«حوسة حلب»: حملة تنظيف لكامل شوارع مدينة حلب
24 نيسان 2013
.
من جمعية واحدة إلى كل الجهات الأهلية العاملة في مدينة حلب، ومن بضع أحياء إلى كامل المدينة. فكرة بدأت بشكل بسيط وتحولت إلى مشروع كبير. هكذا كان مشروع «حوسة حلب» الذي أقيم يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر نيسان الحالي والذي شمل كامل مدينة حلب بأحيائها الهادئة وحتى المتوترة.
وتضمنت حملة «حوسة حلب» عملية تنظيف لكامل شوارع المدينة قام بها مئات المتطوعين ما بين متطوعي جمعيات أهلية وسكان تلك المناطق علاوة على قاطني مراكز الإيواء الذين شاركوا في تنظيف الأحياء التي يقطنون فيها. وقد بدأت الحملة الساعة /9/ صباحاً واستمرت حتى الظهيرة. الحملة حملت شعاراً هو «ايدك معنا بتنظف شوارعنا» وجاءت مع انتشار النفايات ضمن المدينة -بسبب الأوضاع الصعبة والمعارك التي تجري في المدينة- الأمر الذي أدى إلى انتشار أمراض وأوبئة أبرزها مرض «الليشمانيا» (أو مرض «حبة حلب» كما يقال بين السكان) وغيرها من الأمراض. بالتالي، جرى التعاون والتشاور بين الجمعيات الأهلية والبلدية ومحافظة حلب لإطلاق الحملة التي شارك فيها سكان المدينة من كل الفئات و الأعمار يجمعهم هدف واحد فقط هو حماية مدينتهم العريقة.
وعن الحملة أشار محافظ حلب السيد محمد وحيد عقاد إلى أن فكرة الحملة كانت ضرورية من أجل تحسين واقع النظافة في المدينة مشيراً إلى أن المحافظة جاهزة لدعم أي نشاط يصب في هذا الإطار مؤكداً بأنه على الجميع التشارك من أجل الارتقاء بالواقع الخدمي في المدينة.
أما المهندس محمد أيمن حلاق رئيس مجلس مدينة حلب فقد أشاد بالحملة ودورها في تحقيق تحسن ملموس في واقع النظافة مؤكداً على أن المجلس قام بتسخير كل إمكانياته وكوادره وآلياته لنجاح هذه الحملة. وأضاف بأن العامل المهم الذي يجب النظر إليه هو عامل الاستمرارية؛ بمعنى آخر، زيادة الوعي بين المواطنين حول أهمية الحفاظ على النظافة وبالتالي جعل المدينة بواقع أفضل.
من جانبه أكد السيد محمد نواي عضو المكتب التنفيذي المختص أن الحملة نتيجة لتنسيق كبير بين كل من أعضاء مجلس المدينة وممثلي الجمعيات الأهلية ورؤساء المديريات الخدمية بهدف الاستثمار الأمثل لإمكانات المجلس من آليات وعمال إضافةً لأعداد المتطوعين لتحقيق أكبر نجاح للحملة حيث قال بأن مجلس المدينة سبق له وأن شارك في مبادرات أهلية متنوعة على مدار عمره الطويل.
شاركنا لأجل حلب
من الجهات التي شاركت في الحملة كانت جمعية «يداً بيد» الأهلية. رغم أن مجال عمل الجمعية هو مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين حركياً، إلا أن الأزمة أدت إلى انتقال عمل الجمعية إلى المجال الإغاثي من خلال التعامل مع نازحي مراكز الإيواء. وقد شاركت الجمعية بالحملة عبر تنظيف المناطق المحيطة بالمراكز التي تشرف عليها حيث تقول السيدة «زينب خولة» رئيسة الجمعية عن المشاركة:
«كانت المشاركة أمراً ضرورياً مع زيادة كميات القمامة الموجودة في الشوارع والناتجة عن الكثافة السكانية الكبيرة ضمن الأحياء بسبب النازحين المقيمين في مراكز الإيواء والتي لم تعد آليات النظافة الخاصة بمجلس المدينة قادرة على مجاراتها. كما أننا حالياً مقبلون على صيف حار وبالتالي في حال بقي الوضع على ما هو عليه سنشهد ازدياد الأوبئة والتي بتنا نرى أمثلة عليها في وباء «حبة حلب». اتفقنا كجمعيات على العمل ضمن مشروع «حوسة حلب» بإشراف المحافظة ومجلس المدينة. شاركنا كجمعية بعشرات المتطوعين إضافة إلى سكان مراكز الإيواء التي نشرف عليها، وباشرنا بكل المناطق الفرعية وتلك القريبة من الحواجز وغيرها. كانت الحملة جدا رائعة ونتمنى أن تستفيد الناس منها حيث الهدف هو الاستمرار وعدم التوقف. نزلنا كلنا إلى الشارع يداً بيد من موظفي مجلس المدينة إلى متطوعين في جمعيات إلى سكان تلك المناطق وسكان مراكز الإيواء».
وتشير إلى الحملة بالمجمل كانت مفيدة للغاية، إلا أنه في الوقت نفسه حصلت بعض الأمور الصغيرة التي يجب العمل عليها لتلافيها مستقبلاً حيث تضيف: «كانت هناك بعض الملاحظات التي يجب أن نعمل عليها خلال الحملات القادمة. منها على سبيل المثال موضوع توزيع المناطق حيث كنا نتمنى لو كان مجلس المدينة هو من قام بعملية التوزيع لكونه يعرف أي المناطق بحاجة إلى تنظيف أكثر منها. كما كنا نتمنى لو كان اليوم يوم عطلة لكي نستفيد من شريحة واسعة من الطلاب والموظفين كانت لتشارك لولا انشغالها بالجامعة أو العمل. هناك عامل إضافي تمثل في نقص المواد مثل الكمامات والمقشات وباقي عدة التنظيف. فترة التحضير كانت أقل مما يجب وإن كنا نتمنى لو استغرقت فترة أطول لكي يجري العمل بالشكل الأنسب. كما كان يجب علينا توعية المواطنين للمساهمة معنا بشكل أكبر».
أما الشابة «أسماء نايف» إحدى المشاركات في الحملة فتشير إلى أنها كانت حملة مميزة جداً خصوصاً مع أعداد المتطوعين التي شاركت، إلا أنه في الوقت نفسه كانت الأعداد أقل مما يلزم لتنظيف المدينة حيث تضيف: «كان هناك عدد لا بأس ممن شاهدنا لا يدرك أهمية العمل التطوعي الذي كنا نقوم به حيث كنا نرى نظرات غريبة عندما كانوا يرونا فتيات نعمل في مجال التطوع. كنا نتمنى لو كان عدد المتطوعين أكثر وأكبر لكي نتكمن من تغطية كامل مدينة حلب بالشكل المناسب».
وقد زاد عدد الشبان والشابات المشاركين في الحملة زاد عن الألفي مشارك من عدد من الجمعيات هي: جمعية من أجل حلب، جمعية يداً بيد، جمعية أهل الخير، جمعية دير وارطان، الأمانة السورية للتنمية، جمعية نماء الهلال الأحمر، جمعية مبادرة أهالي، جمعية مبادرة وطن، جمعية التعليم ومكافحة الأمية.
أما عن الأحياء فقد كانت: «حلب الجديدة، جمعية الشهداء، المارتيني، الميرديان، الزهراء، الأكرمية، السريان القديمة والجديدة، العزيزية، السليمانية، المحافظة، الموكامبو، مساكن السبيل، الجميلية، الاسماعيلية، جمعية المهندسين، الحمدانية، الأنصاري الشرقي، السكري، الشعار، طريق الباب، مساكن هنانو، بستان القصر، المعصرانية، كرم الجبل، جبل بدرو، كرم الطراب، الشيخ نجار، القديمة الحيدرية، كرم الجورة، سيف الدولة، الإذاعة، صلاح الدين، ميسلون، الميدان، العبارة، باب الفرج، بستان كل آب».
يذكر بأن كلمة «حوسة» في اللهجة الحلبية العامية تعني «عملية التنظيف الشاملة للمنزل والمتضمنة غسيل الأراضي والمفروشات وحتى الستائر» وتستخدم فيما بين سكان المدينة للدلالة على عمليات التنظيف التحضيرية والتي تجري قبل قدوم العيد مثلاً أو حلول الشتاء أو استقبال زائر قادم من بلاد المغترب. وقد جرى استخدام المصطلح للدلالة على أن مدينة حلب هي "المنزل الكبير" لكل السكان وبأنها باتت بحاجة إلى عملية تنظيف شاملة تزيل أثار الوضع الذي تعانيه منذ ما يقارب السنة.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية