القدس في عيونهم .. ورسالة اللوحة
09 12
يتابع «اكتشف سورية» فعاليات الملتقى الدولي التشكيلي: القدس في عيونهم، وبينما ورش الرسم والإبداع لا تزال تتصاعد وتائرها لتكشف عن لوحات ورؤى تنضح من أعماقها وعلى سطوحها الكثير من الحرارة والألم المنسكبين على مشهد قداسة القدس الموضوعة على المذبح اليومي لهمجية لا تتوقف عند حدود.
«اكتشف سورية» التقى في اليوم الثالث عدداً من الفنانين المشاركين مستطلعاً الدافع وراء مشاركتهم في هذا الملتقى، وكيف ينظرون إلى القدس، وكيف تصبح اللوحة رسالة فن ومواجهة من وجهة نظرهم.
عمر حمدي – فنان تشكيلي سوري: «اللوحة حدث، مغامرة، مثل القدر: أنا لا أستطيع أن أفصل بين الكلمة والصورة، أي اللوحة التي أرسمها، فطريقتي في الحياة هي واحدة بدءاً من الأكل والنوم وانتهاءً باللوحة، فأنا أرسم ما أفكر به بلغة تشكيلية. القدس بالنسبة إليّ أكثر من حدود مدينة، القدس مكان يلتقي فيه التاريخ، وهي اليوم تعيش أزمة تاريخ ولا يحل هذه الأزمة سوى التاريخ نفسه. في هذا الملتقى نتعلم أن القدس مدينة لكل العالم، بعيداً عن الحدث اليومي، من تهديد وصراع ودعاية، فالفن يبقى شهادة عصره وسيأتي اليوم تعود فيه القدس كما كانت بوابة مفتوحة على كل الثقافات الإنسانية، ورمزاً للسلام، ورمزاً لهذا الواجب الذي نحمله معنا وفينا أينما كنا، ما يهمني هو هذا البعد الإنساني وإظهاره كشهادة عصر. أما عن مشاركتي في هذا الملتقى فهي تعكس كل هذا الفهم، ومن هنا أيضاً تقول لوحتي بصرياً وروحياً ما أشعر به، ويمكن للمتلقي أياً كان التواصل مع هذه اللوحة، لأن فهماً ما لا بد وأن يجمعه مع اللوحة».
ريما سلمون – فنانة تشكيلية من سورية: «نحن دائماً نشارك أهلنا في فلسطين ونتقاسم معهم الهم والألم والمشاعر والحلم، وفوق هذا الكثير، وهذا واجب علينا. وهذا الملتقى يأتي بهذا المعنى من المشاركة والواجب في الوقت نفسه، للوقوف إلى جانب شعب ومدينة، فالقدس هي فلسطين وهي البلاد العربية، وتحتوي في دواخل تربتها وحجارتها جذور الإنسانية جمعاء، فهذه المدينة كانت مهداً للأديان السماوية، وهي تتعرض لأشرس حملة تصفية عنصرية همجية عبر التاريخ، فكيف لا نشارك. إن هذه المشاركة من الفنانين السوريين والعرب والأجانب وتحت عنوان «القدس» ستكون شرفاً نحمله، كي نجعل من هذه المشاركة رسالة ودعوة وتحريضاً للبشر في مختلف أنحاء العالم، أن يروا القدس بعيونهم هم أيضاً، لأن القدس تعنينا جميعاً».
بهرم حاجو – فنان تشكيلي سوري: «صحيح أن لديّ الجنسية الألمانية، لكن أكثر ما أحب أن يقال عني هو أنني سوري، فأنا سوري حتى العظم، وقضايا سورية تهمني بالدرجة الأولى مقارنة مع أي شيء آخر في هذا العالم. مشاركتي في هذا الملتقى تأتي من هذا المفهوم، فللمشاركة رؤية وطنية يحملها معنى القدس، ولطالما كانت القدس وستبقى امتداداً لهذه الأرض، فهي لكل الأوطان، أو ليست القدس إسلامية؟ كما أنها منطلق باقي الأديان، ومن هنا فهي مدينة إنسانية وعالمية. وهكذا لم أتردد أبداً عندما وجهت لي الدعوة، لأنني عرفت أنني أستطيع أن أعبر أصدق التعبير من خلال لوحتي عما تعنيه القدس لي، وهذا الصدق الذي أستطيع أن أصوره وأعكسه، خصوصاً والقدس تتعرض لكل هذا الذبح اليومي على مسمع ومرأى من العالم! اللوحة لدي تكون رسالة ومرآة للمدينة وكيف أراها وأشعرها وللآخر كضمير أيضاً».
محمد شعلان – رئيس قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية: «حرصت على الحضور إلى هذا الملتقى بسبب اعتزازي بدمشق كمدينة عربية لها عمق ثقافي يلمسني تماماً من الداخل، وقد تعرفت إلى هذا الإحساس من خلال مشاركتي الماضية في ملتقى القلعة الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة. القدس ومالها داخلنا من إحساس مؤلم والتزام داخلي، والتي تعني شرفاً داخلياً في وجدان كل مواطن عربي، وللفن رسالة التعبير عن قضايا المجتمع ليبقى للتاريخ والأجيال القادمة. وهذا الملتقى يتيح فرصة لللقاء الحميمي بين الفنانين المشاركين والذين قدموا من مختلف البلدان، ليعبروا عن قضية واحدة هي القدس».
محمد الجالوس - من الأردن: «ما يهمني بهذا الملتقى هو اللقاء بهذا العدد من الفنانين، وتكمن أهمية الملتقيات بتبادل الأفكار والتعرف إلى التقنيات والأساليب والاتجاهات. كما يأخذ هذا الملتقى أهمية كبرى من ارتباطه بمدينة عزيزة علينا وهي القدس، هذه المدينة العربية الإسلامية المهددة بفقدان الهوية، ومن هنا فهذا الملتقى يأخذ شكلاً غير تقليدي ويصب في خانة الدفاع عن المدينة المقدسة، وإيصال رسالة إلى العالم حول ما تتعرض له من تهديد».
هاشم أحمد الرفاعي – مدير إدارة الفنون التشكيلية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت: «أنا سعيد جداً بأن أكون متواجداً في سورية الحبيبة، ونظراً لوجودها في قلبي أتردد كثيراً عليها، وذلك لطيب أهلها وكرمهم. هذه المشاركة تلبية لدعوة من وزارة الثقافة للمشاركة مع الإخوة الفنانين للاحتفاء بالقدس كعاصمة للثقافة وشرف لي أن أشارك بهذا الملتقى الذي يتحدث عن القدس كمدينة إسلامية ومسيحية، القدس هي فعلاً كذلك، وهي تمتلك هذا التراث الثقافي العالمي الذي يتعرض للتدمير ومحاولة إزالة صبغتها الإسلامية لصالح العنصرية الصهيونية، ومشاركتي هنا تجعلني أقترب أكثر من هذه المدينة التي حرمنا من رؤيتها، وبهذه المشاركة نكون أكثر تواصلاً مع أهلنا وقدسنا».
مريم محمد عبد الكريم الزدجالية – مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية: «لبيت دعوة وزارة الثقافة للمشاركة في هذا الملتقى، وقد شاركت في الملتقى الماضي في الشهر السابع، هنا أعتبر مشاركتي هامة لأنها تعبر عن قضية تعني كل فرد في الوطن العربي وكل مسلم في العالم، فأن تكون القدس في عيوننا فهذا هو الطبيعي لأنها في قلوبنا في الأساس، كمدينة تمس وجدان كل إنسان بكل ما تحمله من رمز ودلالة. أعتقد أن الفن والثقافة يستطيعان أن يضيفا إلى صوت الحقيقة، لا يمكن إغفال تقديم الشكر للجهات الراعية والمنظمة لهذه الفعالية الهامة، ولكل من ساهم فيها».
شيماء أشكناني – مشاركة من الكويت: «دورنا كتشكيليين عرب وكويتيين أن نشارك القدس شعورنا من خلال اللوحة، خصوصاً مع ما يجري في القدس. فالقدس تعنينا كمسلمين ويمكن اعتبارها قضية جوهرية وطنية لكل الدول العربية، هي قضية وطن عربي وقضية إسلامية وحضورنا ومشاركتنا في هذا الملتقى هو تأكيد لما نؤمن به».
عمار حسن
اكتشف سورية
الفنان عمر حمدي أثناء الرسم |
الفنان عمر حمدي أثناء الرسم |
الفنانة ريما سلمون أثناء الرسم |
هيام مصطفى قبلان:
العنوان لوحده له عدة دلالات ، ممّ يؤكّد أنّ القدس كانت وما تزال في عيون الفنانين ليست فقط مكان وانما حضارة ، ونضال ، وقاسم مشترك لكل الدول العربية ، فها نحن هنا نشاهد مشاركة لفنانين من :سوريا ، مصر ، الأردن ،الكويت، وعمان ،، كلهم اجتمعوا في هذا الحدث ليعبّر كل واحد منهم عن القدس وكيف يراها بعين الفنان والانسان قبل كل شيء من خلال لوحاته وانتمائه اليها .
حقا القدس ستبقى مهد الحضارات والديانات مهما حاول الغزاة تدمير تراثها الثقافي .
أحييك الاعلامي / عمار حسن لأسلوبك المميز في طرح الموضوع ومقدمتك المدهشة كما وأحيي كل الفنانين المشتركين والى الأمام .
هيام مصطفى قبلان
شاعرة ، ناقدة وروائية/ فلسطين
فلسطين / عرب ال 48
ibrahim jalal. :
bravo les artistes c'est tres bien
france
france