قدمت دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) بالتعاون مع سفارة المملكة الأسبانية عرض فلامينكو بعنوان «موديخار»، بعد أن عرض في البرازيل وطوكيو ومدريد، نفذه الراقص العالمي ميغل أنجيل بيرنا وفرقته، وذلك مساء الخميس 17 آذار 2011.
يمثل عرض موديخار عاطفة اللقاء بين السماء والأرض، بين الروح والجمال، وبين السعي والإرادة، ويباشرنا غموض رمزية هذا العرض ممثلاً بنجمة مثمّنة تراها كامنة في ضوء زجاجها، وفي ظل الحياة الأخضر وزرقة السماوات المقدسة، تلك التي تظهر كما الرسائل في الطين، وكما في حجارة الآجرّ، وكما في الأطباق الخاصة التي نسعد بها. يأخذنا عرض ميغل أنجيل بيرنا في رحلة مبهمة في دواخلنا، من خلال عناصر النعيم الأربعة (الماء، الخمر، الحليب، العسل)، والمراحل الأربعة التي يمر بها العرض (الزمان، التاريخ، العالم، الحياة)، والمراحل المتعددة التي تتخطاها الكينونة، بالإضافة إلى الجوانب الرباعية لهرم الحياة، ويمثل المربع بشكله الكامل الأصل، والبعد الإنساني الذي ينشأ عنه المربع المزدوج ككمال أشمل، والذي تظهره لنا نجمة موديخار، كجوهر يبلغ ذروته في فن الرقص عند أنجيل بيرنا الذي يركب روح موديخار ضمن عنصر فريد ورائع، ويبقى صنج موديخار على قيد الحياة (قوة... اعتدال...جنون...)، وفي النهاية أثبت موديخار بقاءه عبر الزمن والوداع، من خلال سؤال عمن يستطيع التقدم في الهواء.
هكذا تعرف الكاتبة مجدلينا لاسالا هذا العرض الرائع بكل المقاييس، والذي جال عدة مدن عالمية عدة ليضع رحاله في دمشق، هذه المدينة التي أصبحت الصدر الأرحب لتلاقي الحضارات والثقافات، من خلال مسارح دار الأسد للثقافة والفنون.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية