مسرحية بروفا عن روميو وجولييت على مسرح مديرية الثقافة بالسويداء

ضمن فعاليات اليوم الأول للمهرجان المسرحي السنوي في دورته الثانية في مديرية الثقافة بالسويداء، الذي افتتح في 18 كانون الثاني 2010، قُدمت مسرحية «بروفا» للمخرج سمير البدعيش التي أعدها عن نص «خارج السرب» للأديب السوري محمد الماغوط وأدتها فرقة مسرح المحافظة في السويداء.

وفي حديثه إلى «اكتشف سورية»، شرح لنا سمير البدعيش -المخرج- عن موضوع العرض فقال: «العرض هو تمثيل بروفا لمسرحية روميو وجولييت، حيث تكون المشاعر متدفقة في البداية بينهما، والطقس المسرحي متناغم ومتفاعل مع المحور الأساسي الذي تسير عليه مسرحية شكسبير مع تدخل المخرج الذي يمثل حالة الإنسان أو الفنان الصادق، والذي يدفع الممثلين إلى إحساس أعلى وصدق أكبر، ويبقى المناخ الصادق مسيطراً على العرض إلى أن يدخل مندوب المنظمة -كما أراد البدعيش تسميته- والذي يجسد السلطة القمعية على الإبداع، ويبدأ بالتدخل في البروفا (قصة الحب بين روميو وجولييت) ليقلب الأمور رأساً على عقب، بعد أن أثر على ممول المسرحية (الذي يمثل رأس المال الخالي من المعرفة) وأخذه في تياره. ويتم تحويل النهاية -التي هي بالأساس انتحار روميو وجولييت إخلاصاً للحب- إلى زواج بينهما بعد أن تغيرت الأسماء لكي تتناسب مع البيئة المعاشة في المنطقة، فأصبح روميو رجب وجولييت جميلة، وذلك بعد حل الخلافات التي أنشأها المندوب بين عائلة رجب وعائلة جميلة، وهو خلاف على حمارة جميلة. وعندما تنتهي البروفا يسافر المندوب مع الممول، الذي وجد مصلحته في نهاية سعيدة لاستثماره المسرحي التجاري، ومع الفرقة التي خذلت مخرجها إلى خارج البلد ليتم عرض العمل في الخارج، وليبقى المخرج مع عامل النظافة الذي يمتلك حساً فنياً بالفطرة يعملان على تنظيف المسرح من القمامة التي نثرها المندوب في كل المسرح».

من حيث الشخصيات، فهي تجسد أفكاراً يعاني منها المجتمع العربي ولا يزال، والبعض الآخر لا يزال يعمل ويعاني لأجلها. وعن هذا يقول البدعيش: «أراد الماغوط في هذا النص أن يدين بعض الأشخاص الذين يمارسون السلطة على الثقافة، أو الذين يدعون الوصاية على الإبداع دون أن يكون لهم أي صلة بالمعرفة (كالمندوب)، وكذلك رأس المال غير المثقف. فعندما يوظف هذا المال في الإبداع، فإنه يحول القيمة الإبداعية إلى عمل تجاري هدفه الربح فقط (الممول)، والفرقة الحالمة -التي يعاني المخرج لأجلها- حيث ضاعت بين السلطة التي تستطيع أن تغير كل الأحداث من ناحية والمال الذي يتضامن مع السلطة من ناحية أخرى. وفي النهاية وصلت إلى مرحلة الخيانة للمخرج الذي يمثل الجانب الآخر لكل ما ذكر».


المخرج سمير البدعيش

بطبيعة الحال فإن النص للماغوط، ولكن يحق للمعد أن يتدخل في بعض الأفكار بشرط أن يخدم الخط الرئيسي للنص، وهنا يشير البدعيش: «الماغوط من خلال هذا النص قام باختزال السلبيات في الواقع العربي، ولهذا السبب فإن التعامل مع الماغوط صعب، فهو يحتاج إلى كوميديا ساخرة مؤلمة. وأنا بدوري كمعد للعمل عملت على تعزيز هذه الأفكار والحفاظ عليها كما أراد بما يتناسب مع الطرح الذي يقدم الآن».

بما يتعلق بالديكور والإضاءة، فيصفهما البدعيش: «الديكور رمزي شرطي إلى حد ما ويخدم العرض، فالمشهد الأول كان على شكل شرفة مؤلفة من قناطر حجرية، ليتحول في المشهد الثاني إلى قرية مبعثرة الأشياء، وفيما بعد إلى شكل منبر تلفزيوني يتكلم منه الممثلون. إن هذا التغيير للديكور وكذلك للإضاءة -التي تناوبت بين القوة والضعف وسيطر عليها اللون الأحمر- جاء بحسب التسلسل الدرامي لأحداث العرض».

الممثلون الذين قدموا العرض هم:
- يوسف ثابت بدور المخرج: وهو الخط الأبيض الذي حاول الدفاع عن النص ورغم أنه تراجع في النهاية أمام السلطة ورأس المال إلا أنه يعود إلى مصداقيته، لينتهي العرض وهو يقوم بتنظيف القمامة التي بعثرها المندوب.
- أيمن غزال بدور المندوب: أحد أدعياء السلطة الثقافية.
- حسن اللحام بدور المنتج أو الممول: رأس المال الخالي من المعرفة.
- مصطفى حماد بدور المستخدم: يدافع عن القيم الجمالية بالفطرة.
- والفرقة الحالمة: مروة مزهر بدور جولييت، عمار عبيد بدور تيباليت، أدهم أبو الحسن بدور ماركشيو.
- أهل القرية: مرسل نقور بدور أبو رجب، مجلي أبو شاهين بدور أبو شاهين، جيزار أبو صعب بدور أبو شهاب.

الجدير بالذكر أن الفرقة تعمل باسم فرقة مديرية الثقافة في السويداء، وهي استمرارية لفرق متنوعة كانت تعمل باسم اتحاد العمال ونقابة الفنانين وتجمع الينابيع المسرحي، وأخيراً أصبحت باسم فرقة السويداء للفنون المسرحية، وقد قدمت منذ تأسيسها حوالي 12 عرضاً مسرحياً منها: «المفتش»، «الدكتاتور»، «شواهد»، «سلمى». وشاركت الفرقة في العديد من المهرجانات في القطر، ونالت العديد من الجوائز.

أكثم الحسين - السويداء

اكتشف سورية