التشكيلية الدكتورة سوسن الزعبي.. تنوعت المواضيع والتقنيات في أسلوب واحد
11 تشرين الثاني 2014
تنوعت المواضيع التي تناولتها الفنانة التشكيلية الدكتورة سوسن الزعبي في معرضها الأخير الذي افتتح الاثنين 10 تشرين الثاني 2014 في صالة المعارض بكلية الفنون الجميلة بدمشق.
وتميزت الأعمال المعروضة بالحرفية والتمكن من تقنيات اللون، واحكام التعامل مع المساحة البيضاء واللون حيث استطاعت الزعبي أن ترسخ هذه الأشياء لخدمة أفكارها ورؤيتها الفنية.
وحول المعرض قال الإعلامي والناقد سعد القاسم لاكتشف سورية: «جمع هذا المعرض كمية كبيرة من أعمال الدكتورة سوسن الزعبي، هذه الفنانة التي امتلكت أدوات مختلفة في صياغاتها للوحة منذ بداياتها».
وأضاف: «نلاحظ في أعمال الزعبي جرأة في التعامل مع المساحة البيضاء وكذلك الأمر في طريقة اللون، ورغم أن اللوحة عندها تأخذ بالمواضيع الواقعية ولكنها تنفرد بالحرية في مجمل أعمالها، أما الأعمال التي تجسد دمشق القديمة لديها تتميز بأسلوب خاص ولمسة جديدة، حيث ترسم بمزاج حيوي وديناميكي».
وأنهى القاسم حديثه قائلاً: «تنوعت مواضيع هذا المعرض تراوحت بين الواقعية والرمزية ولكن الأسلوب هو نفسه أنه اسلوب سوسن الزعبي التي تعتني بالضوء وغنى اللون في واقعيتها».
للفنانة الزعبي قدرة كبيرة على التعبير عن الحالة النفسية للشخصيات التي تظهر في أعمالها وإبراز صفاتها وطباعها الإنسانية بشكل كبير مع الحفاظ على واقعية وموضوعية شديدتين في التنفيذ والأداء.
وللدكتورة منال حمادة رأي في المعرض أيضاً حيث تقول لنا: «المعرض هو بحد ذاته تظاهرة جميلة في ظل هذه الظروف التي نعيشها، لذا ينبغي علينا نحن اللذين نعمل في هذا الفن أن نعمل بجد لكي تبقى لحركة التشكيلية في الساحة الثقافة السورية وترصد واقعنا وحياتنا وتعطينا ما هو جميل وممتع».
وأضافت: «الدكتورة سوسن الزعبي تجربة غنية واسم كبير في الحركة التشكيلية، واليوم نجدها في هذه اللوحات بأنها قدمت لمسات جديدة على اللوحة، التي أخذ فيها اللون الأبيض مساحة واسعة حيث انه يدل على التفاؤل والأمل، وحاولت الدكتورة إيصال هذا الأمل إلى المتلقي، وإنها لرسالة محبة وسلام وأمل وتفاؤل لشعبنا ووطننا».
اللوحة عند الدكتورة الزعبي تزرع في القلب السكينة، وسعادة غامضة، تستند إلى ماض تستمد منه أجمل ما فيه كأزقة دمشق القديمة وحاضر تشحنه بالبهجة والتفاؤل، والوجوه عندها مستقرة، ليست استقرار الجمود والموت، ولكنه استقرار نابع من قدرة فذة على الحياة، فهي تعيد إلى الفن بعضاً من جماله ووقاره.
تقول الدكتورة رويدة كناني عن المعرض: «تنفرد الدكتورة سوسن الزعبي في تجربتها التي لا تشبه فيها أحداً وخاصة في أعمالها الحارات الشامية القديمة، ففيها تظهر حنين وحضور قوي والحميمية المتواجدة حتى الآن في تلك الحارات».
وتابعت: «أضافت هذه الفنانة تكنيك جديد في أعمالها وهي التي اشتغلت عليها بطريقة الكولاج، وتميزت فيه كمصورة مزجت ما بين جو له علاقة باختصاصها كمدرسة بقسم الاتصالات واعطت هذا الانطباع، الاتصالات البصرية ولغة البصرية التي لها علاقة بالإعلان ومزجت مع التصوير وأعطت نتاج متفرد ومتميز يعطي اسلوبها وطريقتها وصفاتها، ابارك الدكتورة على هذا المعرض الموفق وأتمنى لها النجاح الدائم».
وكان لاكتشف سورية وقفة مع الفنانة الدكتورة سوسن الزعبي أيضاً حيث تحدثت إلينا قائلة: «تنتمي اللوحات التي أعرضها اليوم إلى مراحل مختلفة زمنياً، حيث أنه هناك لوحة أقدم من أخرى وهكذا، وبمواضيع مختلفة، ولكل لوحة تقنية مختلفة، ولذلك يبدو للمتلقي بأن لكل لوحة اسلوب خاص، ولكني أقول بأن الاسلوب هو واحد هو اسلوبي، لأني أنا بذات الاحساس».
وأضافت: «لاشك في تنوع التقنيات بالانشغال على مواضيع مختلفة ستختلف الطرق أيضاً، فمثلاً للكولاج طريقته، وللزيتي طريقته أيضاً كما للأكرليك، فغالباً عندا أرسم الحارة الشامية ليس كما أرسم الطبيعة الصامتة، ولكن أكرر بأن كل اللوحات تتقاطع بأسلوب واحد لا يتغير».
وعن لوحاتها التي تجسد الحارات الشامية القديمة قالت: «رسمت الحارة الشامية لأنها مسالة مطروقة عند الكثير من الفنانين، لأن دمشق تستحق ذلك، لأنها منذ الأزل وإلى الأبد يبقى من سيرسمها، وعندما يشتغلها الجميع، يكون هناك تحدي كبير وخاصة عندما تقدمها بطريقة مختلفة وإيصالها للمتلقي بطريقة مختلفة وتعطيها حقها كمدينة لها تاريخها وحضارتها، أعترف ,اقول الشام هي شمعتي وشمسي ولن اعطيها حقها مهما قدمت لها، ولا اعتقد هناك أحد ما يستطيع أن يعطيها حقها، قصدت أن اشتغل حارات الشام لأظهر بأنه لن يسقط هذا الموضوع ولن يبتذل ولن تكون إلا مقدسة».
وقالت أيضاً: «أعمالي هذه ليست واقعية، ولكن تستطيع القول بأنها واقعية، ما ارسمه يعود إلى الحالة والمزاج، وأريد أن أقول بأن كل شيء هو واقعي حتى بالتجريد أحياناً هناك واقعية التي هي ليست نقل حسب اللحظة فقط».
وأنهت الدكتور سوسن الزعبي حديثها قائلاً: «الغاية من هذا المعرض هو للإنتاج العلمي نقيمه بكلياتنا لنتقدم مرتبة أكاديمية وهنا يجب أن تقدم نتاجك ليروا بأنك تستأهل أم لا». تتابع ضاحكة: «طبعاً أنا بستاهل بلا إنتاج ولكن يجب أن أقدمه».
الدكتورة سوسن الزعبي المولودة في دمشق عام 1961 والدارّسة للفن وعلومه في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وموسكو، وتقوم بتدريسه حالياً في كلية الفنون الدمشقية، ولها اسلوبها الخاص في تجسيد دمشق القديم حيث رسمت مجموعة من اللوحات المتميزة في هذا المجال، نفذتها بخليط من التقانات، حيث زاوجت بين الألوان وتقنية التلصيق، بطريقة جديدة، تتوجت بحالة رفيعة ولافتة من التعبير عكست بصدق ومحبة خصوصية النسيج العمراني الفريد لدمشق القديمة ومدى تعلقها بهذه المدينة التي كانت ولاتزال ترسمها لكي تعبر عن الحب. وللفنانة الزعبي العديد من المعارض الفردية والمشتركة داخل وخارج سورية.
إدريس مراد
اكتشف سورية
من أعمال الدكتورة سوسن الزعبي في معرضها بكلية الفنون الجميلة بدمشق |
التشكيلية الدكتورة سوسن الزعبي بمعرضها بكلية الفنون الجميلة |
من أعمال الدكتورة سوسن الزعبي في معرضها بكلية الفنون الجميلة بدمشق |