التماثيل الجنائزية الملونة في تدمر: محاضرة للدكتور همام سعد في باريس
14 كانون الثاني 2015
.
ضمن سلسلة محاضرات عن الزينة والعمارة القديمة في الشرق والغرب «رسوم ملونة، جص، فسيفساء» في مخابر المعهد العالي للآثار بباريس، قام الباحث الدكتور همام سعد بإلقاء محاضرة عن التماثيل الجنائزية الملونة في تدمر.
رغم أن الابحاث قد بدأت في تدمر على ما يقارب القرن إلا انه حتى الوقت الحاضر لا توجد أية دراسة تناولت الألوان الموجودة على التماثيل الجنائزبة الملونة في تدمر، حيث أن أغلب متاحف العالم تضم في قاعاتها أمثلة عن هذه التماثيل، رغم وجود أعداد كبيرة منها محفوظة في متحف تدمر ومتحف دمشق، حيث نجد ضمن العديد من الأمثلة بقايا ألوان لا سيما فوق العيون والحواجب والحلي والمجوهرات.
عن هذا الموضوع تحدث الدكتور همام قائلاً:« إنه لو أردنا أن نحصي عدد التماثيل التي تحتوي على ألوان في تدمر؛ يمكن القول إنها قليلة بالعموم. لكنه من الجدير الذكر هنا أن أغلبها احتوى على ألوان وأصباغ مختلفة قد زالت بفعل العوامل الطبيعية والزمن، وحتى الآن لا يوجد أية فحوص أو تحليلات مخبرية لها».
ويستشهد لاحقاً ببعض الأمثلة: «تُظهر الأمثلة التي احتوت فيها هذه التماثيل على الأصباغ الملونة، وكذلك الفترات التاريخية لها، والتركيز على أماكن ظهور الألوان وتحديد جنس التماثيل الكثيرة التي ضمت هذه الألوان؛ فعلى سبيل المثال كانت التماثيل التي تجسد الجسد الأنثوي تحتوي على كثير من الأصباغ المتنوعة». ثم قام بتسليط الضوء على التقنية التي استخدمت تلوينها والهدف من وضع هذه الألوان.
أما عن التساؤلات المطروحة بما يتعلق بظهور النماذج الأولى؛ وهل كانت التماثيل تلوَّن من قبل نفس ورشة النحت أم أنها كانت تلوَّن بعد أن يتم وضعها داخل المدافن، فقد أجاب: «خلال فحص مجموعة من هذه التماثيل التي تعود للمدفن نفسه تبيَّن أنها لم تلوَّن جميعها وإنما كانت هناك تماثيل خالية من الألوان، مما يطرح تساؤلات عما إذا كانت هناك علاقة لذلك الأمر بالشخص المراد تجسيده بتمثال ما، أو كونه ينتمي لعائلة معينة أو قبيلة معينة في تدمر».
اكتشف سورية
اكتشف سورية