين (عازفة البيانو) من قبل جمعية صدى لإقامة أمسية عزف بيانو في مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون بتاريخ 10 أيار 2010 وإقامة ورشة عمل لطلاب المعهد العالي الذين قدموا هذا الحفل كنتاج لعمل هذه الورشة.


الخبيرة الفرنسية ماري كاترين

والخبيرة ماري كاترين حائزة على مكانة فريدة من نوعها في عالم الموسيقى بفضل الطريقة الجريئة والبارعة التي تدافع فيها عن أعمال موسيقية مجهولة ونادراً ما تعزف، فقد أوصلتها للمستمعين في كل أرجاء العالم بفضل أدائها الرائع وقناعاتها المخلصة، وفي نفس الوقت تظهر نفس الحماس والإخلاص للمقطوعات المعروفة والمشهورة، فتسجيلاتها لموسيقى شوبان وسيزار فرانك ورخمانينوف وفيير نالت أرفع نقد وتقييم في وسائل الإعلام، هذا بالإضافة إلى أنها فنانة تظهر بشكل منتظم في المهرجانات الموسيقية الفرنسية، وقد عزفت في أهم وأشهر القاعات والمسارح العالمية.

في بداية الأمسية قدمت همسة ملحم (وهي طالبة في السنة الثالثة) مقطوعة للمؤلف الفرنسي ديبوسي، كما عزف مقطوعات لنفس المؤلف كل من يسرى البزري (طالبة في السنة الأولى)، راما نصري ( السنة الثالثة)، علياء معلا (السنة الرابعة)، هند البزري (السنة الرابعة)، رادا حنانا (السنة الثانية)، وأيضاً عزفت ساندبل نخلة (طالبة في السنة الخامسة) قطعة للمؤلف رافيل، أما داني قصار (السنة الثانية)، فقد عزف للمؤلف بولانك، واختتمت الخبيرة الفرنسية الحفلة بعمل للمؤلف رافيل أيضاً.


طلاب المعهد العالي للموسيقى
مع الخبيرة الفرنسية ماري كاترين

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» ببعض المشاركين في الحفل ليتحدثوا لنا عن هذه الورشة، فقالت هند البزري: «عملت معنا السيدة كاترين لمدة أسبوع في المعهد، وكل طالب منا أخذ ما يعادل أربع دروس تابعنا فيها مقطوعات من المدرسة الموسيقية الفرنسية، وكانت نتيجتها هذه الحفلة، نتمنى أن نكون عند حسن ظن الحضور».

أما يسرى البزري فقالت: «تعرفنا أكثر في هذه الورشة على المدرسة الموسيقية الفرنسية حيث استطاعت الخبيرة أن تؤدي دورها بامتياز وأن تعطينا نبذة عن الموسيقى الفرنسية الكلاسيكية في وقت قصير، ومن الإيجابي أن نلتقي بخبراء أجانب بين فترة وأخرى».

وقال داني قصار: «أنا من المشاركين في ورشة العمل التي أقامتها الفرنسية ماري كاترين، وهذه خطوة جيدة بأن نعمل مع الموسيقى الفرنسية باعتبار كل الخبرات التي تعمل في المعهد هي خبرات روسية ووطنية وبهذا يكون قد تعرفنا على شيء جديد، كما عقدت ورشات أخرى في هذا العام مع عدة مدارس موسيقية (نمساوية، بولونية)، ولابد أن نشكر إدارة المعهد وكل القائمين على هذه الفعاليات التي تضمن لنا كل الفائدة».

وقالت ساندبل نخلة: «كانت الفكرة بأن نقوم بورشة عمل مختلفة هذه المرة، فكانت هذه الفعالية التي خصصت للموسيقى الانطباعية الفرنسية ومؤلفيها ديبوسي، رافيل، بولانك، فتعرفنا عليهم عن طريق هذه الخبيرة المخضرمة والتي لم نستفد منها من خلال ورشة العمل فحسب بل استفدنا حتى من حفلتها التي أقامتها في مسرح الدراما، إذ أن عندها خصوصية في العزف والتدريس، ونعلم أن القطعة الموسيقية الفرنسية لا تُعزف بنفس الأسلوب الكلاسيكي أو الألماني أو الرومنطيقي الروسي، فلها ألوان خاصة بالصوت وهذه الخصوصية كانت الهدف في هذه الورشة».

وقالت همسة ملحم : «لأول مرة نشارك بورشة عمل متخصصة بالموسيقى الفرنسية، فنحن معنيون بالموسيقى الروسية أكثر بما أن كل الأساتذة عندنا من الروس، والخبيرة التي عملت معنا متخصصة بشكل كبير في الموسيقى الفرنسية، ومن المعروف بأن طابع الموسيقى الروسية غير الفرنسية منها، فالروسية تهتم أكثر بالتكنيك، أما الفرنسية فتتضمن العاطفة والإحساس أكثر، وهذا هو الطابع الذي تعرفنا إليه في الورشة».

في النهاية تحدثت الدكتورة أردا شطا من جمعية صدى للثقافة الموسيقية لـ «اكتشف سورية» قائلة: «إن التسارع الكبير في نمو المشروع الحضاري الموسيقي من جهة، ونمو عدد الموسيقيين السوريين المؤهلين تأهيلاً أكاديمياً عالياً وحاجتهم لتوسيع آفاق نشاطاتهم ضمن مؤسسات مناسبة عامة، وخاصة في بيئة ثقافية ومادية مناسبة، ولضمان استمرارية هذه الطفرة (كما صنفها العديد من القائمين على المراكز الثقافية الأجنبية وغيرها)، ولضمان استمرارية النمو والتطوير نحو آفاق جديدة غير مطروقة في مجال الموسيقى، نشعر نحن المؤسسين بضرورة أن يقدم جمهور المتمتعين بهذا النتاج الموسيقي مؤازرة أكثر جدوى من مجرد التصفيق في الحفلات، وذلك عبر مجموعة من المحاور يفترض أن تساعد موسيقيينا وفرقهم ومؤسساتهم على النمو والانطلاق نحو العالمية (متأثرين ومؤثرين)». وختمت الدكتورة شطا حديثها بالقول: «إن جهودنا في هذا المجال هي صدًى لموسيقاهم ونتاجهم، نأمل أن يكون مساعداً على ضمان إدامة مسيرة سورية ثقافية ناجحة».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية