«الأم بتلم» في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق
18 آذار 2013
من تنظيم «لمسة دفا»، و«لبلدي»
شهدت صالات دار الأسد للثقافة والفنون فعاليات متعددة يوم السبت 16 آذار 2013 من خلال مبادرة: «الأم بتلم» التي أطلقتها مجموعتا «لمسة دفا ولبلدي» وذلك لتكريم الأم السورية حيث بدأت من الساعة 11 صباحاً وحتى 7 مساءً وتضمنت فعاليات متنوعة بدأت بافتتاح معرض تشكيلي لأبناء الشهداء وبازار خيري للأعمال اليدوية، ونشاطات للأطفال.
أما القسم الآخر من الفعالية تضمن احتفالية موسيقية وغنائية أحيتها فرقة بيركومانيا بقيادة سيمون مريش، وجوقة ألوان بقيادة حسام الدين بريمو، والسيدة ميادة بسيليس رافقتها فرقة موسيقية بقيادة سمير كويفاتي. وذهب ريع هذه الفعالية بالكامل إلى صندوق دعم أسر الشهداء المدنيين والعسكريين.
ومن خلال مشهد مؤثر كرمت مبادرة «الأم تلم» عشر أمهات شهداء بشهادة ميلاد بأسماء عشر شباب متطوعين مع صورهم ومعلومات كاملة عنهم ورقم هاتف تستطيع الاتصال به في حال حاجتها لأي شيء.
وتهدف المبادرة على المدى القريب إلى تفعيل دور المجتمع الأهلي والفعاليات الشبابية التطوعية في رعاية ذوي الشهداء وتعزيز وإجلال مبدأ الشهادة والتضحية من أجل الوطن لدى المجتمع الأهلي والفعاليات الشبابية إضافة إلى توحيد عمليات الفعاليات في المجتمع الأهلي التي تعنى بذوي الشهداء من أجل ترسيخ مبدأ العمل الجماعي وعلى المدى البعيد تخطط المبادرة للعمل على لئم الجراح والتخفيف من الآثار الاجتماعية السلبية للأزمة والمساهمة في عملية المصالحة الوطنية والعمل على إنشاء بنك للمعلومات الدقيقة عن ذوي الشهداء المدنيين والعسكريين وتطوير وتحديث هذه المعلومات بشكل دائم.
حضر «اكتشف سورية» هذه الفعالية وأجرت بعض اللقاءات والبداية من السيد لؤي مردم بيك مؤسس مجموعة لبلدي حيث قال: «تم تطبيق جميع ما تم التحضير والتخطيط له من أجل إنجاح هذه المبادرة الوطنية كما أن الحضور والتجاوب مع إطلاق صندوق أم الشهيد جاء كبيراً وملفتاً وهذا مؤشر جيد إلى إمكانية زيادة الشريحة المستهدفة من عوائل الشهداء».
وقال أيضاً: «ستستمر المبادرة بعملها في المرحلة القادمة لضم خمسين عائلة شهيد جديدة ومن ثم ستعمم التجربة إلى باقي المحافظات عند سماح الظروف وخاصة بوجود عدد كبير من المتطوعين».
ومن جانبها قالت السيدة ماسة الدقر المسؤلة عن البازار الخيري: «ضم البازار خمس عشرة مشاركة من مختلف الجهات وبدورنا قدمنا تسهيلات لعرض أعمالهم اليدوبة ولتعود تالياً نسبة من مبيعات إلى أمهات الشهداء».
وقالت السيدة ديمة قاسم المسئولة عن المعرض الفني لأبناء الشهداء: «علقت في هذه الصالة الجميلة في أكبر صرح ثقافي بسورية ما يقارب خمس وأربعين لوحة كلها من أعمال أبناء وبنات الشهداء حيث تم تصوير نسخ مصغرة عنها لبيعها للزوار على أن يعود الريع لأمهات الشهداء، وقد أعطي الخيار لكل رسام ورسامة أن يجسد الموضوع الذي يريده».
وبدرها عبرت السيدة سلام إبراهيم أم أحد الشهداء عن اعتزازها بشهادة ابنها فداء لتراب الوطن وقالت: «أقدر هذه اللفتة الرائعة حيث أعطتنا من الدعم والقوة وعوضتنا جزءاً مما فقدته وأشعرتنا بأن الدنيا مازالت بخير».
أما الموسيقي حسام الدين بريمو يقول: «في النهاية ستلمنا، فوق الأرض أو تحتها حتماً ستلمنا، وأنا أفضل أن تكون هذه اللمة ونحن نحب بعضنا ونقبّل بعضنا، ونحن نغني تكريماً لها وندفع بالحضارة التي صنعها من قبلنا، تلمنا وهي سعيدة بخطواتنا ونحن نتقدم إلى الأمام».
وتابع بريمو قائلاً: «كما يحب الطفل أمه، أنا على ثقة تامة بأن كل سوري يحب سورية، وكما يخطأ أحياناً الإنسان بحق أمه، يمكن أن يخطأ سوري من 23 مليون بحق أمه سورية، ولكن في النهاية سنلتم».
أما الموسيقي سمير كويفاتي يقول: «حاولنا أن نكون مسؤولين قدر المستطاع في هذه المبادرة لأننا اصحاب المشروع من الأساس، رغم الممانعات من اللذين يقومون بتهجيرنا من بيوتنا ومن وطننا وارغامنا بعدم التحرك، ، ولا أخفيك من قلقنا من شيء الذي نقوم به بسبب الآراء التي لا تفهم الصح أحياناً، ولكن رأينا المبادرة هدفها سامي وواضح وهي مبادرة وطنية وإنسانية».
كما أبدى الموسيقي سيمون مريش عن سعادته بهذه المشاركة وتابع قائلاً: «الطباخ الشاطر يمكن أن يهدي والدته بمناسبة عيد الأم قالب كاتو، وبائع الورد غالباً سيهدي امه أجمل باقة ورد، ونحن للأسف عازفي الايقاع لا نستطيع إلا أن نهديها من موسيقيانا الجميلة لنحسسها بالسعادة والفرح قدر المستطاع».
وأخيراً قالت السيدة ميادة بسيليس لنا هذه الجملة المعبرة عن مشاركتها في هذه الاحتفالية: «سأغنّي من ألمي، سأغني من أملي، أملي بأن بلدي ستعود كما أميّ، أمي العظيمة التي أنجبتني، أمي سوريّة التي لمّتني».
تجدر الإشارة بأن الفعالية تخللها نشاطات ومسابقات مخصصة لأبناء الشهداء نظمها كشاف سنابل المحبة تتضمن ألعاباً ورسماً على الوجوه وتعليم مهارات كشفية ومسابقات ترفيهية.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
من أجواء مبادرة «الأم بتلم» في دار الأسد للثقافة والفنون |
من أجواء مبادرة «الأم بتلم» في دار الأسد للثقافة والفنون |
من أجواء مبادرة «الأم بتلم» في دار الأسد للثقافة والفنون |