مروان قصاب باشي وعبد الرحمن منيف في غاليري تجليات
08 12
حكايات وغلاف، لقاء وحوار يتجدد
اُفتتح مساء اليوم الاثنين 7 كانون الأول 2009 في غاليري تجليات بدمشق معرضٌ للفنان التشكيلي مروان قصاب باشي بعنوان »حكايات وغلاف«، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الأديب عبد الرحمن منيف، حيث قدَّم مروان أكثر من 130 عملاً كان قد أنجزهم أثناء صداقته مع الروائي منيف، فمؤلفات منيف جميعها تحظى بأعمال لقصاب باشي على أغلفتها، مما يؤكد على أن علاقة الصداقة التي ربطته بمنيف كانت تثمر على الدوام إبداعاً لا يزال حاضراً وشاهداً على مدى التفاهم والتناغم بين الصديقين منيف ومروان. وفي السياق ذاته، يكون هذا المعرض كلقاء آخر وجديد.
«اكتشف سورية» حضر الافتتاح، وتوجه للسيدة سعاد منيف -أرملة الأديب الراحل- لنشاركها شعورها بهذا اللقاء الجديد بين منيف ومروان، حيث قالت: «عبد الرحمن لم يغادر ولا يزال حاضراً. ولكن بالرغم من ذلك، فإننا نشعر أنه رغم الكتاب الذي عملنا على إصداره عام 2008، والذي يتحدث فيه الكثير من الأدباء والفنانين عن منيف، إلا أن الذكرى الخامسة وحسب اقتراح السيدة ميساء الشهابي -مديرة غاليري تجليات- بأن تكون هذه الذكرى مناسبة أخرى للقاء مروان بمنيف، كامتداد على تلك الحوارية والصداقة المميزة التي جمعتهما، وهو ما أثار إعجاب مروان وتشجَّع له للغاية، فقد كان منيف من أكثر الأدباء قرباً للفن التشكيلي. إن هذا المعرض اختصار لمدى فهم مروان لرواية منيف، بحيث غطت رسومه أغلفته الروايات التي كتبها منيف. لقد كانت علاقة مروان بمنيف مميزة إذا تشاركا إبداع بعضهما الآخر، فمروان تشبَّع بكلمة منيف وكذلك فعل منيف إذ تشبَّع باللون والصورة لمروان، وهذا التناغم استمر حتى بدون اتصال مباشر وعبر الرسائل وغيرها، فقد بقيا يتشاركان بالفكر والفن ولم ينقطعا حتى وفاة منيف. إن هذا المعرض تأكيد وشهادة على هذا الصداقة المستمرة».
ثم التقينا عزة منيف -ابنة الأديب- لنعرف كيف تتفاعل مع هذا اللقاء الخاص بين هذين المبدعين، فقالت: «منيف لا يزال بيننا، وهذه العلاقة التي جمعته بمروان لا تزال مستمرة لكونها علاقة استثنائية، وهي رغبة بأن تستمر رسالتهما حتى برحيل منيف، والدي لا يزال يرافقني. إنني أرى هذا المعرض استمراراً لهذا الحضور. إن هذه الصداقة بين مروان ومنيف ليس لها حدود وقد تجاوزت البعد الزمني، فمروان لم يتأخر على صديقه أبداً، وعلى الرغم من مرضه فقد حضر مروان من ألمانيا ليلتقي صديقه بهذا المعرض».
أما التشكيلي إحسان عنتابي فقد رأى «أن هذا المعرض دلالة على وحدة المفهوم الإبداعي، فعندما يكون المبدع حقيقياً بعمله فإنه يستطيع أن ينفتح على أقنية إبداعية أخرى كالكتابة والموسيقى والشعر. إن العمل الإبداعي واحد، وهذا المعرض يعكس هذا التفاهم الإبداعي بالرؤية، فمروان لم يرسم لعبد الرحمن وعبد الرحمن لم يكن يكتب لمروان، لكن هناك اتفاق ضمني بينهما على مفهوم الفن والإبداع، وهذا المعرض أشبه بالتواصل والتقاطع بين أنواع الإبداع لفهم أكثر».
عن التوافق بين قطبي هذا المعرض، حدَّثنا الأديب والناقد التشكيلي خليل صويلح: «يستمد المعرض أهميته من اشتباك نص سردي مُنجز وخطوط تشكيلي مهم مثل مروان، خصوصاً أنه على اطلاع عميق على تجربة منيف. إنه عالم بلا خرائط حقاً، ينفتح على احتمالات لا تُحصى، واللافت هنا أن نص منيف يتحول لونياً إلى إشارات مكثفة ومشبعة بالدلالات».
أما يد الله ملايري الطالب الإيراني الذي يعمل على انجاز رسالة دكتوراه يقارن فيها بين عبد الرحمن منيف والروائي الإيراني أحمد محمود. سألناه عن رأيه المواضع التي تكمن فيها أبرز المحطات في المسيرة الروائية لمنيف المتقاطعة مع الفن التشكيلي، فأجاب: «في أحد كتبه وهو "عمان في الأربعينيات"، كان منيف قد زين نصوصه ببعض الرسوم التي رسمها هو، وهذه علاقة مباشرة. أما علاقة منيف مع الفن التشكيلي، فهناك روايته "أرض السواد" التي تحكي عن تاريخ العراق، وفيها شخصية نحات، وقد وُجدت هذه الشخصية في الرواية بسبب علاقة منيف المتقدمة مع الفن التشكيلي. كذلك هناك علاقة بين النص الروائي والتشكيل بشكل واضح ومتفاعل في روايتي "أم النذر" و"حين تركنا الجسر"».
.
عمار حسن
اكتشف سورية