ندوة مسرح الطفل في القباني تناقش الارتقاء بمسرح الطفل وتطوير أدواته
15 تشرين الثاني 2010
أقامت مديرية المسارح والموسيقى ندوة لمناقشة واقع مسرح الطفل في سورية، ظهر اليوم الاثنين 15 تشرين الثاني 2010 في مسرح القباني بدمشق وبحضور الدكتور رياض عصمت -وزير الثقافة الدكتور-، وذلك وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء سانا.
هذا وقد بيّن الدكتور عصمت أنّ مسرح الطفل في سورية يشتمل على عدد من التيارات الفنية بدايةً بمسرح الصغار للكبار، ومسرح الكبار للكبار، ما يغني الحياة الثقافية؛ لافتاً إلى أنّ وزارة الثقافة ستسعى من خلال مديرية المسارح والموسيقى لأن يكون حجم الإنتاج لمسرح الطفل بحجم المسرح الذي يتم إنتاجه للكبار.
وأوضح وزير الثقافة أهمية دور المسرح التفاعلي في تكوين النواحي الجمالية للطفل. وقد عدّ هذا النوع من المسرح من التيارات الأساس في مسرح الطفل، وأهم رافد من روافده الفنية؛ مشيراً إلى ضرورة استدعاء جمهور المدارس إلى صالات العرض. وأشار الدكتور عصمت أنّ الرقابة التي تمارس على نصوص وعروض مسرح الطفل ليست رقابة التابوهات الثلاثة بل هي رقابة اجتماعية ضرورية جداً في تقديم مستويات فنية جمالية عالية.
من جهتها أوضحت سوزان صالح -مديرة مسرح الطفل في سورية- أنّ هناك برنامج عمل لمسرح الطفل بدأ بإطلاق موقع إلكتروني لمديرية مسرح الطفل، يتم فيه أرشفة أعمال الفنانين الرواد، إضافةً إلى إصدار كتيبات مسرحية للأطفال بعنوان: «أنا أحب المسرح».
بدوره تحدث الدكتور ياسر المالح عن ضرورة إشراك فنون متعددة في مسرح الطفل وفق ما يلزم من هذه الفنون، وبالابتعاد عن صيغة يجب وينبغي عليه؛ لافتاً إلى ضرورة تفعيل مسرح طفل يخاطب جميع الفئات العمرية دون الوقوف على فئة بعينها. وأوضح المالح أنّه ليس بالضرورة أن يلتزم مسرح الطفل بالتتابع الدرامي الذي تنظمه صيغة العرض الواحد بل من الممكن تقديم مشاهد صغيرة تتسم بالرشاقة و البساطة؛ لافتاً إلى أنّ طفل اليوم لا يشبه طفل الأمس بسبب دخول التكنولوجيا المتقدمة وثورة وسائل الاتصال، ما يستتبع تفاعلاً فنياً خاصاً يُمكن أن يقوم به مخرجو مسرح الطفل بين الشاشة والخشبة.
من جهته تحدث المخرج سامر الزرقا عن ضرورة توفير معالجة درامية للشخصيات النمطية في مسرح الطفل، بهدف ترك الطفل لانتقاء أفكار العروض المسرحية، ولاسيما بالاستفادة من نصوص الكتاب المحليين من أجل توفير دور معرفي وجمالي يقف في وجه ما تقدمه أفلام الرسوم المتحركة بتفعيل دور الكتابة من التراث العربي. وأشار الزرقا إلى تفوق مسرح الطفل في سورية بما حققه من جوائز عربية وعالمية، كون هذا المسرح تمتع لسنوات طويلة بوعي إبداعي مختلف اعتبر الطفل كائناً ذا حساسية خاصة وفريدة في التعامل مع الأشياء والأشخاص، وصولاً إلى صيغ مغايرة وجديدة في طرح أفكار هذا الطفل ومعالجتها في سياقات مختلفة مسرحياً وتربوياً.
بدوره تحدث الفنان نضال سيجري عن خصوصية مسرح الطفل كون هذا الطفل كائنا مشاكساً وذكياً؛ لافتاً إلى ضرورة عدم التكلم عن مسرح الطفل بمنطق رومانسي، وبعدم الإكثار من الرقابات على هذا النوع من المسرح، بغية الوصول إلى سوية عروض مسرحية قادرة على تكوين ثقافة ووعي مختلفين عند الطفل السوري.
المخرج وليد الدبس أوضح أنّ العروض الجديدة في مسرح الطفل في سورية تسعى لإقامة محاورة حقيقية بين الخشبة والصالة، وفق نصوص تقليدية لكنها في الوقت ذاته تحمل قيماً إيجابية، عبر إشراك الطفل في كتابة نصّه الخاص والتعاون معه في تكوين العرض المسرحي بالتعرف على مشكلاته الحقيقية.
من جهتها تحدثت الممثلة المسرحية عتاب نعيم عن أنواع وتقنيات مسرح الطفل، إضافةً إلى المساحة الإبداعية التي يوفرها مسرح الطفل لممثل المسرح لاختبار أدواته الفنية، بعيداً عن التهريج والمبالغة وبصدق فني كبير في الأداء، ولاسيما عند محرك العرائس والدمى الذي لفتت نعيم إلى ضرورة أن يكون ممثلاً قبل أن يكون مجرد محرك للدمى، لما يتطلبه مسرح الدمى من مهارات وجدانية وأكاديمية بغية إقامة حوار حقيقي مع جمهور الأطفال.
ومن الجدير ذكره أنّ الندوة شارك فيها كلّ من المسرحيين: جوان جان، وإيناس حسنية، وغزوان قهوجي وتهدف إلى جمع وأرشفة صور ومقاطع فيديو خاصة بمسرح الطفل في سورية.
اكتشف سورية
:
المشكلة التي نعاني منها كروضة أطفال، أننا حين نريد تقديم مسرحية من تمثيل الأطفال أنفسهم، يتطلّب هذا حجز صالة المسرح بمبلغ عشرة آلاف ليرة سورية، ثم خمسة آلاف أجور إضاءة وصوت، فهل هذا عادل؟ خمسة عشرة آلاف ليرة لتقديم حفلة روضة، تخلو من أي ديكور؟ فقط ما نطلبه هو عرض فيديو على شاشة، هل هذا منطقي؟
إضافة إلى أنهم لا يسمحون لنا ببيع البطاقات على الباب، لأننا لم نحصل على موافقة نظامية، كل هذه الأمور ألا تعرقل تقدم المسرح؟ أين التسهيلات لتطوير مسرح الطفل؟ ولم لا تكون مراقبة النصوص تابعة للمركز الثقافي نفسه؟ لم علينا أن نأخذ الموافقة على النصوص من جهة أخرى؟ كل المركز الثقافي طوله وعرضه، لا يوجد فيه شخص يبت بصلاحية النص المسرحي أو عدمه؟