من سورية

أطلال أثرية في قنوات

الاحتفالية العالمية بالقديس بولص مهمة للسياحة في سورية
أوابد وأحداث دينية تعكس أهمية السياحة الدينية المسيحية

12/نيسان/2008

تشير بيانات وزارة السياحة إلى أن نسبة السياحة الدينية والثقافية المسيحية لا تتجاوز الخمسة في المائة قياساً مع أشكال السياحة الحالية في المنتج السياحي السوري، التي تتوزع إلى:
47% لسياحة الاستجمام والعطل
9% لسياحة المؤتمرات
5% للسياحة الصحية
17% لزيارة الأصدقاء
7% للسياحة الدينية الإسلامية
10% لأشكال أخرى من السياحة غير محددة.
كما تشير البيانات المستندة إلى تقرير المجلس الدولي للسياحة والسفر حول الوضع الاقتصادي للسياحة السورية، إلى أن مساهمة صناعة السياحة في الناتج المحلي وصلت العام الماضي 2007 إلى 5.85 في المائة ومقدر لها أن تصل عام 2017 إلى سبعة في المائة بينما وصلت مساهمة اقتصاد السياحة في الناتج المحلي إلى 13.4 في المائة ومقدر لها أن تصل إلى 15.5 في المائة.
على ضوء هذه المعطيات أصبح العمل على إيجاد برامج ومنتجات سياحية جديدة يتطلب من وزارة السياحة أن تتجاوز مرحلة التخطيط في هذا الشأن إلى مرحلة التنفيذ ليكون في متناول القطاع السياحي الخاص ما يمكن أن يُسوق له في الأسواق السياحية الخارجية، وذلك يقودنا إلى العودة إلى بداية هذه المادة أي نسبة السياحة الدينية المسيحية وكيفية زيادتها وتطوير مكوناتها وبرامجها، خاصة أن معظم من يأتون إلى سورية بقصد هذا النوع من السياحة هم من الأوروبيين والغربيين.
لعل ما يشكل حافزاً لتحقيق ذلك ما سيشهده العالم بين حزيران من هذا العام وحزيران من العام المقبل، إذ ستنطلق فعاليات الاحتفالية العالمية بالقديس بولص الرسول الذي انطلق من دمشق لينشر رسالة المحبة والسلام رسالةَ السيد المسيح في أوروبا والغرب عامة.
انطلاقاً من توجهات السياحة السورية في التميّز والفرادة لتكون قادرة على المنافسة الإقليمية على أساس عدم قدرتها حالياً على المنافسة في عدد من أشكال السياحة الأخرى، يكتسب الحديث والإعداد الجدي لصياغة منتج سياحي ديني مسيحي سوري وتنفيذه بمناسبة الاحتفالية العالمية بالقديس بولص أهمية كبيرة نظراً لما تمتلكه سورية من أوابد دينية مسيحية تعكس أهمية سورية بوصفها موقعاً وأرضاً لالتقاء وانتشار الديانات السماوية في العالم، إضافة إلى ما يعوَّل على السياحة السورية في أن تكون: أولاً إحدى محركات الاقتصاد الوطني، وثانياً إبراز الصورة الحضارية والإنسانية، وثالثاً أن تكون جسراً للحوار والتلاقي بين الشعوب من خلال ما تمتلكه من مقومات تشكل نموذجاً إنسانياً وحضارياً ودينياً فريداً يحتذى به.
ما نأمله بناء على ذلك من وزارة السياحة والقطاع الخاص هو العمل على إطلاق برنامج سياحي ديني مسيحي سوري يكون الخطوة الأولى لتكريس ما يمكن أن يطلق عليه «رحلة الحج على خُطى القديس بولص» استناداً لما تمثله سورية من خصوصية تجعلها مركزاً رئيساً لهذه الاحتفالية. إذن فالعمل على أن تكون محط أنظار أكثر من 1.5 مليار مسيحي كاثوليكي في العالم واهتمامهم، إضافة إلى غيرهم من المذاهب المسيحية الأخرى وأبعاد ذلك الاهتمام جعل وزارة السياحة ومديرية سياحة دمشق وريف دمشق ومديرية الخدمات السياحية في الوزارة تقوم برصد مسار القديس بولص ومعاينة المواقع الموجودة في هذا المسار لتأكيد الجودة فيها من حيث الخدمات وغيرها، إضافة إلى الاتصال بالكنائس السورية كلها والتنسيق معها لإقامة فعاليات لهذه الاحتفالية والترويج لها في كل دول العالم.
بحسب المهندس بسام بارسيل -مدير العلاقات الدولية في الوزارة- فإن الوزارة تعمل جاهدة حالياً بالتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين كل ما من شأنه إنجاح هذه الفعالية وإبراز المسار المحدد لإطلاقه باحتفالية كبيرة، عبر طباعة البروشورات لهذه المناسبة وإعداد فيلم يتناول مسيرة القديس بولص بدءاً من الظهور الإلهي عليه من «دار الرؤية» وهي داريا حالياً مروراً بكنيسة حنانيا في باب شرقي والطريق المستقيم، حتى تهريبه من دمشق لينطلق برسالة السيد المسيح إلى العالم، وسيكون لذلك حملة ترويجية وتسويقية في مختلف الدول. ومن أجل هذه الغاية ستُدعى شركات السياحة الدينية والعديد من الإعلاميين والصحفيين ورجال الدين، إضافة إلى شخصيات دينية كبيرة من العالم وستُنظم رحلة نموذجية على خُطى مسار القديس بولص للمشاركين.



البعث

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك