حفل موسيقي رائع لفرقة غوريلاز البريطانية في قلعة دمشق
26 تموز 2010
بحضور شبابي سوري وأجنبي لافت
بتنظيم من شركة باز للإنتاج الفني وبدعم من المجلس الثقافي البريطاني، شهدت قلعة دمشق ليل الأحد 25 تموز 2010 حفلاً موسيقياً لفرقة غوريلاز البريطانية GORILLAZ والتي تعتبر من أهم فرق موسيقى الروك لعام 2010. حيث تأتي زيارة الفرقة إلى دمشق كجزء من جولتها العالمية للترويج لألبومها الثالث «الهروب إلى الشاطئ البلاستيكي Escape to plastic beach» مع التنويه أن هذا الألبوم جاء بمشاركة مجموعة من الموسيقيين السوريين من الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، حيث جرى تسجيل مقطوعة «وايت فلاغ» في دمشق، والتي شارك فيها النجمان كانو و باشي. وكانت الفرقة الوطنية للموسيقى العربية قد قامت مؤخراً بأداء عرض مع فرقة غوريلاز في راوندهاوس في لندن كما شاركوهم الأداء في غلاستونبري.
وبحضور سوري كثيف ممن يعشقون موسيقى الروك إضافة لجمهرة من الأجانب، أدت فرقة غوريلاز مقطوعاتها الموسيقية التي ترافقها مقاطع فيديو للرسوم المتحركة لجيمي هيولت حيث أضفت الرسوم المتحركة سحراً خاص على الحفل وكأن أعضاء الفرقة الموسيقية تجسدت بشخصيات الرسوم المتحركة الأربعة: 2د (المغني الأساسي، الأورغ)، موردوك نيكالس (باص، غيتار)، نودل (غيتار وبعض الأصوات الأخرى)، وراسل هوبز (الطبلة والإيقاع).
أما أعضاء فرقة غوريلاز فهم: دامون آلبارن، باشي، دي لا سول، ميك جونز، كانو، باول سيمونون، بوتي براون، بوبي ووماك وآخرون، إضافة للفرقة الوطنية للموسيقى العربية بقيادة الموسيقي السوري عصام رافع رئيس قسم الموسيقى العربية في المعهد العالي للموسيقى.
وفي وقت سابق قالت إليزابيث وايت، مديرة المجلس الثقافي البريطاني في دمشق: «سيكون هذا الحفل الحدث الأكبر في الصيف. ففرقة غوريلاز هي أول فرقة غربية بهذا الحجم على الإطلاق تؤدّي عرضاً في دمشق. والملفت جدّاً في هذا الحفل هو أن غوريلاز جاؤوا إلى هنا نتيجة للتعاون بين غوريلاز وعصام رافع وغيره من الموسيقيين السوريين من الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، وبالتالي سيعزفون موسيقاهم في الأرض التي شهدت تأليف جزء من هذه الموسيقى. نشعر بالفخر لمشاركتنا في تحويل حلم بتقديم عرض كهذا إلى حقيقة».
«اكتشف سورية» تابع حفل الفرقة البريطانية وأجرى العديد من الحوارات فكان لقاؤنا الأول مع الممثل ميلاد يوسف الذي يقول: «هو حدث كبير تشهده دمشق بحضور فرقة عالمية، وهي فرصة للقاء الشباب السوري مع نوع جديد من العروض الموسيقية الحية كما أن حضور هذه الفرقة إلى سورية يساهم بشكل أو بآخر بالتعريف على حضارة بلدنا لدى المعجبين بفرقة غوريلاز والتعرف على قلعة دمشق التي أعتبرها قلب العاصمة السورية، كما أن هذه القلعة شهدت عرض تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية حين قدمنا مسرحية "منمنمات تاريخية"».
وعن حضور فرقة موسيقية عالمية إلى دمشق يقول الموسيقي سيمون مريش، وهو أستاذ في المعهد العالي للموسيقى وعازف في الأوركسترا السيمفونية الوطنية: «قلما تشهد دمشق هذا النوع من الحفلات الموسيقية ذات الصبغة العالمية، لذا يعتبر هذا الحفل من أهم الحفلات الموسيقية التي تشهدها دمشق لعام 2010».
وعن مشاركة الفرقة الوطنية للموسيقى العربية في حفل غوريلاز يضيف: «من المهم مشاركة فرقة سورية مع فرقة عالمية كهذه. فيما مضى لم يكن مستغرباً مشاركة المغتربين السوريين في الحفلات العالمية، ولكن اليوم أصبحنا نشاهد الموسيقيين السوريين وخاصة من خريجي المعهد العالي للموسيقى كضيوف شرف ضمن تشكيلة الفرق العالمية وهذا يدل على السوية الكبيرة التي وصل إليها العازف والفنان السوري بسبب تراكم الخبرات والتطور الحاصل في سورية وخاصة على الصعيد الموسيقي والأدائي والتشكيلي. إضافة لوجود قاعدة شبابية واسعة في سورية تتذوق كافة الأنماط الموسيقية الشرقية والغربية وهي ميزة يمتلكها الشباب السوري الذي يتميز بأذن موسيقية نظيفة».
من جهتها تقول جمانة الياسري (مبرمجة نشاطات ثقافية): «يتميز الشباب بالفضول وحب الاستكشاف لذا نشاهد اليوم الكثير من الشباب السوري يتابع بشغف هذه الفرقة العالمية التي شهدت تغطية إعلامية كبيرة في شوارع دمشق وهذا يدل على انفتاح ثقافي يتميز به شبابنا».
وعن أهمية وجود اسم سورية على خارطة جولات الفن العالمي تضيف: «لقد عملت سابقاً مبرمجة موسيقية ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، وقد شهدت الاحتفالية حينها قدوم الكثير من الفرق العالمية، فكان هدفنا وضع اسم سورية على خارطة الجولات الفنية التي تحييها الفرق العالمية، وهذا بالضرورة سيكسر الحملات الإعلامية المغرضة والمغلوطة عن طبيعة سورية والمنطقة ككل».
ومع الفنان التشكيلي محمد مختار الذي يقول عن هذا الحفل: «إنه حوار حضاري تشهده سورية وتساهم في تعزيزه من خلال فتح المجال لهذه الفرق الفنية العالمية بالتواجد على أرض سورية، بالنسبة لي كنت متابعاً لمسيرة فرقة غوريلاز التي تعتمد على الرسوم المتحركة كواجهة بصرية لموسيقاها، وهذا يتقاطع مع عملي التشكيلي في مجال الرسوم المتحركة أو الإينيميشن، لذا فهي فرصة مهمة نطلع من خلالها على تجربتهم بشكل مباشر وفي دمشق».
الجدير بالذكر أن فرقة غوريلاز هي فرقة افتراضية بريطانية أسسها عام 1998 كل من فنان الرسوم المتحرّكة جيمي هيولت، الذي اشتهر بكتابه «تانك غيرل»، ودامون آلبارن من فرقة بريتبوب بلور. كما تعتبر الموسيقى التي تعزفها الفرقة مجهوداً تعاونياً بين مجموعة متنوعة من الموسيقيين، حيث أن آلبارن هو المساهم الدائم الوحيد في التأليف الموسيقي. كما أن أسلوبهم هو مقطوعات من أجناس موسيقية مختلفة، خاضعة لعدد كبير من التأثيرات المختلفة بما في ذلك الهيب هوب، والروك البديل، والموسيقى الإلكترونية وموسيقى البوب.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
حوار موسيقي يجمع ما بين الشرق والغرب في قلعة دمشق |
جمهور كثيف يرقص على أنغام فرقة غوريلاز في قلعة دمشق |
جمهور كثيف يرقص على أنغام فرقة غوريلاز في قلعة دمشق |