بدأ العام الدراسي الجديد في معهد صلحي الوادي للموسيقا يوم الأحد الماضي وتتميز هذه السنة بتجهيز فرعين جديدين للمعهد ضمن مدينة دمشق وذلك في مدرستي ماري العجمي ولبابة الهلالية بعد توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والتربية حيث تم تجهيز المدرستين وتأمين الآلات الموسيقية والكوادر التدريسية بغية تسهيل وصول الطلاب إلى أماكن تعلمهم الموسيقا وتقريبها إلى بيوتهم.
يقول آندريه معلولي مدير المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة في حوار خاص مع سانا: «كان من المفاجئ تقدم نحو خمسمئة طالب للمعهد قبل منهم 109 طلاب وهو عدد كبير نسبياً مقارنة مع السنوات السابقة علماً أن قبول الطلاب له علاقة بسعة القاعات وعدد الأساتذة فمع أننا في المعهد نتمنى استقبال جميع الطلاب لكن الانتقاء يتم للأطفال الأكثر تميزاً من حيث الأذن الموسيقية والحس الإيقاعي».
ويوضح معلولي أنه كلما بكر الأطفال بتعلم الموسيقا استطاعوا أن يصلوا إلى مراحل متميزة تمكنهم من الاستمرار في الدراسة الأكاديمية إن رغبوا بذلك قائلاً: «اهتمام الأهالي بتعليم أطفالهم الموسيقا بات لافتاً في سورية حيث نجدهم يبحثون عن معاهد وأساتذة لأطفالهم منذ عمر السنتين ورغم وجود نظام عالمي لتدريس الطلاب الموسيقا تحت السبع سنوات إلا أنه غير متوفر في سورية حالياً لافتاً إلى أن معهد صلحي الوادي يقبل الأطفال من عمر السبع سنوات بحيث يستطيع الطالب القراءة والكتابة فهناك قراءة نوتة ووظائف وما إلى هنالك».
ويضيف مدير المعاهد الموسيقية أن الشهادة التي ينالها الطالب من المعهد هي شهادة تحضيرية مدتها خمس سنوات وفي حال متابعته الدراسة يستطيع الحصول على الشهادة المتوسطة والمتقدمة التي نحاول الآن تفعيلها مبيناً أن شهادة المعهد لا تؤهل تلقائياً لقبول الطالب في المعهد العالي للموسيقا لأن ذلك بحاجة إلى اتفاقيات ولأن هناك فحص قبول في المعهد العالي فضلاً عن أن لجنة الفحص توافق على عدد محدد من الطلاب.
خطوة أخرى قامت بها مديرية المعاهد الموسيقية تتجلى بتفعيل فروع معهد صلحي الوادي ضمن حمص واللاذقية وحماة بعد فرعي حلب والسويداء وسيتم بدء العمل فيها بداية الشهر القادم وحول ذلك يقول معلولي: «بدأ هذا المشروع مدير المعاهد السابق جوان قره جولي حيث عمل على تحقيق الاتفاقية بين وزارتي الثقافة والتربية إضافة إلى فروع المحافظات وأنا أحاول متابعة ما بدأه على صعيد تفعيلها بالكامل حيث تم تكليف مديرين بمحافظات اللاذقية وحماة وحمص إلى جانب تجهيز المكاتب بمستلزماتها الإدارية وهو ما سهلته وزارة الثقافة مشكورة وهناك إقبال كبير من قبل الطلاب على معاهد المحافظات ولاسيما في حمص».
ويبين عازف الفيولا في الفرقة السيمفونية السورية الوطنية أنه علينا مراعاة عدم وجود كوادر مؤهلة في المحافظات كما في العاصمة وهذا ما سيؤدي إلى فوارق بسيطة من حيث المناهج المتبعة موضحاً أن هذه الخطوة ستكون بهدف تأهيل جيل أكاديمي يستطيع في المستقبل أن يتولى مهمة التدريس ويتمكن من تطوير الواقع الموسيقي في المحافظات.
أما عن دور الموسيقا في تنشئة الأطفال يقول معلولي: «بات في سورية تطور كبير في الموسيقا نتيجة زيادة الوعي عند الناس بأهمية دور الموسيقا في تنمية شخصية الطفل وجعله شخصاً متفاعلاً مع المجتمع ومتوازنا ومثقفاً بمعنى أن الموسيقا لها مفعول ساحر على حياة الإنسانية وهذا ما أثبتته الأبحاث العلمية فهناك دراسات بينت تأثير الموسيقا على النبات فكيف الإنسان».
يضيف مدير المعاهد الموسيقية أنه ليس من الضروري أن يكون تعليم الأطفال الموسيقا بهدف جعلهم محترفين موسيقيين بل إنه ينشئ جيلاً متذوقاً موسيقياً وهادئا ومتزنا وعنده قواعد وحس مرهف مما يجعل منه إنسانا متفائلاً وليست النهضة الموسيقية الحاصلة في سورية إلا نتيجة ذاك الوعي الذي دخل إلى كل منزل ولاهتمام الأهل وهذا يزيد عدد الطلاب وبالتالي ستزداد عدد المراكز وإن اهتمام وزارة التربية بالموسيقا ضمن المدارس بات أكبر حيث أصبح هناك كتاب لمادة الموسيقا.
وفيما يتعلق بمدرسة الباليه يقول معلولي: «إنها تابعة لمديرية المعاهد وتم نقلها من مقرها الكائن ضمن المعهد العالي للفنون المسرحية إلى مجمع دمر الثقافي بسبب أن مدرسة الباليه تتعامل مع أطفال صغار ومن الأنسب أن يكونوا مع نظرائهم الذين يتعلمون الموسيقا فهم من نفس الأعمار والشروط الاجتماعية لهم أفضل وفي المجمع بات هناك قاعتان لتدريب الباليه وقاعة لدروس الصولفيج وتم الإعلان عن مسابقة القبول وتقدم نحو 80 طالباً واختارت اللجنة منهم 36 طالباً».
ويلفت مؤسس أوركسترا أورفيوس إلى أنه في حمص بات هناك فرع جاهز لمدرسة الباليه لكن لم يبدأ فيه التدريس حتى الآن كما يتم العمل على تجهيز فرع آخر في طرطوس ومن المتوقع أن يدخل مع معهد طرطوس الموسيقي ضمن الخطة الدراسية للمعاهد في العام القادم.
بديع صنيج
سانا