الفرقة الوطنية للموسيقا العربية على المسرح الكبير بدار الأوبرا في دمشق

.

أدت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية مختارات موسيقية غنائية متنوعة من التراث وأعمال تجريبية وإبداعية، باحثة في الكنوز الموسيقية العربية وبث روح العصر فيها انطلاقاً من الهوية المحلية قبل كل شيء، وذلك من خلال أمسيتها بقيادة الموسيقي عدنان فتح الله بتاريخ 17 تشرين الثاني 2014 على المسرح الكبير في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق.


الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بدار الأوبرا


بدأت الفرقة عزفها بمقطوعة لمحمد عبدالوهاب المعروفة باسم «عزيزة» من توزيع فتح الله، تلى ذلك عزف «تحميل حجاز» من تأليف وتوزيع كمال سكيكر، كما قدمت الفرقة من توزيع ذات الموسيقي موسيقا «النهر الخالد» لمحمد عبدالوهاب، وموشح «آه لقلبي والقمر» ليحيى المسكناوي، ومن الأعمال الموسيقية السورية المعاصرة عزفت الفرقة «عرس» للموسيقي وعازف البزق محمد عثمان، بتوزيع موسيقي من قبل شقيقه إياد عثمان الذي لعب دور «البزق» الإفرادي أيضاً، وعمل سوري آخر معاصر كان من نصيب عازف الكمان رشيد هلال بعنوان «معمعة»، لتنتقل الفرقة بصحبة الكورال إلى الدلعونات السورية حيث تنوعت بين انماط من أغنية الدلعونا التي تنتمي إلى عدد من المناطق السورية أعدها الموسيقي نزيه أسعد ووزعها فتح الله، قائد الفرقة، وبعدها قطعة موسيقية آلية وهي «لونغا حجاز كار» للمؤلف وانيس وارطانيان وتوزيع إياد عثمان.


الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بدار الأوبرا


وأنهت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية حفلها بالأغنية الوطنية «بكتب اسمك يا بلادي» من كلمات وألحان إيلي شويري، وأغنية «شام يا ذا السيف» من كلمات الشاعر سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني، ووزعهما أوركسترالياً الموسيقي السوري كمال سكيكر.

وفي لقاء مع اكتشف سورية قال الموسيقي عدنان فتح الله: «تعتمد الفرقة بشكل أساسي على خريجي المعهد العالي للموسيقا، سواء المغنيين أو العازفين، وفي كل حفلة أحاول أن أقدم عمل موسيقي يعنى بموضوع البحث في التراث القديم، ففي الحفلة السابقة قدمت "الزوالف" السورية بعدة ألحان كما تغنى في المناطق السورية المختلفة، واليوم اخترنا من هذا التراث العظيم "الدلعونا"، أي أنماط من الدلعونات السورية بتوزيع موسيقي شرقي اوركسترالي الذي يتميز فيه الموسيقيين السوريين الاكاديميين، ويظهر هذا التميز عند الموسيقي السوري، ليس محلياً فحسب، بل في العالم العربي أيضاً، حيث يتم دعوة موسيقيينا إلى العديد من الدول، ومؤخراً تم دعوتي لقيادة الأوركسترا الوطنية اللبنانية ببرنامج سوري بامتياز من ناحية التأليف والتوزيع».


الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بدار الأوبرا


وأضاف قائلاً: «في سياق اهتمامنا بالآلات الشرقية آلة شرقية قدمنا اليوم آلة "البزق" من خلال قطعة بعنوان "عرس" من تأليف الاستاذ محمد عثمان وهو عازف البزق السوري المعروف واستاذ آلتي البزق والعود في المعهد العالي للموسيقا، وغير ذلك قدمنا تجارب إبداعية موسيقية جديدة، حرصت الفرقة أن تقدمها كهدف لترسم هويتنا الموسيقية السورية، كما تحاول الفرقة أن ترسخ هذه الابداعات ليستفيد منها والأجيال القادمة، ومن هذا النمط كانت هناك قطعة موسيقية أخرى بعنوان "معمعة" للموسيقي السوري رشيد هلال، تتمتع بتنويع والمزج الموسيقي من حيث الآلات والتوزيع، حيث استخدمت فيها آلتي البيانو والكلارينيت بوضعهما تحت خدمة مقام عربي عريق».


الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بدار الأوبرا


وقال أيضاً: «أبواب الفرقة مفتوحة لكل الابداعات والامكانات الموسيقية، ولا سيما المهمة والمميزة منها، ونحرص دائماً أن يبقى الموسيقي السوري الأكاديمي متواجداً في الساحة الموسيقية السورية، وهذه هي غايتنا في إظهار العازف المنفرد بكل حفلاتنا، حيث قدمنا سابقاً عازف الكلارينت يزن الصباغ وعازف الغيتار جورج مالك، ونزار عمران الذي يعتبر خامس عازف ترومبيت في العالم حيث يمتلك قدرة هائلة في عزف ربع التون هذا السلم الموسيقي الذي يتميز بها الموسيقا الشرقية عموماً العربية خصوصاً».


الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بدار الأوبرا


أنهى فتح الله حديثه قائلاً: «من ناحية أخرى، يهمنا أن نوثق هذه الأعمال الجديدة التي ستغني المكتبة الموسيقية السورية والعربية في مقبلات الأيام، هذه الأعمال هي أغنية وموسيقا سورية مكتوبة للأوركسترا، بعيدة من الموسيقا التقليدية التي تستند على الخط الواحد، وقريبة من لغة العالم، موزعة بشكل احترامي، ولا تخلو من الهارموني ومحافظة على الصبغة الأساسية في الأعمال التراثية، وعلى الصبغة السورية في الأعمال السورية، وتالياً هذا المشروع هو مشروع وطني بامتياز، نقدم فيه ما توصلت إليه الموسيقا السورية من التطور».

إدريس مراد

اكتشف سورية