التشكيلية لجينة الأصيل: هذا الفن لا يزال غير واضح المعالم في سورية
09 تشرين الأول 2014
.
لعبت الصدفة دورا رئيسيا في توجه الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل نحو التخصص في رسوم الأطفال حيث دخلت أروقة مجلة أسامة بعد تخرجها مباشرة من قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
ونالت الأصيل في هذه المجلة المتخصصة بعالم الطفل الرعاية اللازمة في بداية مسيرتها لتمتلك مفاتيح نجاح لوحة الطفل فكانت مجلة أسامة بالنسبة لها أما ومعلمة فعلى صفحاتها تطورت رسومها وانتشرت ووجدت نفسها في عالم مليء بالخيال والمتعة ليمتد مشوارها الفني حتى اليوم بكثير من النجاح والتميز.
وعن مشوارها ومشروعها الفني مع عالم الطفل تقول الفنانة الأصيل في حديث لمراسلنا «مشروعي هو "اللوحة في كتاب الطفل" التي أعمل على نشرها عبر إعداد الكوادر الفنية المتخصصة والموهوبة ومع الفنانين المتميزين الذين يرغبون في العمل بهذا المجال عن طريق ورش العمل والاطلاع على ما وصل إليه هذا الفن في العديد من دول العالم.
وتضيف الأصيل أن سورية غنية بالمواهب الفنية في مجال رسوم الأطفال التي استفاد منها الوطن العربي وفي أكثر من سياق تربوي وثقافي حتى صار لدينا أسماء معروفة الآن لدى دور النشر المهتمة بالطفل على المستوى العربي والعالمي مبينة ان هذا الفن لا يزال غير واضح المعالم في سورية ولم يأخذ حقه كعمل فني تشكيلي مهم.
وتوضح الرسامة لقصص الطفولة ان رسوم كتب الأطفال هي مشروع متكامل يجب أن يدرس احتياجات الطفل الموجه إليه حسب بيئته الثقافية والاجتماعية مع ضرورة وجود خطة تربوية كاملة ومحكمة لأي مشروع موجه للأطفال لأن السلامة النفسية لمجتمع ما تبدأ من الطفل وما يقدم له من معارف تدعم ثقته بنفسه وبمجتمعه ليكبر مبدعا ومحبا لبيئته ووطنه.
وتقول الأصيل إن تطوير الرسوم في كتب الأطفال هي مسؤولية الدولة في المقام الأول من خلال وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي على حد سواء ووضع خطط تدريسية تهتم بهذا الاختصاص في كلية الفنون الجميلة وفي المعاهد الفنية المتخصصة إلى جانب التسهيلات لدور النشر لإنتاج كتب الأطفال وتقديم الحوافز التشجيعية للمبدعين في هذا المجال وإقامة ورش عمل تساعد على تطوير هذا العمل مع استقدام المعارض الدولية المتخصصة بعالم الطفولة ليطلع عليها الفنانون والناشرون.
وترى المشرفة على عدة مجلات عربية متخصصة بالطفل أن الرسم لهذه الشريحة موهبة مضافة على الموهبة التشكيلية ومسؤولية علمية وتاريخية تجاه ما يقدم للطفل لذا يجب أن يتحلى الفنان بالقدرة على التطور والحداثة مع سعة في المخيلة ومقدرة عالية في الرسم والكثير من الصبر والشغف.
وعن واقع الرسوم المتحركة تقول صاحبة الخبرة في هذا المجال إن تقنية صناعة الرسوم المتحركة تختلف تماما عن رسوم كتب الأطفال كما أن تكلفتها الأولية عالية جدا لذا فهذه الأفلام تحتاج لدراسة التكلفة لإعدادها قبل الاقدام عليها لكي يكون العمل بالنهاية مجديا تجاريا ولا شك أن ذلك يأتي غالبا على حساب القيمة الفنية كما لا يتحمل شطحات مخيلة الفنان.
وتوضح الفنانة الملفة لثلاثة كتب للأطفال أن الرسوم الموجهة للطفل هي لغة يفهمها كل أطفال العالم ولكن من الضروري أن تتمتع بأصالة البلد الذي نشأ فيه الفنان ومن هنا تكمن أهمية أن تكون صناعة كتب الأطفال من الألف إلى الياء من بيئة الطفل وهذا ما يؤكد ضرورة الاهتمام بهذا الفن وتطويره.
وتختم صاحبة المسيرة الطويلة في رسوم وكتب ومجلات الأطفال بالقول: «إن رسوم كتب الأطفال في بلادنا العربية عموما لا تأخذ حقها من التقدير نظرا لعدم الاعتراف بأهمية هذا الفن والجهد الذي يبذل في تحقيقه مبينة ان هذا لا يمنع من انتشار هذه الثقافة في بعض الدول العربية وتوجهها بشكل إيجابي للطفل فبات العمل مع بعض دور النشر العربية المهتمة يكفي الفنان للتفرغ في العمل بهذا المجال».
والفنانة لجينة الأصيل من مواليد دمشق عام 1946 وحاصلة على إجازة في العمارة الداخلية من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1969 وهي تعمل منذ تخرجها وحتى اليوم في رسوم الأطفال والاشراف الفني ووضع سيناريوهات كتب ومجلات الأطفال في سورية وعدة دول عربية ولها الكثير من المحاضرات وأشرفت على العديد من ورشات العمل في هذا المجال فضلا عن معارض عديدة داخل سورية وخارجها في التصوير الزيتي كما أن اعمالها مقتناة في عدد من المتاحف الوطنية والعالمية الى جانب تأليفها لثلاثة كتب للأطفال وهي حاصلة على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.
محمد سمير طحان
سانا
الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل |
من أعمال الفنانة لجينة الأصيل |
من أعمال الفنانة لجينة الأصيل |