الحصان الجامح يشق طريقه من غاليري مصطفى علي في دمشق
23 آذار 2017
.
متنقلا مابين العالم الزائل وعالم الخلود الذي لا يكل بالبحث عن بوابته السحرية، ها هو النحات مصطفى علي يضرب بعرض الحائط مادة البرونز التي أحبها لنبلها، متمرداً على الخشب الذي طالما ما سلمه مفاتيح أسرار دفئه، ها هي صفائح الكروم تلتوي طواعية اليوم بين يديه، على الرغم من أنها أقوى من الحديد بثلاثة مرات، في تجربة هي فريدة من نوعها في عالم النحت، مستخدماً عملية التجميع باللحام .. إنها قصة الحصان الجامح التي ستتعرفون على تفاصيلها مع «اكتشف سورية» من خلال لقاء النحات مصطفى علي في محترفه العريق بدمشق القديمة:
يحدثنا التشكيلي مصطفى علي عن عمله قائلاً : «العمل ينطلق من فكرة العمل على مادة الكروم قطع مُجزَّأة، ويلعب الفراغ والهواء دوراً مهما في تكوين العمل الفني لخلق روح جديدة في تقديمها.. بداية الفكرة المبتكرة كانت من خلال منحوتة "انطلاقة" ذاك الشخص العملاق الذي يسبح في الهواء متحرراً من قيود الجاذبية رغم ثقل المادة التي خُلق منها، يدفعه الأمل في عالم متجدد نحلم به جميعاً.. العمل لاقى استحسان وإعجاب الناس بشكل لافت مما دفعني لتكرار التجربة في منحوتة اليوم».
ويضيف: «إن مادة الكروم التي عملنا عليها والتي تستخدم في الصناعات الثقيلة والتعدين لم يسبق للنحاتين التعاطي معها في التكوينات الفنية من قبل، لذلك يعتبر الخوض في هذه المادة مغامرة لا يقدر مدى سحر شغفها إلا حدس فنانٍ ذو مخيلة، لا تملك المادة الصماء إلا طواعية أنامله التي تستشف الجمال من أي مادة تلامسها، فإن انعكاس الضوء وتكسره على سطح مادة الكروم وتخلل الهواء الذي فرضه الفراغ بين اوصال أجزائه الملتحمة كانت غاية جمالية خاصة في حد ذاتها لهكذا نوع من الأعمال الفنية».
وعما اذا كانت المادة سبباً في الحجم الكبير للمنحوتتين قال: «منذ البداية اقوم بانتاج أعمال عملاقة كان جلّها من مادة الحديد ومن ثم من مادة الخشب وصل البعض منها لإرتفاع 12 متر، التصالح مع المادة ودراستها بشكل كافٍ يجعلها مطواعة بحيث تؤدي وظيفتها بإيصال الحالة التعبيرية للمشاهد والموالفة معه لتصل لروحه الداخلية.
وبالعودة لمنحوتة انطلاقة التي انبثق منها فكرة الحصان الجامح يقول الفنان مصطفى علي: «من رحم هذه الأمة وأكوام الدمار والخراب الذي خلفته وراءها وانهيار كل القيم والمبادئ حاولت تشكيل هذا المارد السوري الذي قام ململماً شظاياه من بين الأنقاض منطلقاً بقوة نحو السماء نافضاً عنه كل هذا الركام تدفعه قوة الأمل لتجاوز كل العقبات الصعبة لانطلاقة جديدة».
الجدير ذكره أن منحوتة الحصان العربي هذه ستغادرنا إلى دبي للإقامة الدائمة على مضمار سباق الخيل ضمن حدث رياضي يقيمه نادي البولو هناك.
زين .ص الزين | تصوير:عبدالله رضا
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
التشكيلي مصطفى علي |
منحوتة الحصان الجامح في غاليري مصطفى علي |
منحوتة الحصان الجامح في غاليري مصطفى علي |