ميادة الحنّاوي: أحب سورية من رأسي إلى أخمص قدميّ وأغار على بلدي
28 آب 2015
.
تشعر صهباء حلب ميادة الحناوي بالفخر والاعتزاز والسعادة كونها ستقف في رحاب آثار بعلبك ضمن مهرجانات بعلبك الدولية في الحادي والعشرين من الجاري، وتعد المتعطّشين لسماع أغنياتها بساعتين من التحليق في فضاء صوتها، يرافقها المايسترو إيلي العليا في قيادة الفرقة الموسيقية المؤلفة من 24 عازفاً.
الحناوي المقلّة في حفلاتها والتي لم تحيي حفلاً في لبنان منذ أكثر من 13 عاماً، تقول في حديث خاص لـ «السفير» إنّ سعادتها لا توصف كونها ستغني في معبد أثري وقف في حضرته عمالقة الفن، مضيفة «صوتي لم يخني حتى اليوم وحريصة عليه حرصي على نفسي، أمّا برنامج الحفل فأعتبره جميلاً، سأغني الأغاني التي يحبّها الجمهور من «أنا بعشقك»، «الحب اللي كان»، «نعمة النسيان»، «أنا مخلصالك»، «فاتت سنة»
وغيرها»، وتعلن رداً على سؤال أنّها ما زالت كالتلميذة التي تواجه امتحاناً صعباً مع كلّ إطلالة لها أمام الجمهور، «الخوف والإحساس بالمسؤولية من أهم صفات الفنان، والعظيمة أم كلثوم كانت تشعر بالخوف، وسبب جلوسها على كرسي كان بسبب ارتباكها، وأنا أتوقّف عن الغناء حين أرتبك، وقد لا يشعر الجمهور لأنّ أغانيَّ طويلة وفيها الكثير من المقاطع الموسيقية، وما إن ألمس محبة الجمهور وتفاعله يزول عني القلق».
لا تعتبر الحناوي أنّها مقلّة في إصداراتها الغنائية، «هناك أغان ظلمت منها «وقدرت ازاي» من إنتاج «عالم الفن» التي لم تنل الصدى المطلوب بسبب نقص الدعاية»، وعن سبب كونها مقلّة في إحياء الحفلات فيعود ذلك إلى رفضها الإملاءات، «لديّ شروطي الخاصة، وأرفض الغناء إلى جانب من هبّ ودبّ ولا تهمني الكمية بقدر ما تهمني الكيفية، ولا ننسى أنّ الحرب في سورية دفعتني إلى الابتعاد عن إحياء الحفلات، وقدّمت أغانيَ وطنية منها «يا قلب العروبة النابض»، و»الشهيد»، ولا أستطيع تقديم أغان رومنسية في الوقت الذي ينزف فيه الوطن».
وعن عدم تصوير أغنية «الربيع العربي» التي صدرت أخيراً من كلمات صالح هواري وألحان بديع العلي على طريقة الفيديو كليب تقول «وفاة أخي حالت دون تصويرها، وأعترف بالتقصير لعدم بثها عبر يوتيوب، لكنني سأقوم بهذه الخطوة قريباً». وعن رأيها بالأغنية السائدة حالياً تضيف «رحل معظم الملحنين العظماء، وبقيت قلّة قليلة، وأبحث دوماً عن الكلمة كونها تأتي في المرحلة الأولى وعن ملحّن عظيم لأقدّم عملاً جديداً».
لا ترفض الحناوي فكرة كتابة مذكّراتها لتقديمها على الشاشة، «الفكرة واردة لكنني في انتظار سيناريست مهم ليقدّمها بالشكل الذي يرضيني، ولستُ راضية عن كثير من سير الفنانين التي قدّمت، لما فيها من تحوير لبعض القصص». نسألها اختيار ممثلة لتؤدي شخصيتها فتقول «أتصوّر أن كاراكتيري صعب وبالتالي لم يخطر في بالي أي ممثلة الآن»، وتذكر مسلسل «أسمهان» فتقول «أسمهان أكبر مما قدّم عنها وسيناريو المسلسل كان بحاجة إلى تعديلات».
ابنة حلب عاشقة أم كلثوم تصفها بإلهة الغناء والعشق وروعة الصوت، «هي غذاء روحي الأول والأخير وأحفظ كل أغنياتها، كما أنني أعشق القدود الحلبية وأغنّيها بعيداً من الحفلات لأنها من اختصاص الأستاذ صباح فخري الذي أطربُ لصوته وأدائه».
أمّا بالنسبة إلى أغنية «في يوم وليلة» التي سجّلتها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ثم أعطاها للراحلة وردة الجزائرية تقول «من المعيب أن أغني هذه الأغنية على المسرح لأنها ملك لسيدة كبيرة ومطربة عظيمة وهي من أحب المطربات على قلبي، لكن إذا طلبت مني في حلقة تلفزيونية أغنيها»، وترفض الحناوي المقارنة بين الفنانات، «الصوت كالبصمة، وكل فنان له أسلوبه وبصمته وإحساسه، وأنا ضد المقارنات»، وتعلن الحناوي إعجابها بصوت شهد برمدا ونانسي زعبلاوي من سورية، آملة أن ينال صوتاهما الرعاية الكاملة، «لم تنالا حقهما كما تستحقان لأن صناعة الأغنية في سورية غير موجودة للأسف، ولا يتقاضى الملحنون السوريون حقوقهم من الساسيم حتى اليوم».
تحب الحناوي لقب «مطربة الأجيال» ويدغدغ مشاعرها هذا اللقب بعد أن أطلق عليها في بداياتها «مطربة الجيل»، وتأمل تقديم عدد من النشاطات الفنية بعد الانتهاء من حفلها ضمن مهرجانات بعلبك، «سأطلق ألبوماً من 10 أغنيات تمّ تسجيلها وتوزيعها مع شركة «عالم الفن» لصاحبها محسن جابر الذي بدأت معه منذ بداياتي الفنية وقدّمت معه فناً رائعاً وكبرنا سوياً. أعتبره أخاً وصديقاً ولا أنسى وقوفه إلى جانبي في مراحل مختلفة من حياتي، وهو لم يعد يعطي أهمية للإنتاج في الآونة الأخيرة بسبب اهتمامه بالمقاولات والتزاماته الأخرى».
الزمن الجميل
ترى الحناوي أن وصف الزمن الجميل ما زال ينطبق في مكان ما على يومنا هذا، «الزمن الجميل موجود مع أنّ الدخلاء على الفن كثر، فكلما تمايل أحدهم طرباً مع أغنية من الزمن الجميل يعني أن الأصالة موجودة والزمن الجميل موجود». ترفض الحناوي إعادة توزيع أغنياتها، «أرى أغنياتي معاصرة وكأنّها أنتجت اليوم، الملحن بليغ حمدي كان سابقاً عصره في «حَبينا وتحبينا» ، «أنا بعشقك» و «الحب اللي كان» وكثيرون يؤدّون هذه الأغاني في البرامج التلفزيونية».
وعن دخولها في سجالات صحافية مع عدد من الفنانين تقول الحناوي «لا أرضى بالضيم، وفي النهاية لست حجراً، من يقلّل الأدب أردّ عليه بكلمتين أو ثلاث وانتهى الموضوع. لا أخوّن بلدي لأنّه هويتي وانتمائي وشرفي وعرضي وكرامتي، وأنا ضد التخوين. أحب سورية من رأسي إلى أخمص قدميّ وأغار على بلدي، ولا يمكن أن نختلف على محبة الوطن ومتفائلة بمستقبل سورية، وأفكّر بغد أفضل».
مع أنّ الأغنيات لا تحرّر الأوطان إلا أنّها تشحذ الهمم وتعطي معنويات للجيش ومحبي الوطن والمدافعين عن أرضهم وانتمائهم كما تقول الحناوي، «لا يمكنني أن أنسى أغنية «احلف بسماها» لعبد الحليم حافظ وأصداء هذه الأغنية وكذلك بالنسبة إلى اوبريت «الوطن الأكبر» و «أصبح عندي الآن بندقية» لأم كلثوم، لا أملك سوى صوتي لأقدّمه لبلدي، وهذا أقلّ ما يمكن، لذا قدّمت عدداً من الأغاني الوطنية أخيراً وأوبريت «القدس» التي اخترت المشاركين فيها، ولم يتقاضوا المال ولبوا النداء. وآمل تقديم أوبريت لأجل سورية على أن نقدّمها في ساحة العباسيين وتكون الدعوة عامة».
اكتشف سورية
assafir.com