مواضيع ذات صلة:


    من سورية

    معبد بل

    التشكيلي وضاح السيد في معرضه العالم لنا
    تقنيّات روحيّة وإلغاء للحدود الفنيّة

    28/آب/2008

    تجاوز الحدود الجغرافية والفكرية واستلهم من كل حضارةٍ لوحةً، شكّل منها معرضه الذي أقيم في صالة كونسيرتو للمفروشات، وهو اليوم يعود إلى تلك الثقافات ويدعو إلى الانفتاح على الآخر وخرق السائد في الفنون التشكيلية لتحقيق الحرية على مساحة الإبداع فلجأ إلى الشرق واستلهم منها «براقش» بلوحة دمج فيها وجه الإنسان مع الحيوان وسافر إلى الهند لتسكن «باهارتا» و«كالي» أعماله ومن ثم قطف من كل حضارة أسطورتها فكانت «نيرفانا» من اليابان و«نفرتيتي» من مصر و«أولمبيا» من اليونان و«فينوسيا».
    ومع ذلك عاد الفنان التشكيلي وضاح السيد إلى دمشق ليرسم ظلالها وياسمينها وليبدع فيها أجمل ما رسمت يداه.
    حدثنا عن معرضك هذا ولماذا اخترت عنوانه «العالم لنا»؟
    هذا المعرض دعوة لتجاوز الحدود الفكرية والجغرافية والانفتاح على الحضارات الفنية والعالمية لنأخذ منها صيغاً تشكيلية تمتزج مع شخصيتي الفنية والخلط فيما بينهم لإنتاج أعمال توضح كيف تذوقت هذه الحضارات كاللوحة التي استلهمتها من الثقافة الإسبانية باسم تانغو والأخرى التي جاءت من إفريقيا باسم فايا وتوحد، لذا لا بد لنا من إلغاء الحدود التي شوّهت الكثير من إنسانيتنا والتي شغلتنا بالدفاع عنها واضطررنا إلى وضع حدود لكلّ شيء، أوطاننا، أفكارنا، معتقداتنا، وتناسينا أن العالم مفتوح على بعضه بشكل كامل وبإمكاننا تذوق الفنون المتنوعة من مختلف البلدان، فالفن ليس له جنس وكله منفتح على بعضه لذلك سميته «العالم لنا».
    لماذا اخترت إقامة المعرض في صالة للمفروشات؟
    يبحث الإنسان دائماً عن منزل يقدّر له تعبه ويحترم تجربته وكونشيرتو قدمت لي هذا الاحترام واستطاعت أن تقدر قيمة أعمالي أفضل تقدير.
    لاحظنا في لوحاتك بعضا من التعبيرية والإيحاء وهذا ما يختلف عن تجربتك السابقة في التجريد!
    نعم، بدأت في التجريد وقدمت معرضين في ذلك عامي 1991 و1995 وكانت عبارة عن لوحات تجريدية بحتة، وبمرحلة متقدمة طوّرت تجربتي ضمن سياق معين وصارت تعبيرية إيحائية تشبه الحالة السيمفونية التي تعطيك إيحاءات بمناخ ما وليس شيئاً محدداً، والأشكال لدي تمحورت حول الإيحاء وأخذت ملامح منها فالرجل يوحي بالرجل والأنثى ليس لها حدود، إضافة إلى أن لدي أيضاً تجاربي النحتية وابتكرت مادتها حيث تكون سهلة التطويع، وهي مختلفة عن المادة التي يشتغل بها النحاتون والتي تتطلب الطين وآلة معينة، وقد اشتغلت بواسطة هذه المادة المبتكرة العديد من البروليفات، وكل معرض لا بد من أن أقدم شيئاً منه.
    هل تتبع طقوساً للوحة أثناء العمل؟
    ليس هناك شيء محدد وإنما أترك الأمور تسير وحدها وأثناء صياغة العمل الفني أفضّل أن أترك مساحة كبيرة للعفوية لأن أي نوع للإدراك والتخطيط يؤذي الحالة ويجعلها مفتعلة لذلك أتركها تبني نفسها بنفسها كنوع من طقوس العمل لدي.
    لكننا شهدنا كلمات من الشعر بالخط العربي في لوحاتك. ألم تخطط لذلك؟
    عندما أرسم اللوحة أخرج من كل الفواصل والحدود وأبقى في حالة من الانعتاق ومن ثم أمزج أي مفردة بصرية تخط في مخيلتي بالتشكيل في اللوحة وأعاملهم كلهم على سواء فالخط له مكان خاص والطوق أيضاً له مكانه الخاص، حتى إنني أدخلت بعض الأرقام في اللوحات، لذا أصيغ كل هذه المفردات البصرية بصيغة واحدة من دون نشاز، وهذا يدل على الخبرة والحرفية العالية في أن نخلط كل هذه المفردات على مساحة واحدة إلى أن تنسجم.. إضافة إلى أنني أستعمل الخط لأنه يذكرني بالقصيدة، فأنا من عشاق الشعر والدليل على ذلك أن معرض الماضي كان عن الشاعر الراحل نزار قباني.
    أصدرت كتابك تحت عنوان التقنيات الروحية لتعلم الرسم. هل هذا أسلوب جديد في التدريس؟
    لا يمكننا الفصل بين الفن والروح، وفي كتابي هذا أتحدث عن الروح بوصفها تجرداً بعيداً عن الوصف الديني والميتافيزيقي فالنفس هي مزيج من الحب والجمال والتذوق والعطاء والحكمة إضافةً إلى أنه لدي نظريتي الخاصة في التدريس وهي عبارة عن خلط بين التشخيص الروحاني وخبرتي الفنية، وتجربتي مع الطلاب أوصلتني إلى هذه النتائج وأراها إيجابية لأن الطالب لا يصنع الإبداع من خلال المعلومات الأكاديمية بل يجب إمداده بمعرفة مختلفة ومن نوع آخر عن الحياة والروح والطبيعة، وهذا النوع من المعرفة يساعد الطالب على تحريض الروح الفنية لديه وبالتالي يساعده ليصنع لوحته ليجد المعنى والفكرة للوحته.
    إذاً لديك احتجاج على أسلوب تدريس مادة الرسم في المدارس!
    للأسف إلى الآن مازال درس الرسم عبارة عن حصة للتسلية والفراغ، وهذا يقتل الحس الجمالي والتذوق الفني لدى الطفل الذي يملك أجمل حالة من حالات الفن في هذا العمر.. لذا عندما نحوّل درس الرسم إلى فراغ نكون قد همشنا لديه جانباً مهماً سيؤدي إلى نتائج خطيرة في المستقبل، فالحياة فن وإن كبر هذا الطفل ليصبح طبيبا أو مهندسا لا يمكن أن يختلط بالمجتمع والحياة إن لم يملك ذائقة فنية. وفي البداية طبقت هذا النوع من المعرفة بشكل ذاتي، وفيما بعد ساعدت الطلاب على هذا النوع من الثقافة ليصلوا إلى مربع الإبداع.
    وهل يمكن أن يتأطر الإبداع بمساحة معينة؟
    لا، على العكس، وتاريخي مملوء بالخروج عن شكل المربع وإطار اللوحة.. لكننا نعاني مشكلة كبيرة وهي الخوف وعدم الجرأة على الخروج عن ثقافة السائد والموروث رغم الخبرات العالية والحرفية القوية.. وأي حالة اختراق للسائد والموروث تكون ردة الفعل شديدة وظالمة. للأسف نحن ضمن منطقة مازالت في طور الثقافة الفنية ولم تصل بعد إلى مرحلة التثقيف، فالمراحل التي نعيشها اليوم مرت بها أوروبا منذ مئات السنين.
    لكننا في هذا اليوم نعيش حالة فيها نوع من التطور الفني؟
    نعم، في هذا الوقت تفاءلنا قليلا بوجود الصالات الفنية الجديدة التي أخذت صيتاً واسعاً... فهي بأدنى مستوى من التطور قادرة على تحريك الحالة التشكيلية وهذا الوسط الساكن.. وبالتالي فهذا يدفعنا إلى قليل من الأمل بسبب المنافسة وازدياد كثافة العمل والمعارض وتباين واختلاف الغاليرهات..
    إذاً هل ترى أن اللوحة وصلت اليوم إلى الناس؟
    نعم، فقد استطاعت اللوحة أن تدخل إلى بيوت الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة وليس المترفة وهذا دليل على أن اللوحة أصبحت نوعا من الثقافة الضرورية وليست نوعا من الكماليات، ودخول التجارة مع الفن استطاع أن يسوقها إلى العالم وصارت اللوحة تأخذ نسبة كبيرة من حضورها بالحضور التجاري، وهذا موجود في أوروبا ودليل على ذلك المزادات العالمية التي تباع فيها اللوحات بطريقة تجارية بحتة.
    الفنان في سطور
    تخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1990.
    اختير كممثل للفن التشكيلي السوري للشباب في «يو إس أي» عام 1996.
    أسس دار السيد للفنون عام 1998.
    أقام العديد من المعارض الفردية في كل من صالة عشتار وصالة جامعة أوستن وكنيسة الصليب ونصير شورى وصالة بيت ماما سعاد وصالة كونشيرتو، وله أعمالٌ فنية متوزعة في المتحف الوطني السوري والمتحف الوطني الكويتي ولبنان والإمارات العربية المتحدة والسعودية وكندا وفرنسا وسويسرا والدنمارك وإسبانيا.



    الوطن

    طباعة طباعة Share مشاركة Email

    المشاركة في التعليق

    اسمك
    بريدك الإلكتروني
    الدولة
    مشاركتك
    خربشات حلم:

    يالعظمة النجاح والاعظم ان يخالطة الفن

    فلسطين

    فايزة أحمد :
    لقد درست أسلوب تلوين الخ على يد أستاذي الكريم : وضاح السيد وقد تعلمت منه أشياء عديدة لا أنكرها بالعكس افتخر بأني إحدى تلاميذه واشتاق للتواصل مع أستاذي صاحب الروح الطيبة

    سورية
    لطيفة:
    تحية اجلال وتكبير لاستادي الفنان وضاح السيد افتخر اني كنت في يوم من الايام طالبة من طلاب هدا الاستاد العملاقاحترمك واحترم فنك

    المغرب
    لطيفة:
    بالتوفيق والنجاح ولاستمرارية

    المغرب