نذير إسماعيل في غاليري قزح بدمشق القديمة
14 10
برعاية وزارة الثقافة اُفتتح ليل الاثنين 12 تشرين الأول 2009، معرض للفنان التشكيلي نذير إسماعيل في غاليري قزح في دمشق القديمة، ضم المعرض أكثر من أربعين عملاً فنياً وبمقاسات مختلفة، تناول فيها الفنان إسماعيل البورتريه كعنصر أساسي في مجمل اللوحات التي قدمها، إضافة لتنوع الخامات التي استخدمها في صوغ أعماله واستخدامه للكولاج في بعض اللوحات.
توزعت الأعمال الفنية على كافة قاعات غاليري قزح، مما شكل فضاءً مفتوحاً ورحباً لمشاهدة الأعمال الفنية بشكل مريح، إضافة لعرض فيلم تسجيلي عن الفنان نذير إسماعيل من إعداد وسيناريو غازي عانا وإخراج عدي حمّود.
قدم الفيلم التسجيلي لمحة عن الفنان الكبير نذير إسماعيل وكيفية تعاطيه مع العمل الفني، مبرزاً بدايته في استخدام اللونين الأبيض والأسود وأهمية هذين اللونين في تكوين فكرة شاملة عن عالم الألوان الواسع.
ومما جاء في هذا السياق يقول الفنان نذير إسماعيل: «جزء من بداية تجربتي الفنية كانت من خلال الأبيض والأسود، فقد عملتُ أكثر من 10 سنوات معتمداً على الأبيض والأسود، لأقدم أكثر من معرض فني معتمداً على هذين اللونيين فقط».
ويضيف الفنان إسماعيل من خلال الفيلم التسجيلي فيقول: «من خلال اعتمادي على الأبيض والأسود في بداياتي أصبحت قادراً على رؤية فروق القيمة اللونية، فعندما بدأت في استخدام الألوان استطعت أن أفرق في درجات اللون حتى في الخط الواحد أو المساحة».
ويضيف في مقطع آخر من الفيلم قائلاً: «استخدام اللون يعود في بعض الأحيان لمزاجية الفنان حيث يتبع اللحظة التي يعمل بها وأحياناً تخدعه هذه المزاجية، وإذا كنت تريد أن تشاهد القيمة اللونية لأي لوحة وجب عليك تصويرها بالأبيض والأسود».
ليكمل في مقطع آخر: «أنا أعمل بطريقة تعبيرية، محاولاً نقل الحالة النفسية والشعورية عبر اللون والخط والجو العام للوحة، لا أريد أن أحكي قصة وجه عبر تفاصيله الكاملة، بل أحاول فتح نافذة الحوار مع الحالة الإنسانية».
وفي سؤال لـ «اكتشف سورية» عن أهمية دعم الفنانين التشكيليين الشباب قال الفنان الكبير نذير إسماعيل: «دائماً الشباب هم الصورة الثانية والمستقبلية للفن، لذا من المهم أن نهتم بهم ونسلط الضوء على الجانب الإيجابي الذي يختزنوه، يجب أن نفتش عنه ونقويه وندعمه فهذه هي مهمتنا التي يجب أن نؤمن بها، يجب أن نحاورهم ونمد لهم يد العون عن طريق حوار مفتوح ودائم وصادق، فللمحيط تأثيره المباشر على شبابنا ويمكن أن يكون لهذا المحيط تأثيره المباشر على شخصيتهم، لذا يجب أن نعزز لديهم خياراتهم التي يؤمنون بها ونساعدهم في تنمية رؤيتهم المستقلة عن الآخر. في النهاية أريد أن أقول لكل التشكيليين الشباب ارسموا ما تريدون أنتم وليس ما يريد الغير».
كما حاور «اكتشف سورية» العديد من الفنانين التشكيليين الشباب الذين تحدثوا عن مدى تأثرهم بتجربة الفنان الكبير نذير إسماعيل، فتعبر الفنانة التشكيلية بشرى مصطفى عن سعادتها لحضور حفل الافتتاح قائلة: «للأستاذ نذير إسماعيل خبراته وتجاربه الطويلة، ونحن كجيل جديد مهتمون بمشاهدة أعماله الفنية كونه ينتمي لجيل سبقنا في عالم الفن التشكيل السوري. من الصعب أن أتكلم عن أعماله فتجربتي ما زالت في بداياتها، ولكن أستطيع القول أنه ومن خلال تجربته المهمة في رسم البورتريه، أعطى حالة تعبيرية خاصة جداً لرسم الوجه، والذي يعتبر العنصر الأساسي في لوحاته. ما نسعى إليه كجيل جديد في الحركة التشكيلية هو حضور معارض الفن التشكيلي لكبار الفنانين التشكيليين السوريين وذلك لخلق حالة من التواصل والحوار والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم التي أسست قاعدة متينة للفن التشكيلي السوري».
أما الفنان التشكيلي خالد فاضل (خريج 2007، قسم الحفر والطباعة) فأضاف: «الأستاذ نذير إسماعيل من الفنانين التشكيليين الذين أسسوا لـسورية مكانة خاصة على خارطة الفن التشكيلي العالمي، وذلك لتجربته الطويلة والمستمرة في عالم الفن التشكيلي. لقد تعودنا على رؤية البورتريه كنتاج فني لكثير من الفنانين التشكيليين، ولكن يبقى لريشة الأستاذ نذير إسماعيل سحرها ونكهتها اللونية الخاصة، فلكل لوحة من لوحاته زخمها وخصوصيتها الفنية، وذلك لتنوع اللون والخط والخامة التي يعمل عليها. فمن خلال خبرته الطويلة في عالم الفن التشكيلي واستمراريته في العطاء يقدم لنا رؤية جديدة لمفهوم البورتريه».
من جانبه يقول الفنان التشكيلي شادي العيسمي: «للفنان الكبير نذير إسماعيل مكانته الخاصة، فهو الأب الروحي ومرشدنا الفني الذي وقف إلى جانبنا بشكل مستمر في ورشة الحفر التي أقامها غاليري قزح وما زالت مستمرة لهذه اللحظة. وأريد أن أذكر مقولة له قدمها كنصيحة لنا في ورشة الحفر وهي "في النهاية يوجد شخص سوف يتذوق عملك الفني وسيشتريه لذا لا تسيروا مع الموجة السائدة في سوق الفن فلكل لوحة متذوقها الذي سيقتنيها". هو فنان رائد في المدرسة التعبيرية في سورية، وأنا بشكل خاص معجب بنتاجه الفني الذي يعتمد على البورتريه كعنصر أساسي في لوحاته. بحرفية عالية يشدنا إلى لوحاته التي تتميز ببناء جميل ومتماسك، ففي بعض أعماله الفنية نرى غنى لونياً جميلاً جداً ونعود إلى لوحة أخرى فنشاهد تقشفاً لونياً ولكنه تقشف كريم. هذا إضافة للخامات المختلفة التي يستخدمها في لوحته والتي تساهم في إغناء العمل الفني».
من جهته تحدث السيد سامر قزح صاحب غاليري قزح عن المعرض قائلاً: « صداقتي مع الفنان نذير إسماعيل تعود لأكثر من 20 عاماً مضت، وقد قمنا فيما سبق بإقامة معرض لفناننا الكبير وذلك في سنة 1998، فكان ذلك المعرض من أهم المعارض التي أقيمت في سورية في ذلك الوقت. والفنان نذير إسماعيل من أهم الفنانين التشكيليين على مساحة الوطن العربي والعالم، ويسعدني أن يكون هذا المعرض في صالتنا هذه».
وتابع السيد سامر قزح: «ما يميز تجربته التشكيلية عمله على أحبار وخامات يستخدمها في صياغة أعماله التشكيلية، إضافة لبحثه الدائم عن تقنيات جديدة تخدم تجربته التشكيلية، إضافة للتطور الكبير في استخدامه للكولاج. تجربته التشكيلية غنية جداً رغم اعتماده على رسم البورتريه الذي يختزل من خلاله تعابير إنسانية مختلفة ومتناقضة. وبرأيي تأتي قوة الفنان نذير إسماعيل من خلال خبرة السنيين التي اكتنزها، ومن إحساسه بالمحيط وكيفية ترجمته لكل ذلك من خلال وجه».
يذكر أن المعرض مستمر لغاية 26 تشرين الأول 2009.
مازن عباس
اكتشف سورية


من أعمال الفنان نذير إسماعيل |
من أعمال الفنان نذير إسماعيل |
من أعمال الفنان نذير إسماعيل |