بالثقافة والعلم نبني الأمة شعار جسدته جمعية العاديات الأثرية التاريخية الثقافية في محافظة حمص التي واصلت طريق العطاء الثقافي رغم الإرهاب الذي تعرضت له المحافظة لتبرهن أنها لا تزال منبتاً للثقافة المتجذرة تاريخاً والمستشرقة حضارة.
واستطاعت جمعية العاديات فرع حمص على مدى أربعة عشر عاماً من تأسيسها أن تجمع المثقفين في المحافظة متابعة طريق الابداع ومتحدية كل الظروف التي مرت بها المدينة التي حضنت شتى أصناف الفنون التي تجلت بآثارها وعمرانها وأبنائها الذين حملوا شعلة التميز الأدبي والفكري والمعرفي والتاريخي والهندسي .
عن أعمال الجمعية ونشاطاتها وأهدافها أوضح الباحث التاريخي وقارىء الكتابات التاريخية المهندس ملاتيوس جغنون رئيس الجمعية في تصريح لسانا
الثقافية أن العاديات دأبت منذ تأسيسها على تأكيد المنحى الأثاري التاريخي في برنامجها الثقافي التزاماً منها بالغاية التي أحدثت من أجلها مع التطرق إلى مناح أخرى لأيمانها بأن الثقافة مفهوم شمولي متكامل.
وأضاف إن العاديات في حمص تضم تحت جناحيها نحو اربعمئة عضو من مختلف الفئات الثقافية والاجتماعية في المحافظة من أثاريين ومهندسين وأطباء وصيادلة ومدرسين وأعلاميين وأدباء ورجال أعمال وغيرهم ممن رأوا في الجمعية الموئل الفكري والثقافي الذي يختزن ذاكرة حمص ليعيد القها الثقافي من جديد.
ورأى جغنون أن العاديات تمكنت منذ تأسيسها أن تصنع سمعة طيبة في المجالات الثقافية والأثارية والسياحية والاجتماعية والفنية والترفيهية فضلاً عن التواصل مع الجمعية الأم في حلب وبعض فروع الجمعية الأخرى التي ترتبط معها بعلاقات خاصة ومتميزة .
وعن أعمال الجمعية بين جغنون أن العاديات نفذت منذ ولادتها مئات المحاضرات التي تنوعت موضوعاتها وركزت على فنون العمارة وحوار الحضارات والآثار والفولكلور والعلوم عند العرب والبيئة وحمص وتراثها والعلاقات التي تربط سورية مع بعض الدول الصديقة وإعلام النهضة وبعض الموضوعات الأدبية والمكتشفات الأثرية إضافة إلى أمسيات موسيقية ومعارض فنية متنوعة.
وأشار إلى أن الجمعية نفذت عدداً من الرحلات داخل وخارج سورية مع التركيز على الناحية العلمية التثقيفية فجميع الرحلات ترافقها كراسات علمية موجزة تسلط الضوء على تاريخ ووصف المعالم الأثرية التي تمت زيارتها وتتداخل معها بشكل أساسي لا يقل أهمية عن الشرح العلمي الذي يقدمه المرشد الأثاري لتتبلور معها ندوات ثقافية عفوية فضلاً عن البعد الاجتماعي الذي يتمثل في التعارف والتواصل الراقيين بين المشاركين في كل رحلة .
وأضاف إن الجمعية غطت في رحلاتها الداخلية معظم نواحي سورية حيث اطلعت على القرى الأثرية في الشمال السوري أو مايعرف بالقرى والمدن المنسية في الهضبة الكلسية والمعالم الأثرية للساحل السوري كما زارت جميع المتاحف التي تفخر بها بلادنا والاديرة والكنائس والقلاع والأبراج التاريخية.
أما على صعيد الرحلات الخارجية فكان أداء الجمعية أكثرغنى وتنوعاً حيث شاركت عاديات حمص في رحلات إلى تركيا ولبنان وإيران والأردن والصين ومصر.
كما أقامت الجمعية عدداً من المعارض الفنية في صالة المعارض في المركز الثقافي بحمص كمعرض الاغا خان ومعرض حمص في الذاكرة الذي ضم صوراً ضوئية قديمة.
أما على صعيد نشاطاتها الاجتماعية أقامت العاديات عدداً من الحفلات واللقاءات الاجتماعية في تواريخ ومناسبات وطنية واجتماعية عديدة حرصا منها على لم شمل أعضاء الجمعية في جو ترفيهي ثقافي مميز فضلا عن ايفاد عدد من اعضاء الجمعيات الى بعثات ثقافية وأثارية خارج سورية.
أما بخصوص نشاطات الجمعية في حمص فبين جغنون أن العاديات عملت منذ انطلاقها على مسألة حماية وتطوير حمص القديمة وقدمت مذكرة تضمنت عرضاً للاشكاليات الكبرى التي تعاني منها هذه المدينة والأسباب التي أدت إلى هذا التدهور الكبير الذي ألت إليه حمص ضمن الأسوار وسبل انعاش المدينة القديمة وتألقها عمرانيا ومعمارياً واجتماعياً وثقافيا وسياحياً.
وعن أعمال الجمعية في الوقت الراهن ختم جغنون أن جمعية العاديات في ظل الظروف التي مرت بها حمص على مدى أربعة أعوام من الأزمة تحرص على متابعة نشاطاتها من خلال المحاضرات التي تقدمها كل خمسة عشر يوماً على مدار العام وهي تشمل موضوعات متنوعة أثارية وعمرانية وأدبية وفكرية تهدف إلى الارتقاء بالفكر المعرفي للحضور وتساهم بشكل فعال في عودة الحياة الثقافية للمدينة التي لطالما عرفت على مدى التاريخ بانها مدينة الحضارة والأدب.
اكتشف سورية
sana.sy