ندوة تكريمية للدكتور عفيف بهنسي تقديرا لمسيرته الغنية بالعطاء والإبداع
30 أيلول 2016
.
تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة والغنية بالمئات من اللوحات التشكيلية والمؤلفات العربية والعالمية أقام اتحاد الفنانين التشكيليين ندوة تكريمية للفنان الدكتور عفيف بهنسي الذي يعد من أبرز وأهم المشتغلين في مضمار علوم الفنون الجميلة في سورية والوطن العربي.
وتضمنت الندوة التي أقيمت في صالة لؤي كيالي معرضا تشكيليا لمجموعة من أهم الفنانين التشكيليين السوريين وهم محمد غنوم ونذير إسماعيل وأنور الرحبي ومحمود جوابرة الذين قدموا لوحات تشكيلية في لفتة تكريمية للفنان بهنسي الذي قضى حياته في خدمة الفن التشكيلي السوري وتخرج على يديه جيل سوري أغنى الحركة التشكيلية السورية لقرون.
ورافق الندوة عرض فيلم وثائقي استعرض حياة الفنان بهنسي منذ عام 1963 وتضمن طفولته وحياته الفنية وعطاءاته الكبيرة ومؤلفاته التي أغنى من خلالها المكتبة الفنية السورية والعربية والعالمية بأهم المؤلفات والتي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية إضافة إلى عرض لبعض لوحاته ومنحوتاته ومؤلفاته.
الناقد سعد القاسم أوضح أن مؤلفات الدكتور بهنسي تبلغ نحو 100 مؤلف ترجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية مبينا أن عمله في مجال النحت كان عملا مذهلا وعظيما يصعب على أي باحث حصره سواء في مجال عمله مع البعثات الأثرية أو إنشاء متاحف حديثة وتطوير المتحف الوطني وكذلك في مجال البحث الأثري.
الفنان التشكيلي الدكتور طلال معلا عبر عن سعادته في المشاركة بهذه الندوة حيث استعرض علاقته بالفنان بهنسي مضيفا إن هناك في كل عصر من العصور رجالا يأتون لكي يحققوا أمرا من الأمور على الطريقة التي قام بها الدكتور بهنسي الذي لم يؤلف فقط في الفنون وإنما ألف في المعارف والآثار والعمارة وغيرها.
واعتبر معلا أن تكريم قامة كبيرة كالدكتور بهنسي ليس تكريما لشخصه وإنما لأفعاله وهذا التكريم هو تكريم للمستقبل الذي بدأ منذ نعومة أظفاره بسد فجوة مهمة في الثقافة البصرية في سورية وهي فترة الستينيات التي شهدت تاسيس الحداثة على المستوى النظري من خلال ما كتبه بهنسي في تلك الفترة حيث استطاع قلب المفاهيم الاسطورية إلى مفاهيم علمية في مجال الآثار في العالم.
بدوره شكر الفنان بهنسي اتحاد الفنانين التشكيليين على هذه اللفتة الكريمة موضحا أنه كان واحدا من الذين رافقوا كوكبة من الفنانين التشكيليين الكبار الذين نذروا أنفسهم لكي يقدموا إنتاجا ينتسب إلى حضارتنا الحديثة ويحققوا الهدف الذي انشئت من أجله المؤسسات الثقافية في سورية مضيفا «ليس أي عمل نقوم به هو منة على الوطن لأن كل إنسان يقوم بدوره في بناء هذا الوطن وكل إنسان قادر على خلق الظروف التي تمكنه من المساهمة في بنائه».
وتابع بهنسي «تعاملت مع دور النشر في جميع أنحاء العالم وأكبر دور نشر في العالم ومع المنظمات الدولية منها منظمة اليونيسكو التي أصدرت لي خمسة كتب لأنني أردت أن يكون هذا الإنتاج متاحا للناس جميعا من خلال أكبر بوابة ثقافية في العالم».
وختم حديثه بالقول: «يجب أن نعرف تماما أن اللبنات الأولى التي استطعنا أن نقوم بها لم تكن سهلة ولكن مع ذلك كان هناك من يتفهم أننا نملك كل الإمكانيات وكل الطاقة لأننا لدينا التاريخ والحضارة التي يجب أن نسترجع كل مقوماتها لنستعيد إمكانياتنا وهويتنا لكي نقدم للعالم أشياء جديدة تتفوق عما قدمناه في الماضي».
بدوره قدم رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور إحسان العر درع الاتحاد إلى بهنسي تقديرا لعطاءاته وجهوده الكبيرة في إغناء المكتبة الفنية السورية والعربية والعالمية بعشرات الكتب والأعمال الفنية والنحتية.
يذكر أن الدكتور عفيف بهنسي من مواليد دمشق عام 1928 حصل على إجازة في الحقوق ودبلوم العلوم الإدارية من جامعة دمشق ونال الدكتوراه في تاريخ الفن من جامعة السوربون عام 1964 بدرجة مشرف جدا وحصل على دكتوراه الدولة من جامعة باريس السوربون عام 1978 بدرجة مشرف جدا وتسلم العديد من المناصب منها أول مدير للفنون الجميلة والمدير العام للآثار والمتاحف وهو مؤسس وأول نقيب للفنون الجميلة وعضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب ومؤسس عدد من المتاحف ومؤسس كلية الفنون الجميلة ومراكز الفنون التشكيلية ويحمل 13 وساما رفيعا من دول مختلفة ويحمل العشرات من شهادات التقدير.
اكتشف سورية
sana