السيمفونية الوطنية السورية وأوركسترا المعهد العالي في مشروع مشترك بدار الأوبرا
06 تموز 2013
.
مازالت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية هي الرائدة في تقديم المشاريع الجديدة، وهي القاعدة الأساسية لهيكلية الموسيقى السورية، وها هي تأتي ومن خلال أمسيتها الجديدة التي أقيمت أمس الثلاثاء 2 تموز 2013 على المسرح الكبير (الأوبرا) في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) لتقدم مشروعها الجديد، وهو عبارة عن دمج اوركسترا المعهد العالي للموسيقى بدمشق مع السيمفونية الوطنية لتتشاركان بأمسية واحدة بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وبالتالي يقف الطالب جنباً إلى جنب مع أستاذه ليكسب منه خبرة العزف السيمفوني، لأن مكان الطالب هو هذه الفرقة عاجلاً أم آجلاً، ومنها سينطلق إلى عالم الاحتراف.
اختار باغبودريان والفرقة أعمالاً موسيقية متنوعة ومختلفة بمدارسها لهذا المشروع الضخم، حيث أدت الفرقتين متتالية رقم2 للفرنسي جورج بيزيه. لاقت هذه المتتالية التي كتبها بيزيه عام 1872 نجاحاً كبيراً حين قُدمت عملاً مستقلاً في الحفلات الموسيقية، ويكشف عن كوامن بيزيه الإبداعية والغنى في الألوان الموسيقية ذات الألحان الغزيرة والمتنوعة، والبراعة في التوزيع الأوركسترالي في أسلوب موسيقي، واستطاع بيزيه أن يصل إلى عمق الانفعالات التي تسيطر على سلوك الإنسان عبرعنها بمهارة فائقة.
وعمل آخر للراحل صلحي الوادي بعنوان: «تأملات على لحن "حياتي إنت" لمحمد عبد الوهاب»، ويعتبر العمل دراما موسيقية عن الحب، استنبطها صلحي الوادي من ذاكرته مد استمع إلى أغنية "حياتي أنت" لمحمد عبد الوهاب عام 1943، وهو في التاسعة من عمره، ليخلدها عملاً موسيقياً رائعاً. كتب صلحي الوادي عمله هذا بعد خمسين عاماً على ولادة الأغنية من لحنين غنائيين أساسيين في الأغنية الأول «حياتي أنت ماليش غيرك وفايتني لمين» والثاني «كل ما يسبح خيالي، يسبق الفكر الخيال» مستهلاً المقطوعة بجزء يسير من اللحن الأول عزفاً بالتشيللو وممهداً به لدخول الأوركسترا باللحن الثاني الذي يأتي حيوياً صاخباً تعبيرياً عن معاناة المحبين، متنقلاً منه إلى ألحان غاية العمق والإثارة يولدها من اللحنين الأساسين، ومن ثم ينهي المقطوعة كما بدأها بالتشيللو باللحن الرئيسي الذي يأتي متحشرجاً كئيباً، لتصير هذه المعزوفة من الأعمال الموسيقية التي يمكن لها أن تندرج في برنامج الأوركسترات الكبيرة.
وكان للموسيقي الأرمني الكبير آرام خاتشادوريان نصيب من هذه الأمسية خلال مقتطفات من رائعته ذائعة الصيت (سبارتاكوس)، وهو عمل باليه متكامل كتبه خاتشادوريان عام 1954، حيث حصل مؤلفها في العام ذاته على جائزة لينين، وهي أرفع جائزة في زمن الاتحاد السوفييتي، حيث يجسد ثورة الزنج ضد الرومان، وقدم لأول مرة على مسرح البولشوي، حيث يحمل العمل الكثير من الجمل الموسيقية الغاضبة كما يحمل في طياتها الأمل، وصور سمعية في منتهى الدقة. وآخر عمل في هذا المشروع كان أغنيتان للبلقاني بريغوفيتش.
وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال المايسترو ميساك باغبودريان: «هذا الحفل يندرج ضمن المشاريع التي يقوم بها عادة المعهد العالي للموسيقا في كل عام، اذ تقدم اوركسترا المعهد أعمالاً بمختلف الاختصاصات الموسيقية، والغاية من ذلك إعطاء الطلاب خبرة الدخول في الحياة العملية الفنية، إضافة إلى تعريفهم بالأعمال الاوركسترالية للمؤلفين العالميين».
وأضاف: «في هذا العام ارتأينا أن نفكر بطريقة جديدة ومختلفة تعود بالفائدة والخبرة على الطلاب، اذ قامت الفرقة السيمفونية الوطنية مع طلاب المعهد، بتقديم هذا الحفل المشترك إلى جانب أساتذتهم، وتستهدف هذه الخطوة تنمية مهارات العزف الجماعي الذي يختلف بتقنياته عن العزف المنفرد».
وأنهى باغبودريان حديثه قائلاً: «إضافة إلى ما ذكرت لهذا المشروع استفادة للطالب ليس على الصعيد التقني الموسيقي فحسب، بل أيضاً على الصعيد النفسي، إذ وقف أمام تحد جديد كي يقدموا أجمل ما عندهم».
إدريس مراد - ودمشق
اكتشف سورية
من أجواء الحفل في دار الأسد للثقافة والفنون |
من أجواء الحفل في دار الأسد للثقافة والفنون |
من أجواء الحفل في دار الأسد للثقافة والفنون |