الأحمد في مؤتمر صحفي: على العالم تحمل مسؤولياته اتجاه تدمر
23 كانون الثاني 2017
.
ناشد وزير الثقافة محمد الأحمد المجتمع الدولي على تحمل مسؤلياته اتجاه الجرائم التي يركتبها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق الأوابد التاريخية في مدينة تدمر خاصة بعد قيامه يوم الجمعة 20 كانون الثاني بنسف واجهة مسرح تدمر الأثري والتترابيل، وذلك خلال المؤتمر الذي اقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ممثلة بالدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار، وبحضور لافت من وسائل الإعلام المحلية والدولية في القاعة الشامية بـالمتحف الوطني بدمشق.
جاء في تصريح السيد الوزير: «إن ماجرى في تدمر هو أمر متوقع فهؤلاء الدواعش يعلمون تماماً أنهم سوف يغادرون تدمر قريباً جداً، لذلك يستغلون ما بقي لديهم من وقت في هذه المدينة العريقة والعظيمة حضارياً وثقافياً وإنسانياً لتدمير ما يمكن تدميره، .. أطمئن الجميع بأن حال الآثار في سورية مازال جيد فقد قمنا بحمايتها عبر المديرية العامة للآثار والمتاحف التي قامت بجهود حثيثة لصون آثارنا من الخراب».
وأضاف: «جميعنا نعلم أن مسح هويتنا الحضارية هو مطلب وحلم صهيوني بامتياز يسعى لتحقيقه من النيل إلى الفرات.. كلنا نعرف ما حدث ليلة سقوط بغداد حيث استُهدف المتحف العراقي بدلا من الأبنية الحكومية لمحو ذاكرة العراقيين، كذلك الأمر في مصر الذي قام الطلاب بحماية متحفهم من النهب والسرقة».
وتابع بالقول: «هناك الكثير من الجهات من المجتمع الدولي أبدت وقوفها إلى جانبنا كمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" وكذلك مؤسسة الآغا خان، واعتقد أن المقبل من الأيام سيحمل مفاجآت طيبة.. ما يهمنا في الوقت الراهن هو خروج «داعش» من تدمر وبمجرد دحرهم سنعمل على عودة الإعمار والترميم وصيانة الأماكن المتضررة.. أما نسبة الأضرار التي اصابت المدينة فلم تتوفر لدينا حتى اللحظة ارقام محددة لكن استطيع القول أن الصورة بشكل عام مرضية إلى حد كبير».
وعن الدول الغربية الداعمة للإرهاب قال: «لم يرق لدول كثيرة في الغرب ولا لدول في الشرق ان يكون لسورية نهج مستقل وقيم وحضارة تدافع عنها، لهذا قام هذا الحلف بينها فأرسلت كل حثالة الأرض من أجل تحطيم إرادة الشعب السوري وجره إلى اتون التبعية والارتهان لإرادة مستعمرى القرن الحادى والعشرين وكان هدفهم تدمير كل ما له علاقة بحضارة سورية وما يدل عليها وعلى عراقتها.. فتطاولوا على أوابدها وتحفها بل ودمروا ايضا المدارس والمساجد والكنائس».
وبيّن الأحمد: «كنا دائما نحن السوريين على يقين بان بلادنا ستتعافى وتخرج من هذه الحرب الطويلة الظالمة ولدينا جميعا عمل ضخم نوضح من خلاله ان سورية التى ظلت دائما مهدا للحضارات لا يمكن أن يحولها أحد إلى ساحة لتسويق افكار اجرامية متخلفة» مبينا أن المؤسسات الثقافية في سورية وعلى رأسها المديرية العامة للاثار والمتاحف لديها عمل مهم لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور والمتحرر نحو عالم أرحب وأكثر إشراقا بالتوازي مع الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب.
وأشار الوزير إلى أن ما يحدث في تدمر هو رد على انتصارات الجيش العربي السوري في مدينة حلب، كما ذكر أن قيام الإرهابيين بقطع المياه في وادي بردى عن العاصمة دمشق وقصف المدنيين في أغلب المدن السورية هو انعكاس لهذه الانتصارات ورد فعل لهزائم المجموعات الإرهابية المسلحة على كامل الأرض السورية.
الدكتور مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف في تصريح منه قال: «هناك إجراما مقصودا بحق التراث العالمي في سورية تنتهجه «داعش» الإرهابية بتفجير الآثار المدنية باعتبار أن تدمر من أمهات المواقع في التراث العالمي المُدرجة لدى اليونيسكو، نحن نتطلع إلى المجتمع الدولي من خلال نداءاتنا المتكررة أن لا يكون هناك تقاعس وتخاذل في معركة تحرير تدمر التي تحتاج إلى تضامن عالمي في إنقاذ المدينة .. عند التحرير الأول وجدنا أن 80% من الآثار مازالت بحالة جيدة، لذلك نأمل أن يكون التحرير الثاني في القريب العاجل، لأننا ندرك أن بقاء هؤلاء المجرمين في المدينة الأثرية سيجعلنا نعيش رعبا وكابوساً من تدمير كامل المدينة، ففي المرحلة الأولى فجروا المدافن والمباني الدينية والآن انتقلوا إلى تدمير الآثار المدنية لأنهم يحملون فكراً معاديا للتراث الثقافي في تدمر».
وأضاف: «إنقاذ مدينة تدمر يقع على عاتق المجتمع الدولي أجمع فعندما نقول أن التراث الثقافي السوري تراثاً عالمياً إذا هناك مسؤولية عالمية .. للأسف هناك تخاذل في الدفاع عن المدينة .. نحن لا نفهم كيف تسمح طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تحلق في سماء سورية على مدار الساعة والتي تدَّعي محاربة «داعش» لم تقم بأي مؤازرة للدفاع عن المدينة وصد هجوم «داعش» الذي تم تحت مرأى أعين اقمارهم الاصطناعية .. نحن نخشى مزيداً من الكوارث والفواجع قد تحل على مدينة تدمر سوف تلاحقنا على مر الأجيال القادمة .. لذلك ومن خلال هذا المؤتمر نأمل إيصال صوتنا للمجتمع الدولي .. لقد أنقذنا بجهودنا الوطنية أكثر من 90% من تراثنا الثقافي وتم نقله إلى أماكن آمنة ونتطلع لمزيد من التضامن العالمي بدلاً من التهجم علينا فنحن في مواجهة معركة تُشّن على العالم كله وليس سورية فقط على اعتبارها معركة ثقافية وليست سياسية كما تصورها بعض الدول التي تحمل خطابا معاديا لنا».
وأكد مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم أن ما يطرح من مشاريع وصاية دولية على الآثار السورية مرفوض جملة وتفصيلا متسائلا كيف يمكن للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والذي تشارك بلاده بالحرب ضد سورية أن تمارس حكومته مثل هذه الوصاية وتحمي التراث الثقافي السوري.
وأشار عبد الكريم إلى أن الحكومة الفرنسية من أكثر الحكومات التي تمارس الضغوط وتعمل على الحد من نشاط المديرية العامة للآثار والمتاحف على الساحة الأوروبية موضحا أن قوانين الآثار السورية واضحة ونحن ملتزمون بها.
ورأى عبد الكريم أن التنسيق بين سورية والعراق ضرورة لمواجهة هذه المحنة التي يتعرض لها التراث الثقافي في بلدينا.
زين .ص الزين
اكتشف سورية
من المؤتمر الصحفي لوزراة الثقافة عن تدمير داعش لآثار تدمر |
من المؤتمر الصحفي لوزراة الثقافة عن تدمير داعش لآثار تدمر |
من المؤتمر الصحفي لوزراة الثقافة عن تدمير داعش لآثار تدمر |