الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
تحت رعاية وزارة الثقافة أقيم في صالة السيد للفنون التشكيلية معرض الفنان نذير نصر الله، يحاول نصر الله من خلال الأعمال المقدمة في المعرض أن يُظهر مجالاً جديداً يتميز فيه بين اختصاصات الفن التشكيلي وهو التصوير، خاصةً وأن الجميع يعرفه كمدرس ومختص في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة. وعن هذا التوجه يتحدث نذير نصر الله إلى «اكتشف سورية» قائلاً: «منذ كنت على مقاعد الدراسة في كلية الفنون الجميلة وأنا أحمل ميلاً إلى كافة التخصصات وأرى في نفسي القدرة على العطاء فيها، لكني أثناء مراحل دراستي في الجامعة وبتأثير أساتذتي في تلك الأيام توجهت إلى دراسة النحت، وهذا لم يكن يعني بالنسبة لي الانقطاع عن التواصل مع باقي الاختصاصات في الفن التشكيلي خاصة التصوير، والذي لعبت البيئة في توجهي إليه دوراً مهماً، فأنا ابن مدينة النبك وأذكر في أيام طفولتي أن هذه المنطقة من ريف دمشق كانت بيضاء بالمطلق وتخلو من الرماديات، يلعب الضوء والظل فيها لعبة السواد والبياض، ما عزز الذائقة والحساسية البصرية تجاه هذه التكوينات التي يتركها هذان اللونان في مخيلتي».
تتوزع لوحات نذير نصر الله في معرضه بين موضوعين يعمل على تجسيدهما، وهما الخط العربي والنوتة الموسيقية التي يعمل عل تدوينها بشكل جديد، وفي هذا الإطار يواصل الفنان حديثه قائلاً: «بالنسبة للنوتة الموسيقية فأنا أراها عبارة عن صمت وضجيج، أما الخط العربي فهو يحمل خصوصية بحد ذاته لأنه يختلف عن الخطوط في اللغات الأخرى مثل اللاتينية وغيرها، فاللغة العربية تحوي في الكلمة الواحدة حروفاً متصلة ومنفصلة وللخطاط الحق والحرية في مد هذه الحروف أو اختصارها، وهذا يعطي خصوصية لكل خطاط، فنراه يوقع في نهاية لوحته ليؤكد أنها له وليست لغيره، أما من ناحية جمع اللوحات للخط والنوتة الموسيقية فهذا يأتي من حالة التوازن التي أتحسسها بين الشاقولي والأفقي في الخطوط، والصمت والضجيج التي تتكون منهما علامات النوتة الموسيقية».
يذهب نذير نصر الله في لوحات الخط التي يقدمها نحو التجريد، فهو يعمل على إيجاد تكوينات وعوالم خاصة لكل حرف من حروف اللغة العربية التي يصورها، وهنا يؤكد: «الحرف هو ملخص للصوت، لذا فأنا أراه بالأساس حالة تجريدية، فلماذا لا نجرد الحرف الذي هو بالأساس تجريد، فنحاول تجريده مرة أخرى لنصل إلى تجريد المجرد».
تنقسم لوحات نصر الله في معرضه بين أعمال منجزة بالأسود والأبيض، وأعمال أخرى تغتني بعجينة لونية وتتراكم فيها الألوان، وهو يقول في هذا الشأن: «هذا الإحساس الداخلي أعمل على ترجمته من خلال الأسود والأبيض، وأنا أعتبر التعامل مع هذين اللونين وإنجاز العمل وتقديمه من خلالهما أصعب من تقديمه بالألوان من وجهة نظري الخاصة، لأن الأبيض والأسود هما لونان صعبان في الدلالة والتكوين واللقطة، ومن هنا تنتج الحساسية في التعاطي معهما وفي تقديمهما للمتلقي في العمل الفني».
عمر الأسعد
اكتشف سورية
المشاركة في التعليق