أوركسترا وكورال وزارة التربية في دار الأسد
أغاني من ماضينا الجميل
قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع وزارة التربية حفلة غنائية موسيقية أحيتها أوركسترا وكورال وزارة التربية، وذلك مساء الأحد 13 آذار 2011 . تتألف هذه الفرقة من ما يقارب مئةً وخمسةً وعشرين عضواً بين الأوركسترا المرافقة والكورال ينتمون إلى مدارس تابعة لوزارة التربية من كل المناطق سورية، ويقوم على تدريبها مجموعة من مختصي الموسيقى في مديرية المسرح المدرسي وأغلبهم من خريجي المعاهد الموسيقية، ويشرف عليها عازف الهورن في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية الموسيقي السوري سيمون الخوري.
بدأت الحفلة بالنشيد العربي السوري ومن ثم قدمت اوركسترا وكورال وزارة التربية في هذه الحفلة مجموعة من الأغاني التراثية وزعها بطريقة مجموعة من الموسيقيين السوريين الشباب، فمن توزيع الأستاذ محمد رامي عودة، أدت الأوركسترا ثمانية أغاني وهي: يامحلا الفسحة، النهر الخالد، عالمايا، كان عنا طاحون، قيصر، يازهرة في خيالي، كارمن، ويليم تل، أما من توزيع الأستاذ شادي كرم غنت الأوركسترا: أحلى زهرة، كلمة حلوة، بالإضافة إلى أغنيتين غربيتين، كما قام الأستاذ ديسم جلو بتوزيع بعض الأغاني التي قدمت في هذه الأمسية وهي وصلة شعبية تضمنت «سهرتنا، عم بتضوي الشمس» بالإضافة إلى الأغنية الوطنية وطني حبيبي، و غنت الأوركسترا أغنية «البنت الشلبية» من توزيع الأستاذ منار محرطم.
من حفلة أوركسترا وكورال وزارة التربية في دار الأسد
يعتبر تأسيس هذه الأوركسترا من قبل وزارة التربية إنجازاً كبيراً وله أهمية من عدة جوانب، فمن جهة أن الغناء الجماعي شبه معدوم في تراثنا العربي، فالناقلون حدثونا عن جوقات منذ القرن السابع لكن لم يوثقوا لنا لحناً أو شكل أداء، حتى تلك الأخبار كانت عن جوقات ترافق المؤدي الفرد بطل الموروث، وفي الوضع الحالي مازلنا ننتج مغنين فرديين بالآلاف ونكاد لا ننتج جوقة كل عشر سنوات نراها تابعة في تكية أو مسجد أو كنيسة، ومن أخرى الغناء الجماعي يمنح إحساساً بالانتماء للجماعة وبالتالي الانتماء للأمة، ويقوم هذا الإحساس على قبول وحب الانتماء للآخرين رغم الاختلاف عنهم، وأرى بهذا حاجة حضارية لأي أمة، فطريقة الغناء الكورالي المعتمدة على أن تغني لحناً يختلف عن اللحن الذي يغنيه الآخرون بالوقت نفسه، يربي لديك الإرادة في البحث عما يجعل من فنك ومن خلال الآخر فناً أجمل، وبالتالي الإرادة في التشارك مع من يختلف عنك بصياغة مجتمع أجمل، وبالتالي تشكيل أوركسترا قوامها من يافعين يزرع داخلهم هذا الحس البعيد عن الأنانية، كما ينمي لديهم العديد من العوامل التي تدخل في تكوين شخصية الإنسان طالما للموسيقى دور كبير في تنمية الشخصية كما يزعمون الفلاسفة.
وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي الياس الزيات مدرب الكورال في أوركسترا وكورال وزارة التربية حيث بدا بالحديث قائلاً: «كورال وأوركسترا وزارة التربية مشروع تهتم به وزارة التربية اهتماماً كبيراً وذلك لأهميته في رفع السويّة الثقافية والعلمية والتربوية والأخلاقية للأطفال في سورية وذلك من خلال إيمانها بأهمية وأثر الموسيقى والفنون بشكل عام على ذكاء ووعي الأطفال وتربيتهم الأخلاقية، بالإضافة إلى إيمانها بوجود العديد من الموهوبين بين طلاب مدارس سورية ممن يحتاجون إلى فرصة لإبراز مواهبهم فَوَفَّرَتْها لهم ليس في دمشق فقط بل وفي كل المحافظات».
وتابع قائلاً: «تأسس كورال وزارة التربية عام 2008 ويتبع لمديرية المسرح المدرسي في الوزارة حيث تم اختيار المغنين فيه من الموهوبين من مدارس دمشق وريفها، بحيث أصبح عدد الأطفال حوالي 150 طفلاً من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي والعدد في ازدياد».
من حفلة أوركسترا وكورال وزارة التربية في دار الأسد
وأضاف: «أُشْرِفُ على تدريب الكورال منذ تأسيسه تقريباً، وقد نشأت علاقة ودّية حميمية بيني وبين الأطفال تسهل علي التعامل مع هذا العدد الكبير حيث أنهم تعلموا أهمية الغناء الجماعي والتعاون مع بعضهم للوصول إلى النتيجة الأفضل، كما أنهم يتعلمون مهارات التمارين الاحترافية الجادة كما في فرق الكبار المحترفين وذلك بتعودهم على إشارات ورموز نتفق عليها لتسهيل العمل على كلينا».
وعن الحفل قال الزيات: «في هذا الحفل اشترك مع الكورال المركزي مجموعة من الأطفال المختارين من كورالات المحافظات -التي تأسست لنفس الغرض- وكان عددهم 75 طفلاً أتوا من المحافظات قبل خمسة أيام من الحفل وتم دمجهم مع الكورال المركزي بتدريبات يومية كي نصل إلى أفضل انسجام بينهم».
وأنهى حديثه قائلاً: «أرجو النجاح لهذا المشروع وأتمنى التوفيق لكل الأطفال الذين يتعبون ويغنون أو يعزفون في هذه الفرقة الذين يمنحونها الكثير من وقتهم وجهدهم وذلك لمحبتهم للمشروع و إحساسهم بأهميته. وأود أن أشكر وزارة التربية التي تكرمت بدعم مثل هذه النشاطات لفائدة طلابنا وتطويرهم».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية