صالة العرض المرتقبة في كلية الفنون الجميلة بدمشق
18 آب 2008
برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد: صرح ثقافي وحضاري يليق بالفن السوري
شهور عديدة مضت على الزيارة الكريمة والمفاجئة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته أسماء الأسد في تشرين الأول من العام 2007 إلى معرض مشاريع التخرج الذي أقامه طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق في صالات عرض الكلية.
وأخذت هذه الزيارة التاريخية للسيد الرئيس والسيدة عقيلته أبعادها التي ما زلنا نرى نتائجها حتى اليوم، حيث لم تنتهِ هذه الزيارة -التي استمرت لساعتين- بانتهائهما. بالإضافة لكونها زيارةً مليئة بالأحاديث الودية والنقاشات الجميلة بين سيادتيهما وبين الطلبة الخريجين، فقد كانت أيضاً بداية تأريخ لنقلة نوعية في حياة كلية الفنون الجميلة، عندما وجه السيد الرئيس بضرورة أن يكون لهذا الصرح الأكاديمي صالة عرض جديدة تليق به وبالفن الذي يحتويه، أو الذي سيقدمه مستقبلاً.
يقول الدكتور عبد الكريم فرج -عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق- في تصريح لـ«اكتشف سورية»: «لقد أدرك السيد الرئيس بنظرته الخاصة أهمية أن يكون في مبنى كلية الفنون الجميلة صالة عرض متميزة تليق بالأعمال الفنية لطلبتها، ولأساتذتها، ولكل فنان سوري أو أجنبي يرغب في عرض أعماله الفنية المتميزة فيها».
وأوضح الدكتور عبد الكريم فرج أن كلية الفنون كانت وما زالت مركز اهتمام ورعاية السيد الرئيس والسيدة عقيلته. وأشار إلى أن سيادتيهما استمعا إلى تفاصيل أعمال الطلاب وتحسساها باللمس والرؤية البعيدة والقريبة بهدف التعرف على أفكار الطلاب، سواء أكانت أفكار واقعية أم منطلقة من ذاكرة الطفولة، وقال أن سيادتيهما ناقشا علاقة أعمال الطلاب الفنية بالأرض، والمكان أو البيئة، وصلة هذه الأعمال الفنية بالمتلقي، وحول ما سيحققه هذا المتلقي، مهما كانت خلفيته الثقافية. من ناحية أخرى، ذكر الدكتور فرج أن السيد الرئيس كان قد توقف عند جميع الأعمال النحتية، واستمع من الطالبات كيف يقضين الوقت الطويل أمام أعمال نحتية شامخة عملاقة ثقيلة الوزن وصعبة المراس والتطويع، كالمعدن والبرونز والجص...؛
وتابع الدكتور فرج: لقد كان سيادته ينظر إلى كل ما حوله أثناء الزيارة وليس فقط للأعمال الطلابية بل إلى كل المكان الذي يحتوي هذا المعرض. بناء عليه، علمت رئاسة الجامعة بعد أيام من الزيارة بأن السيد الرئيس يريد إحداث تغيير في صالات العرض الموجودة في كلية الفنون الجميلة، وأمر بإجراء دراسة هندسية حقيقية بحيث تصبح كلية الفنون الجميلة أهم مركز ثقافي يستقبل أعمال محلية ودولية.
وحول الانطلاق بهذا المشروع، أشار الدكتور فرج إلى قيام اللجنة المشكلة في الكلية بمتابعة وضع التصاميم ورفعها إلى القيادة وجاءت الموافقة المبدئية على البدء بالعمل. وحول متابعة السيد الرئيس الكريمة لهذا المشروع، قال الدكتور فرج أن سيادته يرسل مبعوثين وخبراء من جانبه لمتابعة سير الأشغال على أرض الواقع كي يقدموا كل خبراتهم في هذا المجال، الأمر الذي أدى إلى تغيير شامل وجذري في وضع التصورات النهائية في تصميم هذه الصالة. وحول الدعم المادي، أكد أن السيد الرئيس قد وجّه الحكومة بتحمل القسم الأكبر من نفقات إنشاء هذه الصالة.
وحول رؤيته الشخصية لأهمية هذه الخطوة، قال الدكتور فرج: «إن توجيهات السيد الرئيس تعبر عن رغبته في أن تكون هذه الصالة في أعلى مستوى من أي صالة عرض موجودة في سورية والمنطقة، وأن تكون موئل لكل الفعاليات الفنية الدولية الراقية، وأن تصبح مركز لاستقبال الأعمال الفنية ضمن مراسم اعتبارية عالية المستوى، وأكد أن هذا ما يتم العمل عليه حالياً». وختم بالقول:
«من الممكن أن تختتم احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية بمعرض لأساتذة كلية الفنون الجميلة. ونحن في كلية الفنون نجهز أنفسنا له، ونتمنى أن يكون هذا المعرض على مستوى تطلعات السيد الرئيس، وأن يكون بالتأكيد في صالة العرض التي يجري العمل عليها حالياً».
وفي لقاء مع الدكتور سمير أبوزينة -رئيس شعبة التصميم المسرحي في الكلية ورئيس اللجنة المشرفة على الأشغال في الصالة-، وصف لقاء السيد الرئيس والسيدة عقيلته بطلاب الكلية بالرائع، وخاصة الحوار الجميل والهادف الذي جعل السعادة بادية على محيا الجميع. وأشار أبوزينة إلى الاهتمام الدائم لسيادتيهما بالطلبة، إلا أن رؤية سيادته عن قرب لمدة ساعتين كان لها الوقع الخاص عند الجميع من الطلبة، وأعضاء الهيئة التدريسية، وعمادة الكلية.
وحول النقاشات التي دارت مع الطلبة، قال أبوزينة إن الأسئلة التي طرحها السيد الرئيس كانت مباشرة وواضحة وكان يتبعها جواب حماسي مستفيض ومفصل من الطلبة، وأضاف: «بعد زيارة السيد الرئيس وعقيلته للمعرض، عبر سيادته عن إمكانية استثمار مساحة صالة العرض بالشكل الأمثل. فقام بتوجيه تعليماته بضرورة تحويل الصالتين السابقتين الكبيرة والصغيرة المنفصلتين عن بعضهما البعض إلى صالة واحدة كبيرة مع ضرورة إدخال كل التعديلات الممكنة، وأشار أبوزينة إلى أن التصميم السابق للصالات كان يقدم مساحات قليلة جداً على الجدران نظراً لكثرة التقطيعات الموجودة فيها، الأمر الذي كان يفرض إحضار لوحات عرض كبيرة لتعليق اللوحات الفنية المراد عرضها. وتابع أبوزينة: أن السيد الرئيس أكد على ضرورة تحويل هذه المساحات الواسعة إلى صالة عرض (غاليري) راقية وعملية تليق بكلية الفنون الجميلة. ثم قال إن السيد الرئيس قد وجه تعليماته إلى رئيس الجامعة لاستثمار هذه المساحة بالشكل الأمثل، ليستفيد منها طلاب وأساتذة كلية الفنون، كي تكون المكان اللائق لعرض أعمالهم الفنية، وأن تكون أيضاً قابلة للاستثمار في استضافة معارض خارجية من خارج الكلية، أو حتى من خارج سورية، أيضاً لتصبح بالفعل صرحاً حضارياً وثقافياً مهماً مرتبطاً بكلية الفنون الجميلة.
وحول الانطلاق بتنفيذ المشروع ووصل الصالات ببعضها، أوضح أبوزينة أن الدراسة استغرقت الشهر ونصف الشهر وبدأ التنفيذ مباشرةً بعد أن تم اختيار الشركة المنفّذة، حيث ستصبح المساحة الجديدة التي اكتسبتها الصالة تقارب الألف ومئتي متراً مربعاً، كما تم توظيف كل مساحة الجدران لعرض اللوحات المختلفة القياس، الصغيرة والكبيرة والمتوسطة، إضافة إلى إمكانية عرض المنحوتات مهما كانت كبيرة وبأحسن طريقة ممكنة. وحول الإضاءة التي تعتبر من أساسيات صالات العرض، أكد أبوزينة على أن التصميم سيعتمد على الإنارة الطبيعية خلال النهار والاصطناعية خلال المساء، وتمت الاستعانة بمهندس إضاءة متخصص بالمعارض، الأمر الذي سيجعلنا نرى كل من اللوحة والمنحوتة وهما مضاءتان بالطريقة الصحيحة.
وعن المراحل التي قطعها المشروع على أرض الواقع، قال أبوزينة: «لقد قطع المشروع مرحلة لا بأس بها وهو حالياً في مراحله النهائية، وبقي إنجاز بعض الأجزاء كالأرضية وقسم من السقف المستعار تتبعها عملية الطلاء وتركيب أجهزة الإنارة». وتوقع أبوزينة موعداً قريباً جداً لانتهاء الأعمال وافتتاح الصالة. وتمنى أبوزينة أن يكون المعرض الأول معرضاً استرجاعياً حيث يتم تقديم العديد من الأعمال الفنية للمدرِّسين الراحلين في كلية الفنون الجميلة، كفاتح المدرس، ومحمود حماد، وغيرهم، إلى جانب أعمال للأساتذة الموجودين حالياً أو من يريد من خارجها في نقابة الفنون الجميلة.
ونفى أبوزينة أن تكون هناك أية عوائق اعترضت الأشغال القائمة في الصالة، وأكد أن الدعم موجود من جميع المؤسسات وعلى كل المستويات التي توفر جميع الإمكانيات المتاحة بأسهل الطرق وأسرعها. أما بالنسبة لرأي الطلاب بهذا المشروع، أوضح أبوزينة أن الأعمال بدأت في فترة العطلة الصيفية وهذا ما جعل الكثير منهم لا يعرفون بصراحة حقيقة ما يجري في الكلية، حتى أن الفرصة لم تتوفر بعد للاجتماع بطلاب الكلية لشرح تفاصيل ما يجري. وأكد أنهم سرعان ما سيدركون أهمية هذا المشروع عندما يبدأون بعرض مشاريع تخرجهم في الصالة الجديدة، ليكتشفوا بأنفسهم أنها أفضل طريقة على الإطلاق لعرض ولتقديم مشاريع التخرج بطريقة لم يعرفوها مسبقاً.
وأكد أبوزينة أن السيد الرئيس يتابع باهتمام وبشكل مستمر كل خطوات سير الأعمال في هذا الصرح الثقافي عبر ممثليه الذين يقومون بزيارات دورية للإطلاع على آخر مراحل العمل وتقديم الملاحظات والنصح وكل ما يدعم أسلوب إنشاء هذا الصرح الثقافي. وقال أبوزينة أن الصالة سيتم ربطها بالكلية عن طريق باب/مدخل تم تحديد مكانه، كما ويتم الحديث عن اختيار شخص عالي الثقافة والمعرفة قادر على تحمل المسؤولية وإدارة هذا الصرح بالشكل الصحيح.
حسان هاشم
اكتشف سورية
السيد الرئيس والسيدة عقيلته يستعرضان مشاريع الطلاب |
السيد الرئيس والسيدة عقيلته مع مشروع إحدى الطالبات |
السيد الرئيس والسيدة عقيلته في حوار مع الطلاب |