تخريج طلاب قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة

احتضنت كلية الفنون الجميلة بدمشق صباح أمس كرنفالاً حقيقياً كان عماده طلاب التخرج لسنة 2009، ففي صباح الأمس 14-7-2009، كان الكثير من الطلاب والأصدقاء والأهل، في لحظة تأمل لنتاج جهد أربع سنوات من العمل والتجريب والدراسة، لتكون المحصلة مشروع تخرج يختصر كل ذلك الوقت من الزمن.

من الحياة اليومية كان المنبع والإلهام لكل الطلاب الذين قدموا مشاريع تخرجهم، فتعددت مواضيعهم، واختلطت ألوانهم مع أحلامهم وتصوراتهم، وكان لكل منهم طريقته الخاصة في قول ما يريد بلوحة تشكيلية تختصر الكثير من الحكايات والروايات.

فعن موضوع اللوحة وقوة التقنية المنفذة وتوظيف اللون في العمل التشكيلي، كانت مناقشة مشاريع التخرج بين الطلاب والفنانين الأساتذة المشرفين على مشاريع التخرج، ولتعلن في نهاية المناقشة انتهاء المرحلة الدراسة التخصصية، وليبدأ بعدها العمل الحقيقي الذي يساهم في تطور المشهد التشكيلي السوري.

مشهد قل نظيره من الفرح والخوف والترقب، تنطلق زغاريد الأمهات، وتعلو صيحات الفرح الهستيرية من الأصدقاء، معلنةً نجاح أحبائهم وتخرجهم من كلية الفنون الجميلة.

أشرف على مشاريع التخرج كلٌ من الدكتور خالد المز، الدكتور محمد صالح بدوي، المهندس جابر اصطيف، الدكتور شفيق أشتي، الدكتور عبد الرزاق السمان، المهندسة ظلال غزلان.

أما الطلاب الذين قدموا مشاريع التخرج فهم:
إلياس أيوب، خالد البوشي، تمارا العقباني، جمانة زهر الدين، بترا شاهين، ناريمان زكاري النابلسي، علاء الدين حسون، ريم درويش، رشا مزهر، نتاليا علي، محمد جباصيني، طارق أبو حسن، ستناي قبرطاي، عبد اللطيف الجيمو، لينا عمعلي، كميران خليل، نرجس جراد، موسى نعنع، ندى الجندي، هبا العقاد، أنس كحال، حنان سيف، محمد كوتي، مروة الدالاتي، ندى علي، هُمام إسماعيل.

«اكتشف سورية» حاور بعض الخريجين من كلية الفنون الجميلة ومنهم، محمد كوتي خريج قسم التصوير الجداري الذي يقول عن مشروع تخرجه:


الطالب محمد كوتي مع جداريته

«هي جدارية عن الموسيقا والباليه حيث تتضمن الجدارية مجموعة من راقصي الباليه، مع ضوء ينبثق من خلفهم، وقد استخدمت خامة السيراميك في عملي هذا وبقطع غير متجانسة، لتعطي في نهاية العمل عفوية تشكيلية خاصة. وقد جاءت فكرتي هذه من ترددي المستمر على دار الأسد للثقافة والفنون، وما تحتويه هذه الدار من كافة أشكال الفنون من تشكيل ومسرح وموسيقا ورقص، مما خلق بيني وبين هذه الدار علاقة حميمية خاصة. لذا يمكن عرض هذه الجدارية في دار الأسد للثقافة والفنون كونها تحاكي جميع النشاطات الفنية التي تقام فيها».

من عمل الطالب همام اسماعيل

من جانبه يقول هُمام إسماعيل خريج قسم التصوير الجداري:

«حاولت في مشروع تخرجي أن أبتعد عن التكوينات الصامتة أو رسم الشخوص، لذا كان البحر موضوع مشروع تخرجي، لما يمتلكه البحر من عناصر جمالية كثيرة وعوالم لونية لا حصر لها. ويتميز التصوير الجداري بعرضه على جدران كبيرة في قلب المدينة أو في المنتجعات السياحية، مما يضفي على هذه الأماكن جواً من المتعة البصرية الخلاقة».


أما خالد البوشي خريج قسم التصوير فيقول لـ «اكتشف سورية»:

«انطلقت فكرة مشروع تخرجي من أحوال المقامات الصوفية، فكانت البداية بالقراءة والبحث في الأدبيات الفلسفية للصوفية والدخول في عوالمها المتشعبة، وفي ما بعد حاولت أن ألامس هذه الفكرة تشكيلياً، من خلال توظيفها في الفن التشكيلي وتوثيقها إن صح التعبير. فتطرقت للتجارب السابقة التي تتناول الصوفية في التشكيل الفني، ومن هنا حاولت أن أقدم شيئاً جديداً، وأن أتجه للتجريد كونه البحر التشكيلي الأوسع والغني بخياراته الفنية. فكانت في البداية الدراسات اللونية التي أجريتها على القماش، من حيث العمل على سطح اللوحة والعمل على السماكات اللونية فأدخلت الأتربة والأكسيد، نهاية بالخيار الأصعب وهو الكولاج، فإما أن يوظف الكولاج بطريقة صحيحة فينجح العمل الفني أو يوظف الكولاج بطريقة خاطئة فيدمر العمل التشكيلي».


الطالبة لينا عمعلي مع الأساتذة لجنة التحكيم

وعن مشروع تخرجها تقول لينا عمعلي:

«حاولت في مشروع تخرجي أن أعمل على مبدأ التبسيط في الشكل واللون، والدخول إلى عالم الرمز كخط أساسي في هذه الأعمال، مع اختياري لدمج الألوان بطريقة تبرز فيها تضاد اللون مع اللون الآخر مما يعطي للعمل بُعداً آخر. في عملي هذا أهدف لعملية كسر الألوان، بطريقة تعطي لكل لون حدوده وبعده الخاص به، من خلال فهم خاصية اللون ومدى تأثره باللون المضاد له».

أما الخريج موسى نعنع فيقول لـ «اكتشف سورية»:


الطالب موسى نعنع مع السادة لجنة التحكيم

«هي تجربة مهمة في حياة كل طالب، ومشروع التخرج من الذكريات التي لن أنساها في حياتي، وهي نقطة البداية لحياة فنية جديدة. لقد كنت راضياً عن الأعمال التي قدمتها، ومتبنياً لكل الخطوط اللونية في أعمالي المشاركة، أما عن موضوع مشروع التخرج فكان مستوحى من الصبحية، هذه العادة الشعبية المعروفة لدى أهل دمشق حيث تجتمع النسوة على فنجان قهوة صباحية، لتدور معه قصصهم وأحلامهم ومستقبلهم، إنها محاولة لاختزال هذه العادة الدمشقية بلوحة فنية».

مازن عباس

اكتشف سورية