إسماعيل نصرة و وائل دهان في «جدل ثنائي» بغاليري ألف نون بدمشق
25 أيار 2016
.
افتتحت غاليري «ألف نون» معرضاً لجدليتها الثنائية الثانية مساء السبت 21 أيار، ضم مجموعة من أعمال التشكيلي إسماعيل نصرة والنحات وائل دهان ضمن إقبال لافت من محبي الفن التشكيلي.
التقى «اكتشف سورية» مع النحات وائل دهان في افتتاح المعرض حيث قال: «قُسم المعرض لشقين الأول لوحات سيراميك والثاني منحوتات برونزية وخشبية تحت عنوان «دمشق المقدسة»، ففي أعمالي هناك الأنثى التي تحمل هذا المسمى. خلال أزمتنا امتطت دمشق بوجهها الأنثوي حصان الحرب ناشرة أجنحتها استعداداً للمواجهة، استهوتني الفكرة بداية الأمر لبلورتها على مادة السيراميك ثم انتقلت بها للبرونز، مازجاً بين المادتين لأعرض من خلالهما تجربتي الخاصة في التعامل مع الخزف، الجزء الأكبر من أعمالي يعتمد على مفهوم الأعمدة التي تمثل الحضارة السورية المتوجة بدمشق المقدسة إلا أنها الآن مسرجة على حصان الحرب».
يضيف «دهان»: «الجزء الأكبر من زخارفي يعتمد على العنصر البشري أو الحيواني وحتى النباتي، أروي عبرهما حكايات مستوحاة من العهود القديمة كالفينيقية والآشورية والبابلية وحتى من ميثولوجيا شجرة الحياة المتمثلة بآدم وحواء، ضمن إطار زخرفي يضفي عليها قيمة فنية، بدلاً من استخدام زخارف قد لا تحمل أي معنى».
وعن تجربته الجديدة في هذا المعرض المشترك قال: بالنسبة لي اعتبرها تجربة ممتعة أثيرت مع الفنان بديع جحجاح جدلاً ثنائياً فتح أفاقاً لفضاءات أوسع وأرحب انعكست على الأعمال المعروضة.
بدوره التشكيلي إسماعيل نصرة قال عن مشاركته في هذا المعرض: «أعود في معرض جدل ثنائي بعد انقطاع خمس سنوات عن دور العرض ويحمل الرقم 13 في مجموع المعارض التي قدمتها، محصلة لما أنتجته من العام 2010 إلى العام 2016، حيث اخترت من كل عام مجموعة شكلت هذا المعرض، تعكس تداعيات الأزمة التي نمر بها راصداً التغيرات التي طرأت علينا من خلال الأفكار التي أرغب بإيصالها للمتقلي بهدف إمتاعه وإدخال السرور لقلبه، لإيماني أن للفن رسالة جمالية أكثر من كونه ظلاً ثقيلاً على المُشاهد، خاصة أننا بحاجة لفسحة من التنفس، متمنياً أن أكون قد وفقت فيها».
يضيف نصرة في حديثه عن مجمل تجاربه: «يعتبر هذا المعرض استمراراً لما خضته من تجارب سابقة، إن أي فنان محترف يعمل على تقديم ذاته في النهاية، أما الإضافات المكتسبة فتظهر على هيئة تراكمات معرفية وتقنية ترصدها عين الناقد وحتى المتلقي، خلاصة القول هناك دائماً جديد».
التشكيلي عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة قال لـ «اكتشف سورية»: «أود أن أنوه إلى أهمية الدور الذي تقوم به صالات العرض الخاصة في الحركة التشكيلية على مستوى سورية بشكل عام، مُرحباً بعودة الأنشطة الفنية بكل تنوعها في أغلب هذه الصالات رغم الأزمة التي تعصف بنا، فمن المهم تشجيع الفنانين لتقديم عروضهم المتميزة، فالفنان السوري يملك الأمكانيات الإبداعية التي تستحق التقدير والمتابعة من قبل متذوقي الفن التشكيلي داخل سورية».
وبالإشارة لدور المؤسسات الثقافية قال كسحوت: «يقع على عاتقنا في وزارة الثقافة تشجيع التشكيليين وخاصة جيل الشباب منهم من خلال إقامة المعارض الرسمية منها والخاصة وتنظيم الملتقيات والمنتديات ودعمها بالنشاطات المختلفة، فنحن داعمون أساسيون لهذه الحركة».
وعن رأيه بالمعرض المقام قال: «المعرض مميز جداً وهو الثاني لصالة ألف نون النشطة التي أشد على يدها من أجل تقديم الأفضل على الدوام».
وختم كسحوت مثنياً على الفنانيّن اسماعيل ووائل: «اسماعيل نصرة فنان مهم يمتلك تجربة مميزة، يبحث دائماً على تطوير أدواته، لا أخفي اعجابي بأعماله، أما التشكيلي وائل دهان فهو في الأساس نحات يعمل على الخزف بطريقة النحت لديه تجربته التي لا يُستهان بها في الخزف، مستوى أعماله المميزة تبعث على الإفتخار به كفنان سوري».
الناقد الصحفي لؤي سليمان كان من بين الحضور وقال: «إنه المعرض الثاني لغاليري ألف نون مما يبشر بعروض لاحقة، في وقت افتقدنا به الفنون بكافة أشكالها بشكل عام على مدى خمسة أعوام، وهنا في ألف نون قام المنظمون للمعرض بإخراج توليفة مزجت ما بين الرسم والنحت جاءت منسجمة فيما بينها. من الملفت عودة فن النحت إلى صالاتنا بعد تواريه لفترة تعود إلى ما قبل الأزمة، لذلك كانت جهود الفنان بديع جحجاح مشكورةً في جدليته الثانية هذه».
التشكيلي عبدالرحمن مهنا في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «مازال الفن التشكيلي عندنا يحبو في طريق الخيال والإبداع ولم نتوصل إلى امتلاك كل نواصي العملية الإبداعية، عندما نفقد الحس الخيالي المتجدد يعني أن العمل الفني في حالة السكون والتكرار، إلا من اخترق القواعد وتجاوز حدود الرؤية البصرية المألوفة وهم قلة على مستوى العالم، فعند الوقوف أمام سطحٍ أبيض يجب أن نطرح مخزون ذاكرتنا والتعامل مع خيال جديد يمنحنا الدهشة ومن ثم السعادة، على الفنان أن لا يتمسك بما يدعونه بكلمة خصوصية التي توازي لدي كلمة سكون، فالإبداع حالة آنية متغيرة مع تغير الزمن فما يعنيني هو هذه اللحظة.. الآن».
يضيف مهنا: «لا أتفق مع الجدل الذي قد يكون عقيماً في بعض أوجههة، بل أُرحب بالحوار الذي يفضي إلى أفق جديد، فالفن يعتمد على اللحظة المستقبلية الإبداعية التي تخترق الحاضر إلى المستقبل برؤية تمنحني الدهشة، لذلك أمنح صوتي للحوار الذي يقودنا إلى التجدد، في النهاية أتمنى على الحركة التشكيلية أن تخترق الآفاق الماضية نحو فضاءات رحبة ولو على حساب ذاكرتنا التي تكرر الأشياء، فأنا ضد القاموسية».
ومن الجدير ذكره أن المعرض مستمر لغاية 21 حزيران، يومياً من الساعة الخامسة ولغاية التاسعة ليلاًى في غاليري ألف نون، ساحة الشهبندر، طلعة الميسات، والدعوة عامة.
زين ص. الزين
تصوير: عبد الله رضا - اكتشف سورية
جانب من معرض جدل ثنائي للتشكيلييّن اسماعيل نصرة ووائل دهان |
جانب من معرض جدل ثنائي للتشكيلييّن اسماعيل نصرة ووائل دهان |
التشكيلي بديع جحجاح مع زوار معرض «جدل ثنائي» في غاليري ألف نون |