يحتفل المجلس الثقافي البريطاني هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه حول العالم، وقد تجلى هذا الاحتفال من خلال إقامة عدد من الأنشطة بناء على فكرة عنوانها الرئيسي والمميز هو «الرقم 75» والذي كان هو أيضاً العامل الرئيسي والمحرك العام لكل الأنشطة التي جرت وستجري خلال هذا العام والتي من ضمنها معرض «سلسلة السنين».
انطلقت فكرة المعرض والمسابقة «الرقم 75» لتعبرا عن مفهوم أكبر وأعم بطريقة تشمل فيها الحياة كلها أو كما تعبر عن ذلك السيدة فلورا حبيب رئيسة المجلس الثقافي البريطاني في حلب بكلماتها الخاصة: «يحاول هذا المعرض أن يظهر مراحل نمو الإنسان من عمر السنة حتى عمر الخامسة والسبعين من خلال التقاط 75 صورة لخمسة وسبعين شخصاً، كل واحد منهم يعبر عن سنة معينة من هذه السنين. ومن خلال هذه الصور يمكننا أن نرى كيف يتدرج الإنسان في العمر وكيف ينضج وكيف تحفر الحياة تأثيراتها على وجهه».
وكانت الفكرة تتضمن في الوقت نفسه مسابقة تدور حول الصورة الأفضل مع تقديم عدد من الجوائز المغرية والتي تقول عنها: «ستكون الجائزة الأولى رحلة إلى لندن للاطلاع على فنون التصوير هناك، أما الجائزتان الثانية والثالثة فهما عبارة عن مبالغ نقدية».
بدأت الفكرة مع نشر إعلان يدعو المصورين الهواة والمحترفين للمشاركة في هذا المعرض وهذه المسابقة حيث أرسل العديدون طلبات الاشتراك مع صور لأعمالهم، وفي النهاية تم انتقاء خمسة وسبعين متسابقا تقول عنهم السيدة فلورا: «بعد عملية الانتقاء، جرت قرعة تم فيها توزيع الأعمار على المشاركين بحيث يقوم كل مشارك بالتقاط صورة لشخص يمثل العمر الذي حصل عليه عن طريق القرعة».
وقد جرت عملية تقييم هذه الصور من قبل لجنة تقييم مؤلفة من السيد مارتن بارنز رئيس قسم التصوير الضوئي في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن مع عدد من المصورين السوريين حيث يقول لنا السيد مارتن عن المسابقة: «كانت المسابقة مفتوحة لكل من الخبراء والهواة، حيث كانت الصعوبة تكمن في تمييز الهاوي عن الخبير عن طريق الصور المتلقطة فقط، خصوصاً أننا لا نعرف من هم المتسابقون وما خلفياتهم في مجال التصوير».
ويضيف بأنه لمس وجود عدد من المواهب الجيدة لدى بعض المشاركين في المسابقة، ويتابع قائلاً: «بالطبع كان من الصعب الحكم على مهارة شخص من خلال صورة أو صورتين، ولكن الأمر الذي ساعدنا في الحكم على مهارة هؤلاء المصورين هو قيام أغلبهم بإرسال عدد من الصور يتراوح ما بين 10-15 صورة، ما جعلنا نكوّن فكرة عن مهارات كل منهم في التصوير بحيث لا تكون تلك الصورة الوحيدة المحظوظة هي المعيار الوحيد للحكم على مهارته أو لنيله الجائزة».
ويضيف بأن المعايير التي تم الاعتماد عليها في اختيار الصورة الرابحة كانت الفكرة والطريقة المستخدمة في التقاط الصور، إضافة إلى النظرة الخاصة بالمصور والبارزة في الصور الملتقطة، وأخيرا التقنية والمهارة المستخدمة في التقاط الصور، حيث يقول: «بصراحة كان هناك سبع مشاركات مميزة للغاية، وكانت الصعوبة بالنسبة لنا تتمثل في اختيار المراكز الثلاثة الأولى من بين هؤلاء، حيث جرت عدة مناقشات حول هذا الموضوع. كما وجدنا صوراً كان من الواضح أن من التقطها كان محترفاً وأخرى لهواة إنما كانت لديهم تلك "العين" صاحبة النظرة الفنية والقادرة على اكتشاف اللقطة المميزة وتصويرها».
حلب
اكتشف سورية