نتاج دورة الفنون الجميلة 2011 بحلب في معرض بصالة تشرين للفنون

.

ما يقارب 200 عمل فني قدمها طلاب مركز الفنون التشكيلية التابع لمديرية الثقافة في حلب ضمن المعرض الفني الذي استضافته صالة تشرين للفنون الجميلة حيث مثلت هذه الأعمال نتاج دورة الفنون الجميلة التي أقامها المركز لطلابه خلال عام 2011.

ويأتي المعرض كما يقول التشكيلي محمود الساجر رئيس المركز كبوابة للطلاب لعرض إنتاجاهم وإبداعاتهم أمام الآخرين مضيفا بأن المعرض يحوي نتاج كل الأقسام التي يقوم المعهد بتدريسها من فن إلى رسم إلى إعلان، ويضيف: «نجد من خلال تأمل الأعمال مستوى الطلاب والذي يتباين بين طالب وآخر حسب الموهبة وحسب المستوى الذي وصل إليه نتيجة دورات المركز. ونجد أعمالا تبدأ من الرسم المائي مرورا بالزيتي و«الباستيل» وصولاً إلى المنحوتات الصلصالية وانتهاء بالأعمال التي تنتمي إلى قسم الإعلان. كما نجد أيضا عددا من اللوحات التي تقدم فن الخط العربي».

ويضيف بأن جديد هذا المعرض هو تقديمه لفكرة «الجداريات» والتي تمثل عملا جماعيا يقول عنه: «تمثل الجداريات لوحات كبيرة بأحجام كبيرة جاءت نتيجة ورشات عمل حيث تمثل كل لوحة مجهود عدد من الطلاب من ذوي السنوات الثالثة والرابعة في المركز وضمن ورشات جرت ليلاً. كما نلحظ من خلال الأعمال الموجودة في المعرض مقدارا كبيرا من الحرية لدى الطلاب في اختيار الموضوعات والأعمال التي قدموها اليوم حيث حاولنا من خلال المعرض معرفة مدى استفادتهم من دورات المركز وخبرة الأستاذة والتعليم الذي اكتسبوه. لم يكن هناك موضوع محدد حيث تركنا لهم مطلق الحرية بهدف معرفة إن كانوا قادرين على تقديم لوحة من الصفر بعد تجارب نسخ اللوحات التي كانوا يقومون بها أثناء الدورة بإشراف أساتذتهم. وكما نرى فإن هناك جدية كبيرة من الجميع: الطلاب والأساتذة والمشرفين على الصالات وغيرهم».



ويتابع بالقول بأن المشاركين مثلوا تقريباً نصف القاعات الدراسية الموجودة في المركز مشيراً إلى أنه لو شارك جميع الطلاب لكان عدد اللوحات تضاعف ويضيف: «من بين المشاركات، لمسنا مشاركات تبشر بوجود مواهب فنية تشكيلية واعدة تحمل موهبة فنية كبيرة واستفادت من توجيه أساتذتها خلال الدورات. كما كانت سياسة المركز خلال الفترة الماضية هي دعم كل المرتادين وعدم إحباطهم والعمل على توجيه طاقاتهم تجاه خلق أعمال مميزة ومفيدة».


من الأعمال المشاركة في المعرض


ويضيف بأن المعرض غدا تقليد سنوي منذ ما يزيد عن العشر سنوات حيث ابتدأ مع مدير المركز السابق الأستاذ ظافر سرميني ويختم بالقول: «بالنسبة لنظام الدراسة في المركز، فهو يخضع لنظام دورات وزارة الثقافة حيث يتبع المسجلون لأربع دورات كل واحدة منها مدتها 5 أشهر. وبعد انتهاء عامي الدراسة يحصل الخريج على شهادة تسجيل من وزارة الثقافة أصولاً».

بدوره أشاد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب التشكيلي أحمد ناصيف بأعمال المعرض المقدمة هنا اليوم مشيراً إلى وجود تقدم جيد بمستوى طلاب المركز حيث يعلق أكثر على هذه النقطة بالقول: «نلاحظ من خلال تأملنا للأعمال وصول عدد من الطلاب إلى المدرسة الواقعية حيث نلحظ ذلك من خلال دقة الرسوم واستخدام الألوان بشكل مناسب، والانتباه لتفاصيل الظل والنور عدا عن التنوع في المواد الخام المستخدمة مثل أقلام الرصاص والألوان الزيتية والمائية وغيرها. كما أنه من الأمور التي لفتت نظري في معرض هذا العام اللوحات الجدارية الضخمة التي عمل عليها الطلاب بشكل مشترك. من خلال المعرض نلاحظ كيف قام مدير المركز الأستاذ محمود الساجر بتقريب مفهوم الفن للطالب واستخراج الموهبة منه من خلال تقديمه مطلق الحرية للطالب للتعبير عن مكنونات فكره. لاحظنا لوحات تحمل الجرأة والخروج عن المألوف، كما لاحظنا اقتراب بعض اللوحات من النواحي التعبيرية والرمزية والمتجلية في كيفية استخدام الألوان. كما لمسنا في البعض الآخر لمسات أساتذة الطلاب والمتجلية من خلال التعليم الكبير الذي قدموه لطلابهم».

ويضيف بأن المركز نجح خلال الفترة الماضية على توصيل مفهوم الفن للطلاب المسجلين بغض النظر عن ثقافتهم الفنية أو دراستهم الأكاديمية الجامعية مشيرا إلى أنه رغم الأعداد الكبيرة من المسجلين في دورات المركز، إلا أن أساتذة المركز استطاعوا توصيل فكرة الفن لهم حيث يضيف: «يمكننا القول بأن الغاية من المركز توصيل الفن لأكبر شريحة ممكن من الناس. هنا لا بد أن أقول بأنني ألمح عملا وجهدا كبيرا من المدير لإيصال ذلك الأمر للطلاب. أنا معاصر للمركز من عام 1980 وأقول بأنني لمست تحسناً وجدية أكبر من قبل الأستاذة والمشرفين وحتى الطلاب المتواجدين. هناك العديد من اللوحات تبشر بمستقبل مميز لدى رساميها وتعطي انطباعا بأنه سيأتي يوم ونلمح أسماء هؤلاء الفنانين كفنانين تشكيليين سوريين مرموقين».


من الأعمال المشاركة في المعرض


أما عن إمكانية استيعاب اتحاد الفنانين التشكيليين لفنانين هواة –بغض النظر عن دراستهم– أشار إلى أن آلية الاتحاد قد تغيرت بشكل جذري من كونها نقابة إلى أن أصبحت اتحاداً حيث يتابع بالقول: «عندما تحول الاسم إلى اتحاد الفنانين التشكيليين بدلاً من نقابة الفنانين التشكيليين؛ ذلك بهدف استيعاب جميع الفنانين ممن لديهم الموهبة ويعملون في مجال الفن التشكيلي. بالتالي غدت آلية التنسيب أسهل ومفتوحة للجميع. بالنسبة لخريجي كلية الفنون الجميلة، فيتم قبولهم بشكل آلي في الاتحاد. أما بالنسبة للشخص العادي هاوي الفن التشكيلي ويرغب بالانضمام للاتحاد، فيمكنه ذلك عن طريق تقديم بعض من أعماله في البداية إلى أي فرع من فروع الاتحاد حيث تقوم لجنة من الاتحاد بالاطلاع عليها ومن ثم تقرر –في حال قبو أعماله- دعوته إلى تقديم فحص عملي أمامها– للتأكد من أن تلك الرسوم هي له فعلاً –ومن ثم حال تخطيه ذاك الامتحان يصبح عضواً متمرناً لمدة ثلاثة سنوات ومن ثم في حال قدم أعمالا تعكس تطورا في أسلوبه يتحول إلى عضو أصيل في الاتحاد».

كلمة عضو متمرن تعني أن له الحق في المشاركة في المعارض الجماعية وإقامة المعارض الفردية حتى ولا تعني أنه أقل من العضو الأصيل. إنما الهدف الحرض على تطور مستواه خلال تلك الفترة. ونعمل حالياً على تخفيض المدة إلى عامين. كما أود أن أقول بأن الاتحاد يقدم الدعم لكل الفنانين التشكيليين الراغبين في إقامة المعارض من حيث تأمين جميع المستلزمات وطباعة البطاقات وتأمين الصالة والدعاية والإعلان والضيافة وغيرها من اللوازم مختتما قوله بأن رسالة الاتحاد تكمن في توصيل الفن من الفنان إلى المتلقي.

أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية