نجيب نصير: في زمن العار لم نتجاوز أي خط أحمر .. لقد قدمنا صورة المجتمع
11 02
أقام المنتدى الاجتماعي بدمشق ندوةً حوارية تكريمية لأسرة مسلسل «زمن العار»، لكن تضارب المواعيد حال دون حضور أسرة المسلسل كاملة، وكان الحاضر الوحيد هو الكاتب نجيب نصير.
في البداية، تحدَّث نصير عن اختيار اسم المسلسل موضحاً أن «اسمه كان "العار" فقط، لكن لظروف الرقابة في بعض المجتمعات العربية والتي سيُعرض المسلسل على فضائياتها، قرَّرنا أن نسميه "زمن العار". وبالتأكيد لم يكن اختيار العنوان عشوائياً، فأنا أرى المجتمع بالفعل يعيش وسط العار، ورغم هذا فإنه لا يعرفه إلاّ إذا ارتبط بجسد المرأة فقط». ونتيجةً لما وصفه نصير بـ«العار الاجتماعي»، فقد تمّ انتاج عدة مسلسلات تتحدث عن الخيانة كمشكلة أساسية، فحسب نصير «لم يكن طرح موضوع الخيانة صدفةً بالتأكيد، لأن الدراما العربية تمشي في طريق مسدود وعليها حفر خنادق لتخلخل الوعي الاجتماعي بشكل تراكمي، وهذا بالأساس يجب أن يكون من مهمات الدراما الهادفة».
كانت الندوة جلسةَ بوح وتواصل بين الكاتب وجمهور لم يخفِ إعجابه بالمسلسل، حتى أن بعض الحضور طالب نصير أن يعدِّد لهم مجموع الجوائز التي حازها المسلسل سواء داخل سورية أو خارجها، وهنا أكد نصير أنه يعتزُّ بأن المسلسل حصل على جائزة أدونيا لأنها جائزة «من داخل سورية ولتجربة سورية، وعندما حصلتُ عليها اعتبرتُ نفسي حاصلاً على جائزة مهمة، إضافة إلى جائزة أفضل نص كذلك، والتي منحَها التلفزيون السوري للمسلسل، كما أننا حصلنا على جائزة أفضل مسلسل في الاستفتاء الذي أجرته محطة تلفزيون دبي».
مع تغيب بقية كادر العمل في المسلسل، حاول الجمهور أن يطرح كل أسئلته على نصير سواء أكانت تتعلق بالنص أو الشخصيات أو ظروف الإنتاج. ورداً على سؤال حول تأثير الأزمة المالية العالمية على الدراما السورية ونقص الإنتاج الكمي فيها لهذا العام أو للسنوات القادمة، أكَّد نصير أن «الأزمة المالية العالمية لم تؤثر بشكل كبير على الدراما السورية، لكن ربما هناك من استشعر الأزمة لأن معظم التمويل الإنتاجي يأتي من دول الخليج، وهذه الدول تأثرت سلباً بالأزمة مما خلق شعوراً بالخوف. لكنني أرى أن هناك سبباً آخر لانخفاض الإنتاج وهو ضيق مساحة السوق العربية، لأن العمل الدرامي منجز بالأساس للناطقين باللغة العربية، وهناك ما ينافس الدراما اليوم مثل برامج المنوعات والرياضة والسياسة وحتى المسلسلات المدبلجة لذلك لا نستطيع ربط الأزمة بالإنتاج فقط».
أما إذا كان نصير يتوقع تراجعاً للدراما السورية أمام ظاهرة الدبلجة وخاصة المسلسلات التركية، فأجاب: «لا أستطيع القول أن الدراما السورية سوف تتراجع أمام التركية، لأن المقارنة هنا خاطئة جداً. فالسوق يتعاطى بالأصل بمنطق واحد وهو ساعات البث، وربما بهذا المنطق ستتراجع حصة الدراما السورية من ساعات البث التلفزيوني على حساب غيرها من الدرامات سواء كانت تركية أو غيرها. وهذا يعود لسياسات البث التي تتبعها المحطة وتقسيم الساعات في دورة برامجها».
وعلى صعيد المواضيع التي تعالجها الدراما والتي اعتبرها البعض جريئة وتجاوزت الخطوط الحمر، أكَّد نصير مازحاً: «إننا لم نتجاوز أي خط أحمر، بل ما زلنا عند الخطوط البرتقالية فقط، وما قدمناه هو صورة المجتمع الذي يعاني بالفعل من مشاكل علينا كشفها كي لا تكون الدراما للتسطيح فقط، إنما كي يكون لها دور في خلق وعي جديد وناقد لدى الجمهور المتلقي أو لا يكون لها هذا الدور. نحن لا نستطيع أن نصوِّر المجتمع وكأنه مجتمع ملائكة، فهذا بحد ذاته كذب لا يستطيع الجمهور متابعته. يفضِّل الجمهور أن يشاهد أناساً يشبهونه، يحبون ويكرهون ويغامرون ويخطئون، هذا ما أردناه ببساطة».
الجدير ذكره أن مسلسل «زمن العار» هو واحد من أكثر المسلسلات شعبية في رمضان الماضي، وقد نال عدداً من الجوائز، وكان قد شارك في كتابته كل من نجيب نصير وحسن سامي يوسف وأخرجته رشا شربتجي.
عمر الأسعد
اكتشف سورية
جانب من حضور الندوة في المنتدى الاجتماعي |
الكاتب نجيب نصير يرد على أسئلة الحضور |
جانب من الحضور |