العطار تسلم أسرة الشهيد عالم الآثار الأسعد وسام الاستحقاق السوري
16 أيلول 2015
.
سلمت ممثلة السيد الرئيس بشار الأسد الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لأسرة الشهيد عالم الآثار والباحث خالد الأسعد ممثلة بنجله وليد مدير آثار تدمر خلال حفل أقيم بمكتبة الأسد الوطنية ظهر اليوم.
وأصدر السيد الرئيس بشار الأسد في الثالث من الشهر الجاري المرسوم رقم 229 لعام 2015 القاضي بمنح الباحث في الآثار خالد الاسعد «بعد الوفاة» وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وذلك لإنجازاته المهمة في علوم الآثار.
وقالت الدكتورة العطار في كلمة ألقتها قبل تقليد الوسام «المجد لك يا قائد الوطن.. لقد حملت جراحاتنا وشددت على عزائمنا وأحزنتك مواكب شهدائنا الأبطال الميامين غير أنك بشجاعتك الرائدة وارادتك الحديدية التي لا تعرف الجزع أو الاحباط جعلت من الأسى ينبوعا لمواصلة النضال والتصدي لهمجية الذين عبثوا بقيم الحياة وبالأديان وامتدت أيديهم الكافرة بالمدى ليمارسوا الذبح المجرم.. وكان الرجل الجليل والعالم المناضل والعارف المختص باللغة التدمرية والوطني المنتمي خالد الاسعد من ضحاياها ليروي دمه الطاهر ترابك يا تدمر».
وأضافت نائب رئيس الجمهورية «شاء الرئيس الأسد الذى يجل النضال ويكرم المناضلين أن يمنحك يا خالد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ويرسمك نجما على راياتنا بجانب أحبتنا من الشهداء الأبرار».
وتابعت الدكتورة العطار «يا رفاق الشهيد واله وأبناءه لا تجزعوا ويا خالد الاسعد أنت تدمر وتدمر أنت وكل ذرة في تدمر تشهد على جهودك وما بذلت.. تعرفك وتعرفها وسيظل جرحك الطاهر نازفا يرعف في قلوب مواطنيك ويظل عويل الرمال في سمع الدنيا شاهدا على أجرا2م المجرمين وعلى براءة النبالة في محياك.. حجتك مكتوبة بالدم الموار بالغضب على المعتدين الاثمين وكلماتك في عمق ما تؤديه وما كتبت خالدة خلود الحقيقة».
وأضافت نائب رئيس الجمهورية موجهة حديثها لروح الشهيد الأسعد «علقوك ويا للعار على الأعمدة التى رفعتها بالجهد والعرق وبأبسط الوسائل إلى أن تمكنت وبمساعدة الاصدقاء في البعثة اليابانية من الحصول على رافعة سهلت عليك مواصلة العمل».
وقالت العطار «ليس بمقدورنا أن ننساك أو أن ننسى حجم الهمجية والوحشية في ارتكاب هؤلاء التكفيريين جريمة الذبح باسم الدين والدين منهم براء والله أكبر على ما يرتكبون باسمه من أثام 00خالد الاسعد أنت لم تمت.. أنت تحيا معنا في ضمائر مواطنيك وفى ذاكرتهم بين الاحبة الذين رحلوا عنا وما رحلوا.. من الشهداء العظام الذين عطروا أرضنا وسماءنا بكبير التضحيات.. لك تقدير الوطن وقائد كفاح الوطن الرئيس بشار الأسد ولك كل الأجلال من علماء الآثار في العالم ومن رفاقك في العمل الأثري ومن كل مواطن يعز عليه وطنه».
واختتمت نائب رئيس الجمهورية كلمتها بالقول «لقد صبرت وصابرت.. لم تهن ولم تستسلم وبقيت صامدا متحملا صنوف الآلام .. فالوطن كان عندك الأغلى والحياة فى سبيله ترخص ..عشت عزيزا ورحلت كريما مثل الميامين من أبطال جيشنا الباسل وأبناء شعبنا المناضل ..خالد الاسعد الخلود لك ولهم ما بقيت تدمر مملكة الخلود والخالدين».
وفي تصريح للصحفيين عقب حفل تسليم وسام الاستحقاق قالت العطار «الكل يعرف دور المثقف والثقافة في سورية في معارك التحرير والجهاد في سبيل القيم الرفيعة التي يؤمن بها السوريون والتي تعيش على أرضنا بقوة وقد استنبتناها عبر عقود طويلة لتكون هي الرسالة المثلى إلى العالم.. والكثير من مثقفي العالم العربي يؤيدون سورية في مواقفها ومواقعها».
وأضافت «إن الثقافة في المعركة سلاح من نوع متميز قاتلنا به بكل معاركنا منذ أمد طويل على أرضنا الطاهرة واذا كانت ستستنكف عن دورها النضالي فأنها لن تكون ثقافة بحق فهي سلاحنا في محاربة ومجابهة كل أشكال القتل والتخريب والعدوان على أرضنا.. والمثقفون هم حملة هذا السلاح.. والكتاب منهم بشكل خاص هم أصحاب الجبهة الوطنية المقاتلة».
وألقى المهندس وليد الأسعد كلمة باسم عائلة الشهيد عقب تسلمه وسام الاستحقاق قال فيها «نتقدم باسم عائلة الشهيد بعميق الامتنان وخالص الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد لاهتمامه بالشهداء وحملة العلم ولتعاطفه معنا بالمصاب الجلل ولمنحه الوسام السوري من الدرجة الممتازة للشهيد الأسعد» مضيفا «إذا كانت تدمر هبة الدنيا للحضارة والإنسانية فإن خالد الأسعد هبة تدمر لثقافة البشرية فكان كتابا مفتوحا لطلبة الآثار».
وتابع نجل خالد الأسعد «كان قتل والدي بطريقة وحشية على يد تنظيم داعش الإرهابي لأنه رفض ان يغادر تدمر وأبى الخنوع ومبايعة هؤلاء الإرهابيين متمثلا موقف زنوبيا أمام إمبراطور روما عندما رفضت الاستسلام» معتبرا أن والده كان أبا روحيا لآثار تدمر أراد الظلاميون تغييبه فصار عقلا نيرا للأبد وشرفا للإنسانية وسيظل خالدا في ضمائر الإنسانية رحل جسدا لكن صنائعه باقية».
وقال عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في تصريح لـ سانا «إن تكريم الباحث الأسعد يعكس الوجه الحضاري للشعب السوري وانه بقدر ما يدافع عبر جيشه الباسل عن هذه الأرض فإن هذا الشعب أيضا يدافع عن الإرث الحضاري والرسالة الحضارية في وجه محاولة المرتزقة والتكفيريين إلغاء هذا الدور وسرقة البعد الحضاري».
وتساءل الدكتور المفتاح قائلا «إلى متى يبقى الإرهاب يستهدفنا بهذا الشكل وإلى متى يبقى العالم متفرجا أو واقفا عند حدود الإدانة ولا يدعم الجيش والشعب السوريين في هذه المعركة التي هي ما بين النور والظلام وما بين الحضارة والتخلف» مؤكدا أن السوريين واثقون بالنصر إيمانا منهم برسالتهم وبتاريخهم وبمستقبلهم وبأن سورية كانت وستبقى صاحبة الرسالة الإنسانية والوجه الحضاري.
وقال الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف «الشهيد الأسعد قدم الكثير في اللغة التدمرية وكان سفير تدمر على مستوى العالم وأعطى الكثير في حياته كما اعطى في مماته صورة عن وحشية الإرهاب وأجرامه وحقده على الحضارة والعلماء في سورية» معتبرا أن استشهاد الأسعد أعطى دعما للقضية السورية بمواجهة ما يجري بحق الوطن من إرهاب وشكل دعوة تضامنية للدفاع عن التراث والحضارة السورية.
الدكتور جهاد بكفلوني مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب قال «قدم الراحل الشهيد خالد الأسعد لوطنه حبه الخالص وكان على تواصل دائم مع كل قطعة آثار في سورية.. وان الدولة السورية من خلال تكريمها للأسعد تريد أن تقول أن سورية ستبقى الأقوى رغم كل الأعاصير التي تهب والتي لن تستطيع اقتلاع سنديانة الحضارة في هذا الوطن».
ديانا جبور مديرة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني قالت «رغم وحشية الطريقة التي قتل بها الباحث خالد الأسعد إلا أن استشهاده شكل رسالة للعالم ولأعداء سورية وكان صفعة لكل الضمائر المخدرة وخلق من حوله رسالة بعيدة الأثر في التضامن مع سورية في العالم» معتبرة أن الفعل الثقافي مواجهة للإرهاب التكفيري الذي يريد وأد الثقافة والفن ورموزهما من علماء ومبدعين وتدمير التماثيل والآثار والحضارة.
أما الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة السابقة فقالت «إن الإرهاب الوحشي الذي تتعرض له بلدنا يستهدف الشعب السوري في تاريخه وارضه وحضارته وكان الراحل خالد الاسعد رمزا لهذا الشعب ورمزا لحبه لأرضه فرفض ان يغادرها ورواها بدمه في دعوة لنا لنتمسك بقيمنا التي تربينا عليها ولنتحصن من الانجراف في هذا السيل الهائل المخيف المجرم».
من جهته بين الباحث الأثري الدكتور بسام جاموس أن الشهيد الأسعد أفنى عمره في البحث بآثار الأجداد وله مؤلفات بعدة لغات وكان حاضرا في المحافل الدولية ويشكل إعدامه على يد الإرهابيين جريمة غير مسبوقة لم يسجلها التاريخ لموقفه الوطني الشريف إذ رفض مغادرة مدينته لأن دمه مرتبط بها.
الباحث الدكتور علي القيم قال «إن منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة للعالم الأثري الكبير الشهيد خالد الأسعد تقدير للعلم والمعرفة وللأدب والأدباء وللباحثين عن كنوز وحضارة سورية وعندما تذكر زنوبيا واذينة يضاف إليهما اسم الأسعد وهذا أعظم تكريم لباحث امضى حياته في عشق تدمر وآثارها».
ورأى القيم أن الراحل الأسعد أفنى حياته على مدى عقود زمنية عدة وكافح كثيرا من أجل ترميم تدمر ومحيطها الأثري ونشر الأبحاث والدراسات وإبراز المعالم وحفظ اثارها في متاحف دمشق وتدمر وغيرها وإقامة المعارض والندوات والمؤتمرات التي عرفت بحضارة زنوبيا ومملكتها مترامية الأطراف مبينا أن هذا الوسام تكريم على صدر كل عالم وباحث في تاريخ وآثار سورية.
المخرج باسل الخطيب اعتبر أن الحرب على سورية أصبح هدفها واضحا في تدمير سورية من الناحية الاقتصادية وتخريب عمقها الحضاري واغتيال رموزها الثقافية واستهداف الابداع فيها ضمن مخطط ممنهج للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف الخطيب «تكريم الأسعد اليوم تكريم لكل الشهداء من علماء وفنانين ومبدعين ورد على الإرهاب الذي يريد أن يخيف السوريين حتى لا يمارسوا نشاطهم الحياتي والفني والثقافي».
الفنانة سلاف فواخرجي قالت «الشهيد الأسعد قامة من قامات سورية وجزء من تاريخنا هو من العلماء الذين يبنون مستقبلنا وباستشهاده نفتقد عالما أخلص لوطنه حتى اخر لحظة من حياته» مؤكدة أن تكريمه هو تكريم لعلمائنا السوريين الحقيقيين.
وعن دور الفن في مواكبة الحرب على سورية بينت فواخرجي أنها تعد حاليا فيلما من إخراجها بعنوان «مدد» يتحدث عن هذه الحرب في أيامها الأولى ويتعرض لخطوط جديدة غير مسبوقة دفاعا عن الوطن الذي لن نسمح لأحد أن يدنسه.
حضر حفل التكريم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ووزراء التربية والسياحة والتعليم العالي والثقافة ورئيس مجمع اللغة العربية ورئيسا اتحاد الكتاب العرب والصحفيين والمديرون العامون للمؤسسات الإعلامية والسفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني.
والباحث الشهيد الأسعد من مواليد مدينة تدمر عام 1934 حاصل على إجازة بالتاريخ ودبلوم التربية من جامعة دمشق عمل عام 1962 رئيسا للدراسات والتنقيب في مديرية الآثار بدمشق ثم في قصر العظم حتى نهاية عام 1963 ثم مديرا لآثار تدمر وأمينا لمتحفها الوطني لغاية عام 2003.
شارك في المشروع الإنمائي التدمري خلال الفترة بين 1962 و1966 حيث اكتشف القسم الأكبر من الشارع الطويل وساحة الصلبة التترابيل وبعض المدافن والمغارات والمقبرة البيزنطية في حديقة متحف تدمر وعددا من المدافن التدمرية المهمة ومنها مدفن بريكي بن امريشا عضو مجلس الشيوخ التدمري.
وكان تنظيم داعش الإرهابي أقدم على إعدام الأسعد بقطع رأسه في 18 الشهر الماضي.
اكتشف سورية
sana.sy
الفنان باسل الخطيب يشارك في حفل تكريم العالم خالد الأسعد |
الدكتورة نجاح العطار في حفل تكريم العالم خالد الأسعد |
الدكتورة نجاح العطار نيابة عن الرئيس بشار الأسد |