نسخة تجريبية

زيارات افتراضية إلى معارض الفنون التشكيلية في موقع اكتشف سورية
في خطوة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي

في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها في عالمنا العربي أطلق موقع «اكتشف سورية» قبل أيام قليلة ميزة الغاليري الافتراضي «Virtual Gallery»، وهو عبارة عن محاكاة افتراضية لزيارة صالة الفنون الجميلة التي تحتضن أعمال الفنان التشكيلي من رسم ونحت وغيرها.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال المهندس باسل الصفدي -المسؤول التقني-: «إن التجربة تخللتها بدايةً بعض الصعوبات على اعتبارها الأولى من نوعها على هذا المستوى»، وأشار إلى الاعتماد على برنامج «المايا» خلال التنفيذ الإنشائي للغاليري، ومن ثم جرى العمل على تنفيذ اللوحات المعروضة بإشراف الفنان التشكيلي الذي يُقدّم لوحاته الفنية خلال هذا العرض الفريد.
وقال الصفدي: «إن تصميم اللوحة الفنية من جديد لتأخذ شكلها الافتراضي يحتاج إلى الكثير من الجهد ويتطلب بالضرورة حضور الفنان نفسه صاحب اللوحة». وأضاف: «إنّ أكثر المراحل دقة التي تتبع التصميم هي "عملية الإضاءة" التي تُعتبر أحد العوامل الرئيسية في أي معرض فني ليتم في النهاية عرضه على شبكة الإنترنت في إطارٍ برمجي دقيق يسمى التصيير في الزمن الحقيقي "Real Time Render"».
الغاليري الافتراضي للفنان نزار صابوروأوضح أن هذا البرنامج الذي يتمّ تحميله من أجل العرض «بحجم 7 ميغا» يقوم بمعالجة الملف الثلاثي الأبعاد «3 D»، ليقوم بتطبيق الإضاءة عليها في الزمن الحقيقي للعرض، وبمعنى آخر فإن البرنامج يقوم بتشكيل الصورة التي تظهر على الشاشة وتطبيق عناصر الإضاءة عليها أثناء لحظة التجوال الافتراضية.
وأضاف الصفدي: «إنّ الكثير من حيثيات المعرض تختلف بين معرض وآخر، ومثال ذلك أن أحد المعارض الافتراضية تطلب في إحدى المرات إلغاء الإضاءة بالكامل، وإن المعارض الجديدة لفنان جديد يتم العمل عليها من البداية».
وعن كيفية التعامل «التقنية» مع أعمال نحتية «مجسمات» يقول الصفدي: «إنه في هذه الحالة يجب تصميم المنحوتة بالكامل، على عكس ما هي الحالة عليها أثناء معرض اللوحات المرسومة، إذ يمكن حينها أخذ اللوحة كصورة ليتم لاحقاً إضافة خاصية الأبعاد الثلاثة عليها».
وحول الفرق بين هذه الغاليري وغيرها من نظرائها في العالم، قال الصفدي: «إن القائمين على المعرض يركزون على واقعية المعرض من حيث ذكر البطاقات التي تتعلق بزمن إنتاج العمل الفني للرسام وغيرها من هذه التفصيلات».
وأثناء القيام بزيارة لهذه الغاليري الافتراضي نجد أنها تضمّ تشكيلة من اللوحات الفنية في إطار معرض «استعادة» للفنان التشكيلي السوري نزار صابور قام برسمها بين عامي 1973 والعام الحالي 2008.
وقال صابور في بداية لقائه مع «الوطن»: «إنّ المدهش في الأمر هو تركيز ملاحظات وتعليقات زوار الغاليري على الغاليري ذاتها بشكل أكبر من تقديمهم للملاحظات لمضمون المعرض من اللوحات الفنية»، وأشار صابور إلى نجاح التصميم الافتراضي في سعيه إلى تقريب فراغ الصالة إلى الحقيقة قدر الإمكان.
وأكد أهمية هذه التجربة ما دام الجميع قادرين على الوصول إليها وحتى المشاهدون الذين لم يعتادوا زيارة الصالات والمعارض الأمر الذي يؤدي إلى خلق شريحة جديدة من الجمهور وهي نقطة إيجابية جداً.
وحول رأيه كفنان تشكيلي ومقارنته بين تجربة المعرض الافتراضي ونقاط التفوق أو التأخر على المعرض الواقعي يقول صابور: «إنّ المعرض الواقعي يتميز بمواعيد محددة للزيارة على عكس الافتراضي حيث يمكن للزائر زيارته في أي وقت يشاء، إضافةً إلى ما له علاقة بطلب شراء الأعمال الفنية المعروضة وعمليات الشحن وتعليق اللوحات التي تتعلق بالمعرض الواقعي». وأشار صابور إلى افتقار المعارض الافتراضية إلى عملية التفاعل الهادفة والضرورية على حين هي موجودة في مثيلاتها الواقعية.
ويقول المهندس طوني جرّوج -أمين السر-: «إن هذه الغاليري هي فضاء ٌافتراضي ثلاثي الأبعاد، يمكن من خلاله التجول بحرية بين صالاته الأربعة»، مشيراً إلى إمكانية الوصول بالمعرض إلى خارج الحدود بفضل الإنترنت وفي أي زمان نريده، إضافةً إلى إمكانية حفظه والرجوع إليه حتى بعد انتهاء المعرض واستبداله بفنان آخر. وأشار إلى أن افتتاح سجل للزوار لترك انطباعاتهم حول الغاليري قابله تجاوب كبير من المتصفحين من داخل وخارج سورية.
ويُعتبر المعرض الحالي للفنان نزار صابور الثالث بعد أن سبقه المعرض الأول الاستعادي للفنانين أحمد معلا، وريما سلمون، وياسر حمود، وكذلك المعرض الثاني لصفوان داحول ونوار ناصر. وسيكون المعرض الرابع القادم للمصور الضوئي أنطون مزاوي تحت عنوان «طقس الدراويش».
وختم جرّوج بالقول: «إن هناك نيّة حقيقية لتطوير الغاليري، ليستوعب معارض تفاعلية يشارك فيها العمل الفني إلى جانب الموسيقى والنص، وذلك من أجل خلق جوّ متكامل تدعم عناصره بعضها البعض، ولكي يتمّ بذلك تقديم المعلومة الكافية والمتكاملة عن جميع معروضات الغاليري».



الوطن

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك