السوبرانو نينار الأعسر: العمل الجاد والدعم كفيلان بتطور الغناء الأوبرالي في سورية
04 تشرين الثاني 2015
.
تبحث السوبرانو نينار الأعسر عن فرصتها الحقيقية لاعتلاء أهم مسارح الأوبرا العالمية كمغنية منفردة بعد أن عملت لسنوات على أعداد نفسها لحلم رافقها منذ الطفولة وصار حقيقة بعد تخرجها من المعهد العالي للموسيقا باختصاص غناء أوبرالي.
وتقول السوبرانو الشابة الأعسر “هدفي من احتراف الغناء الأوبرالي الغناء والتمثيل في عروض الأوبرا كمغنية منفردة على مختلف مسارح العالم لذلك أبحث عن هذه الفرصة بعد تخرجي من المعهد”.
وعن واقع الغناء الأوبرالي في سورية توضح أن مستوى الغناء الأوبرالي لدينا جيد عموما بالنظر لما هو متاح لمغني الأوبرا في بلدنا مضيفة إن “طلاب ومغني الأوبرا لدينا يحتاجون إلى ورشات عمل ودورات تدريبية في معاهد موسيقا مختلفة المدارس ومسابقات ذات جوائز مادية ومنح دراسية وبشكل مستمر”.
وحول تأثير الحرب على سورية على عمل المعهد العالي للموسيقا ودراستها فيه ترى الأعسر أن هذه الحرب أثرت كثيراً على سير العملية التعليمية والتدريبية في المعهد وتقول “سعينا كطلاب لتعويض سفر عدد من الأساتذة إلى الخارج ولا سيما الأستاذة أراكس تشيكيجيان فصرنا نعتمد على معلوماتنا السابقة وجهدنا الشخصي” مشيرة إلى أنها عملت على هذا المنوال حتى وصلت للسنة الخامسة وأكملت دروسها مع الأستاذة غادة حرب حتى تخرجت.
وتابعت الأعسر إنه كان أمام طلاب المعهد قبل الأزمة خيارات وفرص أكثر مثل العمل مع موسيقيين سوريين وأجانب من أصحاب الخبرات المختلفة الذين توقف توافدهم بسبب الحرب على سورية والجميع يدرك مدى فائدة الاحتكاك مع مغنين وعازفين وقادة أوركسترات من مختلف أنحاء العالم لأن هذا يغني المخزون الموسيقي والثقافي للفنان.
وأشارت إلى أنها حاولت تعويض ذلك بالاعتماد على الإنترنت لتحصيل معلومات أكبر قدر المستطاع كما أنها سافرت إلى خارج البلاد عدة مرات لتلقي دروس الغناء في بيروت مع الاستفادة من جميع الأساتذة في المعهد على أي صعيد لإغناء معلوماتها الموسيقية والمشاركة في عدة حفلات أقيمت في دمشق.
وبينت السوبرانو الشابة أن إدارة المعهد تقدم كل ما تستطيع في هذه الظروف الصعبة بالرغم من قلة عدد المدرسين والإمكانيات المتاحة.
وعن واقع الأغنية السورية بكل أشكالها تشير السوبرانو الشابة إلى أن الاهتمام بالموسيقا الجادة لدى شريحة كبيرة من الجمهور بدأ بالتضاوءل بسبب الرغبة بما هو “مفرح” لتناسي الألم المحيط بنا معتبرة أن انتشار هذا النوع من الأغاني التي تعتمد على الإيقاع الراقص واللحن المكرر البسيط سيودي بنا إلى مرحلة يغيب فيها الغنى الثقافي الذي نحن حاليا بأمس الحاجة إليه.
وترى الأعسر أن بعض التجارب السورية الجديدة التي ترفض الانسياق وراء الأغنية التجارية سواء على مستوى الفرق الموسيقية أم المغنين المنفردين يبشر بالقدرة على استمرار الفن الحقيقي مبينة أنه رغم العدد القليل لمغني الأوبرا وبالنظر للامكانات القليلة المتاحة لهم فانهم يحافظون على مستوى جيد للغناء الأوبرالي في سورية مع كل الظروف الصعبة المحيطة بعملهم.
وحول احتياجات الغناء الأوبرالي في سورية ليتطور تشير إلى ضرورة “التركيز أولا على المرحلة الدراسية ومع وجود نقص بالمدربين والمدرسين المختصين والمرافقين على آلة البيانو للطلاب في المعهد العالي فان ذلك يؤثر على الدروس والبروفات وبالتالي تباطؤ عملية تطور الطلاب” مبينة أن استمرار العمل الجاد يساعد على زيادة عدد المغنين وبالتالي عدد العروض التي يمكن إنجازها بالتعاون مع دار الأوبرا وما يتاح من مسارح أخرى وهذا سيساعد على انتشار أكبر لهذا النوع من الغناء بين صفوف الجمهور السوري.
وعن برامج المواهب الغنائية على الفضائيات العربية لفتت الأعسر إلى أنها مجرد “برامج تجارية ليس هدفها رفع مستوى الفن وإنما استغلال هذه المواهب لجمع أرباح أكبر لهذه المحطات” رغم أنها تسلط الضوء أحيانا على مواهب مهمة في العالم العربي لم نسمع بها من قبل.
وأكدت الأعسر أن “المؤسسة الثقافية الرسمية تحتاج إلى مستشارين اختصاصيين في الموسيقا من خلال تشكيل فريق متنوع لتفادي الشللية” مبينة أن هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلدنا تتطلب المحافظة على مستوى موسيقي يرفع من شأننا ومستوانا الثقافي.
وتعتبر الأعسر وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة جداً لأي فنان لاختصار الكثير من الوقت والجهد ومساعدته في إيصال رسالته إلى الجمهور لافتة إلى أن هذه الوسائل مجدية في مرحلة البدايات للفنان لكن مع مرور الوقت لا بد له من دعم من قبل جهة إنتاجية مشيرة إلى أنها اليوم بحاجة إلى مدير أعمال لتوجيهها مهنيا أكثر من حاجتها لشركة إنتاج.
وتختم الأعسر حديثها بالتعبير عن تفاؤلها على الصعيد الخاص وبمستقبل الموسيقا في سورية لأن التشاؤم ليس جزءا من حياتها ولأنها تعرف الإمكانيات الموسيقية الموجودة لدينا ومدى الإصرار لدى الموسيقيين السوريين على تطوير الموسيقا ودعمها انطلاقا من حبهم الكبير لوطنهم وللموسيقا.
السوبرانو السورية نينار الأعسر من مواليد دمشق 1988بدأت الغناء في عمر السادسة عشرة مع كورال قوس قزح في دمشق ثم تلقت دروسا في الغناء الأوبرالي عام 2010 مع الموسيقية أراكس تشيكيجيان لتدخل بعدها المعهد العالي للموسيقا في دمشق وتتخرج منه باختصاص الغناء الكلاسيكي عام 2015.
شاركت بعدة حفلات موسيقية كمغنية كورال ومغنية منفردة على مسرح دار الأوبرا بدمشق ومسارح أخرى في سورية ولبنان والإمارات العربية المتحدة مع قادة مختلفين منهم ميساك باغبودريان وناهل الحلبي وحسام بريمو وستيف غريفثز وفيكتور بابينكو كما شاركت بورشات عمل مع الباريتون الإيطالي ستيفانو ميو والسوبرانو الإيطالية سيلفانا فرولي.
تعزف على آلة البيانو وتعمل في تدريس الموسيقا للأطفال لديها عدة تسجيلات لمؤلفين عالميين وبعض أغاني افلام الكرتون وهي حائزة على إجازة في الفنون الجميلة باختصاص الاتصالات البصرية من جامعة دمشق عام 2009.
محمد سمير طحان
sana.sy