جدل الطبيعة في لوحات الفنانة التشكيلية غادة دهني

.

تشكل لوحات الفنانة غادة دهني دعوة صريحة للعودة إلى الطبيعة والتأمل، فهناك لا شيء يطفو على المشهد العام سوى الجمال لتختزل في إطار رمزي عميق أصالة المرأة في رحلتها من قلب الطبيعة إلى آفاق الحداثة الرحبة تأسرها الورود والزهور الصغيرة بألوانها المختلفة, متخذة أشكالاً تعبيرية نقطاً وخطوطاً وتراكم الألوان، وتشابك الخطوط، وتعدد الألوان الباردة تارة والألوان الساخنة تارة أخرى، في فوضى أنيقة، لتوجد بذلك نوعين متباينين يعتمدان على البناء اللوني الجميل كما يخيل للمشاهد الذي يتابع أعمالها كأنه في حديقة، إذ يشكل المرور على لوحاتها ما يشبه العبور في حدائق ملونة، فهي مصدر التوازن في الحياة تخلّص البشر من المتاعب وتكون المصدر الأول للمشاعر الجميلة والهدوء هذا التوجه إلى الطبيعة توجده الفنانة بطريقة تأخذنا إلى تفاصيل الزهور لتفصح عن لغة قائمة بذاتها، لغة تعبر عن حالات إنسانية متفاوتة، إذ تبدأ من الحب لتصل إلى أكثر المشاعر تعقيداً.

تقول عن سبب استخدامها لمفردة الزهور: «من الممكن تشبيه الزهور بالأنثى وبالوطن الأم، فهي جميلة رقيقة ومعطاءة، والزهور كالوطن ترمز للطبيعة والخير والجمال، وأنا أستخدم الزهور كرمز للموضوعات التي أطرقها، ومن يدقق في اللوحات يكتشف أن كل لوحة تخفي قصة المعاناة والألم والأمل الذي تعيشه المرأة، وفي الوقت نفسه أشرت بوضوح إلى السلام والنقاء الذي تأمُل به, ثم إن اختلاف لوحة عن أخرى يأتي مرتبطاً باختلاف الانفعالات والمشاعر بين زمن وآخر, فالفن رسالة أقدمها للمتلقي عبر اللون بأحاسيسي ومشاعري وفلسفتي الخاصة».

تضيف: «أما الألوان فهي عالم مليء بالمتعة ولولا الألوان لما كانت اللوحات،عادة أحب أن أستخدم الألوان بعكس مدلولاتها؛ فمثلاً اللون الأزرق يدلّ على الهدوء والراحة ففي بعض الأعمال أحب أن أستخدم اللون الأزرق على إنه لون عدائي أو لون غاضب فأنا أستمتع بإخراج اللون عن طبيعته ربما يرجع ذلك لطبيعة الفنان المتمردة دوماً وربما لأنني أعاني من تمردي على كل ما يدور حولي».

يذكر أن الفنانة غادة دهني من مواليد حلب، بدأت الفن التشكيلي منذ الطفولة، وفي مرحلة الشباب كان لها متابعة شخصية من الفنان التشكيلي طالب يازجي والراحل لؤي كيالي، صاحب الأثر الأكبر في حياتها كفنانة، وبعد تخرّجها من معهد إعداد المدرسين عملت على تدريس مادة الرسم حتى 18عاماً في ثانويات حلب وفي المغرب والسعودية، أما معرضها الشخصي الأول فقد أقيم عام 2001 في صالة نصير شورى بدمشق، ومعرضها الثاني أقيم في باريس عام 2005 ولها العديد من المعارض المشتركة داخل وخارج سورية.

alazmenah.com