أرسلت اللجنة المكلفة بحماية آثار مدينة منبج ومحيطها تقريراً مفصلاً إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف يوثّق الواقع الراهن لمعظم المواقع الأثرية المنتشرة في هذه المنطقة، والتعديات التي طالتها، وتضمن التقرير صوراً للمواقع التي تمكّنت اللجنة من معاينتها بعد إجراء جولات ميدانية إليها، في حين تعذر على أعضاء اللجنة تصوير بعض المواقع في المنطقة.
أنواع المخالفات والتعديات التي تتعرض لها المواقع الأثرية في منبج ومحيطها:
لوحظ خلال الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة التعديات على المواقع الأثرية في مدينة منبج ومحيطها، إذ تتعرض الآثار في المنطقة إلى أعمال تنقيب وتخريب، وتبيّن المعلومات وجود مجموعات متفرغة لأعمال سرقة الآثار، تستخدم أجهزة كشف المعادن لاستخراج ما يمكن من فخاريات أو زجاجيات وقطع نقدية وتعمل على بيعها.
من جهة أخرى، تنتشر مخالفات عمرانية في التلال الواقعة ضمن تجمعات سكنية، فيستغل السكان الظروف الراهنة لتشييد غرفٍ أو جدران أو أبنية على التل الأثري أو ضمن حرمه، وبسبب غياب الوعي يستخدم آخرون الحجارة الأثرية في أعمال البناء، أو يزرعون التلال الأثرية بالمزروعات الموسمية والأشجار، أو يستخدمون بعض التلال للدفن وهو ما يعتبر الأقل ضرراً مقارنة مع غيره من التعديات من حيث العدد ونسبة الضرر الذي يسبّبه.
واقع المناطق والمواقع والتلال الأثرية التي وثّقتها اللجنة في منطقة منبج ومحيطها «منطقة الفرات»:
1. مدينة منبج
تبة منبج (المعروفة شعبياً باسم القلعة) تقع في مدينة منبج ضمن مناطق سكنية، وقد تعرضت لأعمال حفر في كامل محيطها ضمن المنازل.
الحي الغربي:
- وجود بقايا مداخل مدافن كهفية تم تدمير مدافنها بالكامل خلال حفر أساس بناء في الحي الغربي خلف مدرسة مصطفى البكار.
- ظهر مدفنان فرديان من الحجر الكلسي تخلو من أية عناصر كتابية أو زخرفية.
- ظهر مدفن على عمق ستة أمتار في الجهة الشمالية من المدافن المخربة السابقة وهو مليء بالردميات الترابية حالياً.
الحديقة العامة: يعرض في الحديقة عدد من القطع الأثرية تتمثل بـأجزاء التماثيل والأحجار المزخرفة والتيجان الأثرية، وهي كاملة وبحالة جيدة ولم تتعرض لأي تعدٍ حتى تاريخه.
الحي الشمالي الشرقي: توجد حفريات غير مشروعة ضمن أحد المنازل، كما تم تجريف بعض السويات الأثرية في منطقة الصناعة.
2. تل عرب حسن
تعرض هذا الموقع في بداية الأحداث لعمليات حفر وتنقيب كثيف من قبل لصوص الآثار في كامل محيطه، وقد انخفضت مؤخراً حدّة التعديات بنسبة 90 بالمئة.
3. خربة ألاباش
تقع على ضفاف نهر الساجور وتضم عدداً من المغارات تعرّض معظمها لأعمال فتح وتنقيب.
4. تل أحمر
لم يتعرض موقع تل أحمر لحفريات، خاصة مناطق تنقيب البعثة البلجيكية فهي بحالة جيدة جداً بفضل تعاون حارس الموقع، لكن توجد مخالفات بناء وزراعة في بعض أجزاء التل.
5. جعدة المغارة
الموقع بحالة ممتازة ولم يتعرض لأي اعتداء، بفضل جهود اللجنة وتعاون حارس البعثة.
6. تل العبر
تعرض قسمه الجنوبي إلى تعديات عمرانية إضافة إلى زراعة أشجار في مربعات البعثة الوطنية، في حين بقي القسم الشمالي في حالة ممتازة، إذ اقتنع الأهالي بعدم زراعته أو البناء فيه.
7. تل أبو قلقل
تعرض لعمليات تنقيب وحفر في طبقات الردم، وبعد التواصل مع حارس التل والسكان تعهد الأهالي بعدم تكرار هذه الاعمال، وفعلاً لم يتعرض التل لاحقاً لأي تعدٍ من أي نوع كان.
8. جبل خالد
الموقع بحالة ممتازة حتى تاريخه ولم يتعرض لأي تعدٍ بفضل جهود حارس الموقع الذي يزور الموقع يومياً.
9. قلعة نجم:
الموقع بحالة ممتازة ولم يتعرض لأي تعدٍ بسبب الحراسة المباشرة وجهود اللجنة بالتواصل مع كل الفعاليات لحماية القلعة.
10. دير قنشره
تعرض لتعديات واسعة بسبب وجوده في منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية وعن طرق المواصلات، أدت إلى تخريب جدران الدير المبنية من الحجر الكلسي الحواري وتخريب العناصر الزخرفية المنحوتة على جدران الدير «سواكف النوافذ»، كما انتشرت حفريات في التل الملاصق له الذي يضم المنشآت الخدمية التابعة للدير.
11. صرين
ـ تعرضت المدافن الأثرية التي تعود للفترة الكلاسيكية في صرين لحفر أدى إلى تخريب بعض جدرانها.
ـ تعرض مدفن معنو البرجي «المعروف باسم مغزل صرين» إلى تعدٍ هو الأخطر، يهدد بانهياره وتفكك جدرانه خلال فترة قصيرة حيث تم تخريب الجزء العلوي من المدفن البرجي، كما أن حالة البرج الإنشائية قديماً كانت سيئة وهي تزداد سوءاً بسبب أعمال الحفر ضمن المدفن وفي محيطه.
12. شاش حمدان
يعتبر موقع شاش حمدان من المواقع الأثرية الهامة في منطقة الفرات، إذ يضم منحوتات جدارية غاية في الروعة، لكنه تعرض للأسف لعدة تعديات أدت إلى تدمير معظم عناصره المميزة، هي:
- تخريب لتمثال الثور المنحوت على جدار الجهة الشمالية.
- تدمير المصطبة «المذبح» بشكل كامل.
- تخريب الغزالين في الجهة الغربية بشكل كامل.
- حفر في الزاوية الشمالية الشرقية.
- سرقة البوابة المعدنية التي كانت تحمي الموقع وتحول دون دخول الغرباء إليه.
13. تل حالولة
الموقع بجالة ممتازة ولم يتعرض إلى أي نوع من التعديات لكن لصوصاً خرّبوا الغرفة الطينية المبنية في الموقع والتي كانت تستخدم كمستودع للبعثة ونهبوا محتوياتها.
14. أم السرج
تعرضت المدافن الجنوبية إلى تنقيب أدى لتخريب أجزاء من هذه المدافن.
15. قلعة الحلونجي
تقع على ضفاف نهر الساجور، تعرضت لأعمال حفر في كامل الموقع.
16. موقع النبغة
أعمال حفر وتخريب للوحة الفسيفساء وسرقة غرفة التوتيا المبنية فوق اللوحة لحمايتها.
17. الهوشرية
تقع عند ملتقى نهر الساجور مع الفرات، وقد تعرضت مربعات التنقيب التي نفذتها البعثة الدانمركية إلى عمليات حفر، وتخريب كما تم فتح العديد من المغارات التي كانت تستخدم كبيوت وتلك المستخدمة كمدافن.
18. شقلة
أعمال حفر وتنقيب واسعة «تخريب لوحات فسيفساء» وتخريب أساسات حجرية.
19. تل الياسطي
يقع شمال شرق منبج على بعد 10 كم، وقد تعرض لتعديات حراثة وزراعة أشجار زيتون.
20. خربة نفخ
الموقع يحتوي على لوحات فسيفساء، توجد أعمال حفر وتنقيب ومخالفة بنائيين سكنيين.
21. تل الزنقل
تعرض لعمليات حفر وتنقيب سطحية ضمن طبقة الردميات.
22. تل الرفيع
تعرض لأعمال حراثة وزراعة شعير وأشجار زيتون.
23. تل خميس
تعرض لأعمال تنقيب سري سطحية في طبقة الردميات.
24. تل شيوخ تحتاني
تعرض لعدة عمليات حفر وهناك مخالفة بناء سكني بجانب التل وقد حاولت بعض العصابات جرف جزء من التل بالتركس، لكن تدخل أبناء المنطقة حال دون تجريف التل وهو حالياً بوضع جيد.
25. شيوخ فوقاني
تعرض لعدة عمليات حفر وتنقيب، وقد توقفت هذه التعديات مؤخراً.
جدير بالذكر أن اللجنة التي أعدّت التقرير، تشكلت لمحاولة الحدّ من التعديات التي طالت عدة مواقع أثرية، إذ كُلّفت بمهام التنسيق والتواصل مع أبناء المجتمع المحلي والنخب المجتمعية والثقافية للتوعية بأهمية الحفاظ على الآثار الواقعة ضمن مناطقهم وحمايتها من جهة، وللعمل على توثيق التعديات والأضرار في هذه المواقع الأثرية بالبيانات والصور إن أمكن من جهة ثانية.
وقد استطاعت اللجنة تخفيف وطأة الأحداث الراهنة على التراث الأثري، وتمكنت بفضل الجولات الميدانية ومن خلال تواصلها مع الأهالي والفعاليات الشعبية من حماية بعض المواقع بشكل كامل ومنع تكرار التعدي على بعض المواقع التي تم التعدي عليها سابقاً.
تشكر المديرية العامة للآثار والمتاحف جهود اللجنة في التوعية والتواصل المجتمعي وجهود الحراس الذين لم يغادروا مواقعهم وفضلوا الدفاع عنها ضد لصوص الآثار، مما جنّب كثيراً من المواقع الأثرية الوقوع في أيدي المخربين ولصوص الآثار، وأسهم في حماية مكون من مكونات التاريخ والذاكرة السورية العريقة.
اكتشف سورية
المديرية العامة للآثار والمتحف